مسؤول صحي: تركيز السعوديين على المدن الرئيسة يعوق توظيفهم

تجمع دولي يكشف عن 800 وظيفة في القطاع الصحي بمدينة جدة

د. سامي بادود
TT

وضع معرض دولي مختص في القطاع الطبي في مدينة جدة أمس نحو 800 وظيفة سعودية للعمل ضمن المنظومة الصحية فيما يقارب 16 منشأة طبية لدعم وتعزيز أنظمة السعودة في وقت تخلف صندوق الموارد البشرية عن وجوده ضمن القسم المخصص لاستقطاب راغبي العمل.

معرض ومنتدى «ميد إكسبو» الذي افتتح أمس برعاية الأمير مشعل بن ماجد في مركز جدة للمنتديات والفعاليات بجدة، يعد من أبرز المعارض المتخصصة في مجال الرعاية الصحية في السعودية بمشاركة أكثر من 200 شركة، بما يمثل أكثر من 50 في المائة من الشركات الناشطة في الأسواق العالمية، ويستمر حتى الثامن من أبريل (نيسان)، ويقام على هامش المعرض منتدى طبي يتضمن ورش عمل تشمل كل الجوانب المتعلقة بالمعرض، حيث اجتمع عدد من المسؤولين من القطاعين العام والخاص في المملكة لمناقشة التحديات الفريدة التي تواجه قطاع الرعاية الطبية في البلاد.

بدوره بين محمود الشافعي مدير الموارد البشرية في أحد المراكز الأهلية لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تم الاتفاق على توظيف ما لا يقل عن 800 وظيفة شاغرة بعد أن تم الإعلان عنها بالتنسيق مع صندوق الموارد البشرية ومكتب العمل وإشراف اللجنة الصحية للخدمات الطبية، لاستقطاب طالبي العمل منذ صباح الأمس؛ ولكن لم يتم التفاعل بشكل جيد بعد أن تغيب ممثل صندوق التنمية للإشراف على مسار التوظيف؛ حيث قمنا بتوفير وظائف برواتب تبدأ من 4.5 ألف وتزيد بالخبرات والمؤهلات التي يقدمها طالب العمل).

وحسب مصادر لـ«الشرق الأوسط» فإن بعض الإجراءات التنظيمية أدت إلى تعذر حضور مندوب لصندوق الموارد البشرية داخل الركن المخصص؛ مما وضع علامات استفهام لدى القطاعات الأهلية الراغبة في توظيف الشباب والشابات في ظل أن الصندوق يهدف إلى دعم توظيف السعوديين في القطاع الخاص، من خلال برامج وأنشطة متعددة تتم وفق آليات عمل مدروسة. كما أنه يقدم برامج مساندة كبرنامج تنمية وتطوير أصحاب الأعمال، وبرنامج تأهيل أخصائي الموارد البشرية، وبرنامج تهيئة طالبي وطالبات العمل بما يخدم سوق العمل.

كما أن ضمن المهام المنوطة بالصندوق، والتي تنفذ من خلال مركز الملك فهد للتوظيف، تقديم خدمات الإرشاد المهني، وتحديد الميول المهنية لطلاب المدارس وطالبي العمل؛ لمساعدتهم على تحديد مساراتهم الدراسية والتدريبية والربط بين التعليم وسوق العمل، كما يتولى التعريف بالبرامج التدريبية التي تتطلبها سوق العمل، ويقترح البرامج المناسبة لاحتياج طالبي العمل ممن لا تتوافق مؤهلاتهم مع متطلبات الوظائف المتاحة، إلى غير ذلك من الخدمات التي تسعى إلى تحقيق سعودة القطاع الخاص في البلاد.

وفي الوقت الذي أكدت فيه الدراسات عدم تجاوز نسب السعودة في القطاع الطبي 40 في المائة من السعوديين وحول وجود كوادر طبية تعمل في الشؤون الإدارية أوضح الدكتور سامي بادوود مدير عام الشؤون الصحية في مدينة جدة لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك وظائف تصنف وظائف إدارية وهي ليست بالفعل إدارية؛ بل هي ضمن المجال الطبي كما هو التدريب لعدم قدرة الإداريين وتخصيص أطباء للقيام بذلك، وكذلك مراقبي التموين والمخزون في المستودعات الذين يعملون بالفحص والتأكد من صلاحية التخزين، فهم فنيون يعدون إداريين على الورق وفعليا هو مجال طبي، لذلك فكثير يعتقد أن هناك أعدادا كبيرة من الكوادر الطبية تعمل إداريا، وهذا ليس صحيحا. مشيرا إلى أن وزارة الصحة تعد من أكبر القطاعات التي تبتعث موظفيها للدراسة خارج السعودية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا من الأطباء والفنيين ولا توجد أي عقبات في هذا المجال».

وفيما يختص بالعوائق في مسار التوظيف بين بادوود: «الوظائف موجودة؛ ولكن كثيرا من السعوديين يحصرون رغباتهم داخل المدن الرئيسة فقط كمنطقة مكة المكرمة في مدنها الرئيسة والرياض والمنطقة الشرقية دون وجود رغبات في المجن والمحافظات الصغيرة التي يوجد بها الاحتياج».

وحول مقترح إنشاء جهة مختصة برقابة الأدوية المغشوشة أشار مدير الشؤون الصحية في مدينة جدة: إلى أن «هيئة الدواء والغذاء هي من تقوم بذلك منذ ما يقارب الـ5 أعوام من قبل لجان مختصة لديها في هذا المجال، مهمتها مراقبة الدواء في وقت تعد الصناعات الدوائية في السعودية من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط».

وعلى هامش المعرض يرى مدير عام الشؤون الصحية أن وجود الجهاز الطبي في مدينة جدة جزء من المبادرة، من خلال تقديم الدعم المتوالي هذا العام في الحدث الذي يتمتع بتمثيل دولي واسع ليقدم منصة كبيرة لتسليط الضوء على أحدث إنجازات قطاع الرعاية الصحية في سياق دولي ديناميكي.

وزاد: «يوفر المعرض فرصة للاستفادة من التعاون وتبادل المعرفة والخبرات، وأفضل الممارسات في مجال تطوير مرافق طبية عالمية المستوى، والتي تقطع شوطا طويلا في معالجة أمراض نمط الحياة المتزايدة، وتقديم الرعاية الصحية بأسعار معقولة».

وسيركز المتحدثون في المنتدى خلال ثلاثة أيام على بناء مركز التميز للهندسة الطبية الحيوية، والاعتماد الوطني والدولي لإدارة الهندسة الطبية الحيوية، وضمان الجودة في أقسام الأشعة، وكذلك سيقوم خبراء الرعاية الصحية بمناقشة الحلول المبتكرة استنادا إلى أفضل الممارسات لإنشاء مخطط للرعاية الصحية المستدامة مقابل ندوات حرة يمكن للزوار حضورها للحصول على معلومات حول قطاع الرعاية الصحية في المملكة وحول العالم.

من جهته قال عدنان مندورة، أمين عام غرفة التجارة والصناعة في جدة: «لا شك أن السعودية باعتبارها واحدة من أسرع البلدان العشرة الأوائل نموا في العالم، يؤسس معرض (ميد إكسبو) على وجه السرعة للسعودية لتكون مركزا رائدا للرعاية الصحية في المنطقة، وسيشهد المعرض زيادة كبيرة في أعداد العارضين من مختلف أنحاء العالم، وسيكون هناك عرض متخصص لدعم خبراء التخطيط من أجل تحقيق هذا الهدف التنموي؛ الأمر الذي سينتج عنه إنشاء 117 مستشفى جديدا و750 مركزا للرعاية الصحية الأولية و400 مركز للطوارئ».

إيلي رزق، الرئيس التنفيذي للشركة العربية للمعارض والمؤتمرات قال: «إن معرض (ميد إكسبو) يعد بمثابة منصة طبية مهمة في السعودية، مع زيادة معدل انتشار أمراض نمط الحياة والازدهار الاقتصادي الوشيك في السعودية، فقد أدى ذلك إلى وجود أكثر من 400 مستشفى، و2037 مركز رعاية صحية أولية، و80 ألفا من الأطباء و130 ألفا من الممرضين والممرضات في قطاع الرعاية الصحية، وهو ما يعزز أن الحكومة تبذل جهودا كبيرة نحو تخصيص الميزانيات لتحسين قطاع الرعاية الصحية في المملكة وهو - في حد ذاته - حافز أساسي للشركات الدولية للمشاركة في المعرض.

وأضاف: «يسلط المعرض الضوء على جوانب متعددة من القطاع الطبي، بما في ذلك الصحية والطبية، وطب العيون، وطب الأسنان والمختبرات والأدوية والتكنولوجيا الحيوية والسياحة الطبية العلاجية، ويوفر المعرض للمحترفين في مجال الرعاية الطبية الفرصة المثالية للتواصل مع نظرائهم، كما يوفر منصة متخصصة لصناع القرار للاطلاع على أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الرعاية الصحية وعلى المنتجات والخدمات والحلول التي تقدمها شركات من كل من السعودية والولايات المتحدة وتايوان والهند وجمهورية التشيك، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والصين، وكندا، وسويسرا، وتايلاند، وباكستان، ومصر، وإيطاليا، وكوريا وغيرها.