الرياض ترسم استراتيجيتها الوطنية للمسؤولية الاجتماعية في ملتقى متخصص

لحث القطاع الخاص على القيام بمهامه في ظل ارتفاع أرباحه لـ93 مليار ريال

TT

تلتئم في العاصمة الرياض، خلال الأيام القليلة القادمة، عدد من القطاعات الحكومية بجانب قطاع الأعمال ومنظمات المجتمع المدني؛ للخروج بخطة عمل موحدة لتحقيق الشراكة الحقيقية بين تلك القطاعات والرامية إلى تحقيق مفهوم وطني دقيق لمفهوم المسؤولية الاجتماعية في البلاد.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله السدحان، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية، خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم أمس في مقر الوزارة للإعلان عن تفاصيل ملتقى المسؤولية الاجتماعية الذي تنظمه الوزارة في 21 أبريل (نيسان) الجاري بالعاصمة الرياض؛ إن هذه التحركات من شأنها نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المجتمع السعودي من منظور علمي لتوحيد الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص بشكل تكاملي ومنظم.

وأضاف الدكتور السدحان «سيناقش الملتقى، بمشاركة ممثلين من تلك القطاعات، جميع السبل الكفيلة بتعزيز الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني بالسعودية في مجال المسؤولية الاجتماعية، التي تتناول محاور تطوير وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وشراكتها في المسؤولية الاجتماعية، والتعريف بالتنمية المستدامة لخدمة المجتمع وتوفير مزيد من فرص العمل والرفاه الاجتماعي، إضافة إلى استعراض كثير من التجارب العالمية والمحلية في مجال المسؤولية الاجتماعية ومدى الاستفادة من تطبيقها، ودور القطاع الخاص في تنمية المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب».

من جهته، أوضح ناصر القرعاوي، مدير عام المؤسسة السعودية للدعاية والإعلان، بصفته الراعي لهذا الملتقى؛ أنه في ظل تزايد الأرباح لدى الشركات المدرجة في سوق المال السعودية، لا بد من قيام القطاع الخاص، على وجه التحديد، بمسؤوليته الاجتماعية تجاه هذا الوطن الذي لم يألُ جهدا في تسهيل أعمال وحركة تلك الأسواق، خصوصا أن أرباح تلك الشركات وصلت إلى أكثر من 93 مليار ريال للعام المالي المنصرم، متسائلا عن تلك الأرباح: «هل هي ذهبت بالفعل للمسؤولية الاجتماعية لديهم أم أنها حبر على ورق؟».

إلى ذلك، أكد خالد الثبيتي، مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي في الوزارة؛ أن تحديد المهام المطلوبة لكل من القطاعات الحكومية وقطاع الأعمال وكذلك وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع؛ يستوجب الخروج بخطة عمل موحدة عن كيفية تحقيق الشراكة الحقيقية بين القطاع العام والقطاع الخاص لدعم عمليات تحقيق أهداف التنمية المستدامة للمجتمع السعودي، موضحا أن الوزارة بعد أن أوكل إليها خادم الحرمين مهمة إقامة ملتقى المسؤولية الاجتماعية كل عامين؛ رأت من الأهمية نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المجتمع السعودي من منظور علمي وعملي، وكذلك من مفهوم وطني؛ عبر توحيد جهود القطاع الحكومي والقطاع الخاص.

وأضاف الثبيتي أن الوزارة تهدف من إقامة هذا الملتقى فضلا عن نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية، إلى التوصل لتحديد مفهوم وطني دقيق للمسؤولية الاجتماعية وإبراز وظيفة المسؤولية الاجتماعية وأهميتها في المجتمع المدني والأفراد والنشطاء في هذا المجال.

وسيتطرق هذا الملتقى إلى التركيز على دور الشركات والمؤسسات في السعودية تجاه المجتمعات المحلية، خصوصا بعد أن دأب القطاع الخاص، خلال السنوات الأخيرة، على تحمّل مسؤولياته بالمفهوم الصحيح، وذلك من خلال اعتماد المسؤولية الاجتماعية كجزء أصيل في استراتيجياتها وخططها السنوية، وتقديم واجباتها من خدمات ومنتجات وبرامج ضمن إطار المسؤولية الاجتماعية وتحقيق التنمية.