باحثة قطرية: الصناعات الغذائية الخليجية فرص استثمار مهدرة تنتظر السعوديات

زيوت الطعام وأغذية الأطفال المجففة على قائمة الفرص الواعدة

القدرة الاستيعابية للسوق الخليجية من الجلاتين الحيواني وزيت الصويا تتجاوز مليوني طن سنويا نظرا للعادات الغذائية الخاصة، والاستثمار فيها سيخفف من حجم الاستيراد («الشرق الأوسط»)
TT

دعت باحثة قطرية - متخصصة في الاستثمارات الصناعية - النساء السعوديات لتوسيع استثماراتهن الصناعية في مجالات التصنيع الغذائي، ومؤكدة على مدى حاجة السوق الخليجية لمثل تلك المشاريع، حيث تنبأت بأن يشهد قطاع التصنيع الغذائي ثورة تسويقية في المستقبل القريب بالمنطقة.

وأشارت المهندسة القطرية هيا ديين باحثة في منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك)، إلى أن الصناعات الغذائية التي تحتاجها حاليا السوق الخليجية تشمل استخلاص زيوت الطعام، وبروتينات الصويا، وإنتاج الحليب المجفف، ومسحوق الجلاتين، وصلصات المائدة، بالإضافة إلى أغذية جافة للأطفال الرضع، مشيرة إلى أن البيانات الإحصائية بالسوق الخليجية تشير إلى تدني مستوى الإنتاج المحلي في الكثير من تلك المنتجات الغذائية.

وقالت ديين: «إن صناعة استخلاص الزيت الخام في دول مجلس التعاون الخليجي محدودة وتوجد فقط لإنتاج زيت الزيتون»، وأوضحت أن حجم سوق دول مجلس التعاون الخليجي لزيت الصويا بلغ مليون طن في عام 2011، مضيفة «تستورد السعودية لوحدها 44%، ودولة الإمارات العربية المتحدة 40%، والباقي فيما بين بلدان مجلس التعاون الخليجي الأخرى».

وشرحت ديين عملية استخلاص الزيوت في كونها «تتم عبر استخلاص الزيت من البذور والفاصوليا والمكسرات»، مشيرة إلى أن هذه الزيوت «تستخدم في الطبخ، وكعنصر في الطلاء ومستحضرات التجميل والصابون، بالإضافة إلى الاستخدام الحديث كوقود حيوي»، وتناولت المنتج الصناعي بالقول: «هو عبارة عن زيوت صويا خام بالإضافة إلى كسب الصويا وبطاقة إنتاجية سنوية كالتالي: 24.000 طن زيت الصويا الخام، 96.000 طن كسب الصويا».

وعن مبررات هذا المشروع، تقول المهندسة هيا ديين «زيت فول الصويا هو أحد العناصر الغذائية الأساسية، ويستخدم على نطاق واسع في دول مجلس التعاون الخليجي ومقبول كعنصر تغذية جيد، والمشروع سيقلل الكمية المستوردة من الزيت الخام وكسب الصويا، إلى جانب أن حجم السوق الحالي من هذا المشروع يفي فقط بـ6% من حجم الطلب في دول الخليج».

وتضمن المشروع الآخر الذي عرضته الباحثة هيا ديين فكرة تصنيع بودرة الجلاتين الحيواني، الذي عرفته بكونه «عبارة عن بروتين نقي مشتق من مخلفات الحيوانات، كالعظام والغضاريف والأوتار والأنسجة»، وتناولت مواصفات المنتج بالقول: «ينتج في شكل حبوب وعلى شكل شعرية ويعبأ في أكياس بلاستيكية بحجم 20 كغم».

وكشفت الباحثة في منظمة الخليج للاستشارات الصناعية بأن القدرة الاستيعابية للسوق الخليجية من الجلاتين الحيواني هي مليون طن سنويا وبقيمة نحو 5 ملايين دولار، في حين سردت مبررات هذا المشروع في كونها تشمل: الزيادة الملحوظة في النشاط الصناعي في مجال الأغذية وإنتاج المستحضرات الصيدلانية بدول مجلس التعاون الخليجي، كون المشروع سيغطي الطلب على مادة الجلاتين عن طريق الاستيراد، ومتطلبات الإنتاج ورأس المال للمشروع معقولة، ومتطلبات القوى العاملة صغيرة ولا تتطلب مهارات خاصة.

وفي ذات السياق، قدمت المهندسة هيا ديين دراسة مصغرة لمشروع تصنيع مركزات بروتين الصويا، مفيدة بأن هذه المادة لها فوائد صحية تتضمن «تقليل نسبة الإصابة بالسرطان وأمراض الكلى والقلب»، إلى جانب كونها متعددة الاستخدامات، وعن استخدامات المنتج، تقول: «يضاف للخبز ومنتجات المخابز، ويضاف لأطعمة الأطفال، ويضاف كذلك لمنتجات اللحوم والأسماك».

وأكدت المهندسة ديين أن مشروع تصنيع مركزات بروتين الصويا في حال تم فإنه سيكون الأول من نوعه على مستوى دول الخليج العربي، وأضافت قائلة: «من المتوقع زيادة الطلب على مركزات البروتين، والمنتج يخدم بعض الصناعات القائمة (التشابك الصناعي)، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى تحقيق أرباح جيدة للمستثمر».

ويأتي حديث الباحثة في منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) ضمن فعاليات أسبوع عمل المرأة الذي يقام هذا الأسبوع بمدينة الدمام، والذي شهد حضورا كبيرا من مختلف السيدات السعوديات في المنطقة الشرقية، إلى جانب مشاركة بعض الخبيرات من دول الخليج العربي، في حين أوضحت عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية سميرة الصويغ، أن أسبوع «عمل المرأة.. آفاق جديدة» لهذا العام انطلق من رؤية تسعى إلى دعم شراكة المرأة في عملية التنمية الاقتصادية في المنطقة الشرقية، مرتكزة على ما تمتلكه سيدات الأعمال السعوديات من رغبة حقيقية في أداء دور ملموس وقوي في رفد الاقتصاد الوطني، وتعزيز عملية التنمية.

وركزت فعاليات أسبوع عمل المرأة لهذا العام على تحفيز السيدات للانخراط في القطاع الصناعي، خاصة في ظل الأرقام التي كشف عنها الملتقى، إذ وصل عدد المصانع في كافة مناطق السعودية إلى أكثر من 5000 مصنع يعمل بها ما يقارب 600 ألف عامل ومهندس وموظف أغلبهم من الرجال، ولا تتجاوز نسبة النساء بينهم سوى 2% رغم أن المرأة تشكل 51% من حجم السكان وهناك 4 ملايين امرأة في سن العمل منهن نسبة كبيرة من المسجلات في برنامج (حافز) للعاطلات عن العمل.