ربط وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله الربيعة، خفض معدل الأخطاء الطبية بإلزامية اعتماد المنشآت الصحية، مشيرا إلى أن رفع مستوى الجودة في المنشآت الصحية بعد اعتمادها من شأنه تقليص نسبة الأخطاء التي تقع في تلك المنشآت، مؤكدا - في الوقت نفسه - أن مجلس الخدمات الصحية قرر إلزامية اعتماد كل المنشآت الصحية العامة والخاصة في البلاد.
وأكد الدكتور الربيعة، الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن مجلس الخدمات الصحية قرر اعتماد كل المنشآت الصحية العامة والخاصة على حد سواء، والبالغ عددها 2500 منشأة في جميع مناطق البلاد. ولم يفصح الوزير عن النسبة المتوقعة لانخفاض الأخطاء الطبية الجسيمة بعد تطبيق الاعتماد على جميع المراكز والمنشآت الصحية في السعودية، آملا أن يرى انخفاضا بشكل كبير في نسبة الأخطاء الطبية بعد اكتمال الاعتماد في جميع المستشفيات، وضمان استمراريتها في تقديم خدماتها الطبية.
وشدد الوزير الربيعة في كلمته التي ألقاها أمس السبت خلال حفل تكريم 40 منشأة صحية حاصلة على الاعتماد الوطني كمرحلة أولية، على إلزام القطاع الصحي بشقيه الحكومي والخاص بضرورة الحصول على شهادة الاعتماد الصحي، مشيرا إلى أن جميع المراكز الصحية ومنشآتها في جميع المناطق ستطالها الإلزامية باستخراج الاعتماد وتحقيق برامج الجودة التي باتت مطلبا حقيقيا لمقدمي الخدمة والمستفيد النهائي من تلك الخدمات.
وأعلن وزير الصحة رئيس مجلس الخدمات الصحية الدكتور عبد الله الربيعة عن تأسيس مركز سلامة المرضى، ليعمل كأحد روافد المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، ولبنة مهمة تكمل عمله من خلال التدريب والتثقيف والأبحاث المتعلقة بسلامة المرضى، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، منوها بقرار مجلس الخدمات الصحية الذي يؤكد إلزامية الحصول على الاعتماد من قبل المجلس المركزي لكل المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، كاشفا عن تحويل مجلس الاعتماد المركزي إلى هيئة في القريب العاجل؛ حيث يدرس الموضوع - حاليا - لدى الجهات المعنية.
وطالب الدكتور الربيعة جميع المنشآت الصحية في القطاع الخاص بسرعة المبادرة بالتسجيل لدى المجلس المركزي، والسعي بكل جد إلى الحصول على شهادة الاعتماد لضمان استمرار ترخيصها؛ مما يؤدي إلى تقديمها الرعاية الصحية الآمنة، مشيرا إلى أن هدف الاعتماد الصحي هو وضع معايير للأداء الأمثل من أجل تقديم خدمة صحية سليمة وخالية من الأخطاء.
من جانبه، أكد الدكتور محمد خشيم، نائب وزير الصحة رئيس المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، أن عملية الاعتماد لأي مستشفى تعني أن المستشفى قد نجح في تطبيق المعايير الوطنية للمستشفيات، والذي يعني أن المستشفى أصبحت لديه جميع الإجراءات والسياسات الضرورية للعمل الطبي، وأن العاملين في هذه المستشفيات أصبحت لديهم القدرة على معرفة كيفية حدوث الخطأ الطبي وطرق منعه.
وأشار الدكتور خشيم إلى أن الأخطاء الطبية حول العالم وفي أي مستشفى تنتج عن ضعف في النظام أو ضعف في البشر، ولذلك جاءت هذه المعايير الوطنية لتضع النظام وتساعد العاملين على مزيد من اليقظة والحرص خلال تأدية أعمالهم الطبية، لافتا إلى أن التجربة السعودية في إنشاء هذا المجلس المركزي تعد تجربة فريدة ولا يوجد مثلها على مستوى الشرق الأوسط كله، كما أنه لا يوجد فيها أيضا مثل هذا المجلس وهذا الحجم من المستشفيات، مشددا - في الوقت نفسه - على أن «الجودة وتحسينها في المستشفيات أصبحت الخيار الاستراتيجي لكل مؤسساتنا الصحية التي ستؤدي إلى تقليل الأخطاء الطبية ومنعها».