ناشطو التواصل الاجتماعي يطالبون الإعلام التقليدي بتبني لغة الإعلام التواصلي

مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يختتم فعاليات لقاء الخطاب الثقافي السادس

جانب من الجلسة الأخيرة للحوار الوطني الذي اختتم أعماله في الدمام أمس («الشرق الأوسط»)
TT

طالب ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي («تويتر» و«فيس بوك» و«يوتيوب») بأن ترتقي لغة الإعلام السعودي التقليدي إلى مستوى لغة الإعلام التواصلي، كما طالب المشاركون في لقاء الخطاب الثقافي السعودي السادس بصياغة ميثاق أخلاقي يحافظ على القيم الدينية ويتضمن رؤية وطنية، وأن يحافظ على الحريات وضمان حق الاختلاف فيما دون الثوابت.

واختتم أمس المشاركون في لقاء الخطاب الثقافي السادس الذي نظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تحت عنوان «الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي»، وشارك فيه 67 ناشطا وناشطة بعد يومين متواصلين من الحوار حول عدد من المحاور الرئيسة.

وخلص اللقاء إلى عدد من النتائج التي أعلنت فور اختتام أعمال اللقاء، وتلا الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تلك النتائج، بعد تداول المشاركين والمشاركات في قضايا مواقع التواصل الاجتماعي وكان من أبرز الأفكار التي طرحت في جلسات اللقاء أن معطيات وسائل التواصل الاجتماعي تعكس حقيقة المجتمع السعودي وهمومه والمستوى الثقافي الذي بلغه أفراد المجتمع ومن ثم ينبغي دعم الإيجابية فيها، وترشيد السلبية منها، كذلك إلى جانب الإيجابيات المتعددة التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي هناك عدد من السلبيات التي يجب معالجتها، لكن لا بد من وضع مقابلها أمور ثلاثة، أولها أنه في مقابل هذه السلبيات إيجابيات، سواء على المستوى الديني والوطني أو تنوع الآراء، أو الدفع نحو مجالات النفع العام، والثاني أن هذه السلبيات هي ناتج الانفتاح المفاجئ بعد إعلام رسمي، أو شبه رسمي محدود، مما يعني أن هذه السلبيات ستخف وتتلاشى مع مرور الزمن، والثالث أن مواجهة سلبيات هذه الوسائل بالحجب لن تحل المشكلة، بل قد تفاقمها.

واعتبر المشاركون أن الحراك الثقافي في وسائل التواصل الاجتماعي حراك تفاعلي تبادلي أفقي، ومن ثم ينبغي ترشيده، ومعالجة قضاياه والتفاعل معه لا فرض الوصاية عليه. كما ينبغي تطوير وتفعيل الأنظمة الموجودة لمحاسبة من يتجاوز الثوابت الدينية والوطنية، أو المتعلقة بالأشخاص والمؤسسات لتتلافى السلبيات وتحمي الحريات.

وطرح المشاركون ضرورة أن يرتقي مستوى التواصل والانفتاح في الإعلام التقليدي إلى مستوى لغة الإعلام التواصلي المنضبط بالضوابط الدينية والوطنية، وكذلك تفاعل المؤسسات والمسؤولين مع ما يقدم في هذه الوسائل كعوامل مفيدة لتطوير الأداء والتواصل المجتمعي.

كما طرحت مسألة صياغة «ميثاق أخلاقي» يشجع على الالتزام الديني والوطني بالمشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي بالاتفاق على رؤى وطنية يجتمع الناس عليها، ويكون الاختلاف فيما دونها. كما عبر المشاركون عن آمال المجتمع السعودي من الحراك الثقافي في وسائل التواصل الاجتماعي أن يكون معبرا عن همومه وآماله لعدم استطاعة الإعلام التقليدي أن يعبر عنه، وأن يحترم مكون المجتمع الأساسي، وهو الإسلام بقطعياته، وأن يركز على المشتركات والقضايا الوطنية ومسارات الإصلاح.

يشار إلى أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عقد اللقاء السادس للخطاب الثقافي السعودي في مدينة الدمام تحت عنوان «الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي» على أربع جلسات، وذلك امتدادا لسلسلة من لقاءات الخطاب الثقافي التي نظمها المركز، وناقش المشاركون أربعة محاور هي: المحور الأول قضايا الحراك الثقافي في شبكات التواصل الاجتماعي، وطرح في المحور الثاني لغة خطاب ثقافة التواصل الاجتماعي، وفي المحور الثالث تمت مناقشة ماذا يريد المجتمع السعودي من هذا الخطاب، وكان المحور الرابع عن المستقبل المأمول لخطاب التواصل الاجتماعي.