الأمير سلطان بن سلمان: منطقة المدينة المنورة تعيش مرحلة استثنائية ومقبلة على أعمال ومشاريع كثيرة

الأمير فيصل بن سلمان يرأس اجتماع مجلس التنمية السياحية بالمنطقة

أمير منطقة المدينة المنورة يرأس اجتماع مجلس التنمية السياحية بالمنطقة
TT

بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رأس الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة في مكتبه بالإمارة أمس اجتماع مجلس التنمية السياحية بمنطقة المدينة المنورة.

وفي بداية الاجتماع ألقى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كلمة عبر فيها عن تقديره للأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس التنمية السياحية وأعضاء المجلس في تشكيله الجديد على اهتمامهم بالمشاركة في المجلس، وحرصهم على خدمة السياحة والتراث الوطني في المنطقة من خلاله، مؤكدا أن منطقة المدينة المنورة ستشهد نقلة سياحية وتراثية مهمة من خلال ما ستشهده من مشاريع وبرامج.

وقال: «أنا سعيد بحضوري لهذا الاجتماع في المدينة المنورة التي أحبها كثيرا وأشكر لسمو الأمير فيصل اهتمامه وموافقته على رئاسة المجلس كما أود أن أشكر الأمير عبد العزيز بن ماجد على ما وجده قطاع السياحة والتراث الوطني من دعم من سموه حيث كان متضامنا مع الهيئة بشكل وثيق لإنجاز الكثير من المشاريع المهمة والكبيرة».

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن منطقة المدينة المنورة تعيش مرحلة استثنائية من خلال المشاريع المهمة المؤمل افتتاحها في المنطقة التي من أبرزها مشروع تطوير وسط ينبع التاريخي ومشروع تطوير العلا وربطه بمحور الوجه وينبع السياحي، متطلعا إلى افتتاح هذه المشاريع في ملتقى التراث العمراني الوطني الذي سيقام بالمدينة المنورة في شهر صفر المقبل.

وأضاف أن «المدينة المنورة مقبلة على أعمال ومشاريع كثيرة بمتابعة أميرها، ونحن نتطلع إلى أن تكون المدينة المنورة في مقدمة مناطق المملكة من حيث استقطابها للرحلات السياحية المحلية وهي مؤهلة لذلك بتاريخها ومواقعها التراثية والسياحية وبأهلها المرحبين، ونحن نستشرف مرحلة جديدة لتطوير السياحة والتراث في المدينة المنورة والاستفادة مما توفره من تنمية اقتصادية وفرص عمل ضخمة خاصة أنه بالإضافة إلى ما يتوفر بالمدينة من مواقع ومميزات جذب سياحي فإنها ستشهد تطورا في الحركة السياحية وذلك بعد إقرار برنامج سياحة ما بعد العمرة».

وعبّر الأمير سلطان بن سلمان عن اعتزاز الهيئة بشراكتها مع المناطق، مشيرا إلى أن مجالس التنمية السياحية هي إحدى نتائج هذه الشراكات، وقد عملت الهيئة على تفعيل هذه الشراكة بأن تدار السياحة من المناطق من خلال برنامج «تمكين»، وستكون المدينة المنورة أول منطقة تنطلق في العمل السياحي والتراثي باستقلال عن الهيئة.

وأبرز أهمية مشاريع تطوير مواقع التاريخ الإسلامي ومنها مشروع تطوير مواقع المعارك الإسلامية، معربا في هذا الصدد عن شكره وتقديره للأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع بإعلانه عن دعم وزارة الدفاع لهذه المشاريع وتمويلها.

وفي نهاية الاجتماع أكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة المدينة المنورة أمين المجلس الدكتور يوسف بن حمزة المزيني في تصريح صحافي أهمية هذا الاجتماع الأول للمجلس بتشكيله الجديد، وما سيقوم به المجلس من جهود لتطوير قطاعات السياحة والتراث الوطني في هذه المنطقة المهمة الزاخرة بالمقومات السياحية والتراثية المميزة، مشيرا إلى أهمية هذه الجهود في تحقيق السياحة والتراث الوطني لأهدافهما في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل والعناية بالتراث الوطني.

وأوضح أن المجلس استعرض خلال الاجتماع تقرير التنمية السياحية في منطقة المدينة المنورة الذي يتضمن ملخص استراتيجية التنمية السياحية بمنطقة المدينة المنورة، والتنظيم المؤسسي للتنمية السياحية والتراث بالمنطقة، وأهم المقومات السياحية والتراثية في المنطقة، وأبرز مهام الهيئة فيها، والمشاريع السياحية الكبرى والمشاريع التراثية بالمنطقة، والقضايا السياحية الحالية.

وأبان المزيني أن المجلس استعرض عددا من أبرز البرامج والمشاريع المتعلقة بالسياحة والتراث الوطني بالمنطقة، وناقش المشاريع التي يجري العمل على تنفيذها بهدف الرفع من كفاءة وجاهزية المواقع السياحية والأثرية والتراثية المهمة في المنطقة وذلك لمواجهة الطلب الكبير من المواطنين على زيارة محافظات المدينة المنورة، لافتا الانتباه إلى أن المجلس استعرض مشروع تطوير موقعي غزوتي بدر وأحد ضمن برنامج تأهيل المواقع التاريخية، الذي يأتي انطلاقا من المبادرة التي أعلنها مؤخرا الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز بتبني الوزارة تمويل مشاريع تطوير مواقع الغزوات الإسلامية، حيث تم في هذا الإطار تشكيل لجنة من أمانة منطقة المدينة المنورة، وقيادة المنطقة العسكرية، ومركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، وفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة.

وأفاد الدكتور المزيني أن اللجنة أعدت خطة قصيرة المدى للمشروع تتضمن إنشاء متحف الغزوة الذي يقدم شرحا للزوار عن تفاصيل المعركة والدروس المستفادة منها ويحتوي على معرض الأسلحة المستخدمة بالغزوة والمجسم التفاعلي للغزوة، وقسم التوثيق التاريخي لكامل أحداثها، إضافة إلى تطوير المواقع المحيطة بالموقع وتزويده بالخدمات من خلال الأمانة، متوقعا البدء في تنفيذ المشروعين خلال هذا العام بإذن الله.

وبين أن الاجتماع تضمن عرضا لأبرز ملامح خطة التنمية السياحية بمحافظة العلا التي تحتوي على خطة عمل لفترة خمس سنوات تعمل الهيئة من خلالها على معالجة الجوانب المتعلقة بالتنمية السياحية مثل البنية التحتية والنقل والموارد السياحية الأثرية والتراثية والطبيعية والحرف اليدوية ووضع آليات لتطويرها وتحويلها إلى نشاط اقتصادي يعود بالنفع على المجتمع المحلي ويوفر فرص عمل لأبناء المحافظة، مشيرا إلى أن الخطة تتضمن ربط محافظة العلا بمحافظتي الوجه وتيماء بمنطقة تبوك.

وقال المزيني: «إن الاجتماع بحث أيضا موضوع التأثير الذي سيحدثه مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لتوسعة المسجد النبوي الشريف في إزالة عدد من الفنادق الداخلة في نطاق التوسعة، حيث وجه المجلس بإعداد آلية لمعالجة هذا النقص من خلال فرع الهيئة والأمانة في المنطقة».

ولفت الانتباه إلى أن الاجتماع استعرض تقرير تطوير المركز التاريخي بمحافظة ينبع «حي الصور» الذي تضمن شرحا لمراحل مشروع تطوير المركز التاريخي وربطه بالواجهة البحرية للمحافظة الذي تتعاون فيه الهيئة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وما قام به فرع الهيئة في المنطقة من مشاريع أبرزها ترميم بيت الجبرتي وبيت بابطين، وخطة العمل للمشاريع المستقبلية في هذا الموقع التراثي المهم.

وأشار المزيني إلى أن المجلس اطلع كذلك على عرض عن جهود وبرامج ومشاريع الهيئة في مجالات التنمية السياحية والتراث الوطني التي شملت تهيئة 22 موقعا سياحيا في عدد من محافظات ومراكز المنطقة، وتسوير 38 موقعا أثريا، وتهيئة ثلاثة مواقع أثرية لاستقبال الزوار في كل من مدائن صالح، وجبل عكمة بالعلا، وموقع الخريبة الأثري بالعلا، إضافة إلى ترميم وتأهيل عدد من المباني التاريخية في ينبع، والعمل مع الشركاء في الإعداد لتأهيل المركز التاريخي في ينبع، إضافة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تأهيل وتطوير البلدة التراثية بالعلا.

وفيما يتعلق بالمجال السياحي أفاد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة المدينة المنورة أن الهيئة قامت من خلال فرعها في منطقة المدينة المنورة بالترخيص لـ213 فندقا و36 وحدة سكنية مفروشة و41 وكالة سفر و25 منظم رحلات، كما أسهمت الهيئة من خلال برامجها التأهيلية والتدريبية في توفير 1264 فرصة عمل بالمدينة في جميع القطاعات السياحية.

مما يذكر أن الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز كان قد اعتمد مؤخرا تشكيل مجلس التنمية السياحية بمنطقة المدينة المنورة برئاسته، وعضوية عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة المباشرة بالحركة السياحة بالمنطقة وجهات خاصة ورجال أعمال ومتخصصين.

وضم المجلس كلا من أمين منطقة المدينة المنورة نائبا لرئيس المجلس، وعضوية وكيل إمارة المنطقة المساعد للشؤون التنموية «أمين عام مجلس المنطقة»، ومدير عام فرع وزارة التجارة والصناعة، والمدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار «أمينا للمجلس»، وأمين عام هيئة تطوير المدينة المنورة، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بينبع، ورئيس الغرفة التجارية الصناعية، ورئيس لجنة السياحة بالغرفة التجارية الصناعية، ورئيس مجلس إدارة شركة طيبة، والرئيس التنفيذي لمدينة المعرفة الاقتصادية، إضافة إلى الشيخ صالح بن عواد المغامسي، والدكتور سليمان الرحيلي، ومروان عبد الرؤوف حفظي.