الحرفيون السعوديون: المهرجان أعاد حرفنا إلى الواجهة من جديد

8 آلاف قطعة أثرية تخطف الأنظار في حصن أحد رفيدة

ساهمت النقلة الحضارية التي شهدتها المملكة على مدى السنوات الماضية في تراجع اهتمام المواطنين بالمهن الحرفية ومن هنا تأتي أهمية إبقائها حية (واس)
TT

أعاد مهرجان الجنادرية الحرف اليدوية إلى واجهة الحياة، بعد أن كانت على وشك الاندثار، والذهاب في رحلة مع النسيان، بينما ساعد بعضها على الانتعاش، واحتضانها في زمن كاد طوفان المدنية يغرقها ويعلن ضياعها.

وكالة الأنباء السعودية (واس) التقت بأصحاب تلك الحرف، وتناولت معهم القصص التي عاشوها خلال سنوات مع صنعتهم وحرفتهم، حيث وجدت لتكون طرفا رابعا بين 3 أشخاص، تستمع لأحاديثهم التي يفوح منها عبق الماضي، وتغلفها الذكريات الجميلة، التي تسوق معها حكايات وآهات في أحيان، ومواقف وضحكات في أحيان أخرى.

الحرفي مبارك مسعود آل حامد الذي يبلغ من العمر 50 عاما، المقبل من منطقة نجران، ويقوم بصناعة أدوات تساعد على حماية المحاصيل الزراعية من الطير والدواب، ويصنع «القربة والشكوة والعكة» التي يحفظ فيها اللبن والسمن والماء، يقول: «بدأت أمارس هذه الحرفة في سن الثامنة مع والدي (رحمه الله)، حيث كنت أرافقه، وأشاهده في صنع هذه الأدوات». وأضاف: «إلى وقت قريب كدت أنسى الحرفة، لا سيما بعد انخراطنا بالمدنية، وما يرافقها من امتيازات وعيوب، حتى جاءت تلك اللحظة، التي أتت بمسؤول من إمارة المنطقة ليجمعنا - نحن حرفيي المنطقة - ويعرض علينا المشاركة في مهرجان الجنادرية».

في المقابل، خطفت القطع الأثرية في جناح محافظة أحد رفيدة بقرية عسير في الجنادرية أنظار الزوار، وتمثل في مجملها ما يزيد عن 8 آلاف قطعة أثرية متنوعة من عملات وأوانٍ وأسلحة ومنسوجات وأدوات القهوة، طبقا للمشرف على الحصن مبارك القحطاني.

وتعود القطع الأثرية لسعيد بن حسين، وهو أحد المشاركين في الجناح، مبديا فرحته وهو يشارك في الجنادرية للمرة الـ20. وأبرز سعيد حبه لجمع القطع الأثرية منذ الصغر، مشيرا لوراثته المهنة من أبيه، الذي ورثها عن جده.

وقال: «أملك أكثر من 70 ألف قطعة أثرية، أعرض بعضا منها في الجنادرية كل عام»، لافتا الانتباه إلى أن كل قطعة تمثل أهمية بالغة بالنسبة إليه، إلا أن الراديو له في نفسه مكانة خاصة بوصفه أقدم قطعة لديه، وأغلاها ثمنا. وأوضح أن المعروض يعكس حياة الأجداد قديما، ويكشف وسائل الحياة من زراعة وصناعة وحرف يدوية. وانقسم المعروض في حصن أحد رفيدة إلى 3 غرف، كل غرفة مخصصة لأنواع أثرية؛ الأولى عن المجلس الشعبي، والثانية عن الأواني الفخارية والنحاسية، والثالثة عن الأسلحة والعملات. والحصن يمثل محافظة أحد رفيدة قديما، وهي إحدى المحافظات التابعة لمنطقة عسير، ويبلغ عدد سكانها نحو 150 ألف نسمة.