سلطان بن سلمان: التراث العمراني مشروع وطني تقوده الدولة

دشن فعاليات يوم التراث العالمي بجامعة دار العلوم

الأمير سلطان بن سلمان وحديث ودي مع طلاب جامعة دار العلوم («الشرق الأوسط»)
TT

أعرب الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن اعتزازه بتكريم الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الحائز على جائزة الإنجاز مدى الحياة للتراث العمراني لمؤسسة التراث الخيرية والاحتفاء به كشخصية العام ضمن الاحتفال بيوم التراث العالمي الذي يقام لأول مرة في السعودية.

وأكد أن التراث العمراني في السعودية أصبح مشروعا وطنيا تقوده الدولة وتسهم فيه مؤسسات المجتمع وجامعاته وهيئاته التعليمية، مشيرا إلى أن الجامعات السعودية لم تكن تتقبل برامج التراث العمراني قبل 17 عاما ولكنها اليوم تتسابق لتدريسه وتطويره وتنظيم أنشطته إيمانا منها بأهميته الوطنية والاقتصادية ودوره في ربط الأجيال بتاريخ بلادهم وترسيخ وحدتهم الوطنية.

جاء ذلك إبان تدشين رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار فعاليات الاحتفال بيوم التراث العالمي الذي انطلق أمس تحت شعار «إرث الماضي للحاضر» وتنظمه بمقر جامعة دار العلوم في الرياض.

وقال الأمير سلطان بن سلمان: «إن رحلتي مع قضية التراث والتعليم بدأت منذ 17 سنة ولم يكن التعليم في ذلك الوقت مهيأ لاستقبال هذا العنصر الجديد، فبدأنا ببرنامج التراث والتعليم الجامعي منذ سنوات طويلة جدا ولم يكتب له النجاح بسبب أن كوادر الجامعات لم تكن مهيأة ومرحبة به، مع العلم بأن وزير التعليم العالي كان من أكثر المشجعين لهذه الفكرة، ومع مرور الوقت نرى اليوم الجامعات السعودية وقد دعمت هذا البرنامج الجديد، ونحن كمواطنين وعينا أن التراث جزء من تقدمنا في حياتنا وأن هذا التراث فيه عناصر تقنية كبيرة جدا وعناصر اقتصادية وفيه نموذج يمكن الاحتذاء به في المستقبل بالنسبة للعمارة المحلية والتراث العمراني».

وأشار رئيس هيئة السياحة والآثار إلى أن مشروع التراث الوطني بشكله الكامل أصبح يأخذ مكانه الصحيح ويأخذ الشمولية المنظمة، مبينا أن الدولة ملتزمة بهذا المشروع كونه مشروعا وطنيا مهما لمستقبل البلاد ولا بد أن يراها المواطن ماثلة في تاريخ هذا البلد، وأجدادنا نحن المواطنين جميعا ضحوا حتى تستقر الدولة ونحن الأبناء تسلمناها على طبق من ذهب فلا بد أن يعرف الشباب أن هذه البلاد لم تكن يوما من الأيام فقيرة بقيم أهلها وأخلاقهم ودينهم ولكن أهلها كانوا يعيشون فقرا ماديا ومع هذا حافظوا على هذه القيم وهذا هو سبب استمرار هذه البلاد واستقرارها.

وعن التطور في النمو العمراني وتأثيرها في العمران القديم قال: «إن الخطأ الذي وقع فيه الكثير من المعماريين وحتى من المطورين هو اعتقادهم بأن التراث شيء وأن العمران الحديث شيء آخر، والواقع أن التراث العمراني فيه قيمة مضافة بأنه تراث عمراني متجدد، وعنصر التجديد هو الذي نحاول أن نؤصله في الجامعات، بأن يعرف طلبة وخريجو كليات العمارة التراث العمراني لا يمكن أن يتوقف على شيء بني قبل 100 سنة، لذلك لا بد أن تضيف روح التراث العمراني والمحافظة على البيئة والمواد المستخدمة التي تقلل من الصيانة واحتياجات التكيف والكهرباء والجماليات والأشكال الجمالية التي تتطابق مع البيئة المحيطة. ودعا المواطنين إلى التعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في جهودها للعناية بالتراث العمراني وتأهيله، وقال بأن خادم الحرمين الشريفين قد قال بأن رجل الأمن الأول هو المواطن، لذلك نهيب بالمواطنين المحافظة على كل ما يتعلق بالآثار الوطنية: «فعندما يجد المواطن أثرا نتمنى أن يتركه في مكانه وألا يمسه، بل يبلغ عنه، لأن إخراج الأثر من مكانه قد يفقده 50% من قيمته، وإذا سمعوا أو عرفوا عن آثار مهربة أو لديهم آثار قيمة يقدمونها لدولتهم لتحفظ بأسمائهم وأن يتواصلوا مع الهيئة لذلك وإذا رأوا تخريبا أو امتهانا لا بد أن تبلغ الهيئة بذلك».