436 جامعة من 37 دولة تتنافس لاستقطاب الطلبة السعوديين في الرياض

الدكتور خالد العنقري دشن المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي

وزير التعليم العالي متحدثا خلال تدشين المؤتمر في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات أمس (تصوير: أحمد فتحي)
TT

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دشن الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي أمس فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الرابعة الذي تنظمه وزارة التعليم العالي في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. وصرح وزير التعليم العالي السعودي إن عدد الطلاب المبتعثين وصل 148 ألف طالب تخرج منهم حتى 2013 أكثر من 47 ألف طالب.

ويشارك في المعرض 436 جامعة ومؤسسة عالمية من 37 دولة إلى جانب 51 جامعة ومؤسسة سعودية.

واختارت اللجنة المنظمة للمهرجان شعار «المسؤولية الاجتماعية للجامعات»، وستستمر فعاليات المعرض والمؤتمر حتى نهاية يوم الجمعة المقبل، كما ستنعقد 75 ورشة عمل متزامنة مع المعرض، إضافة إلى عدد من المحاضرات العامة يتحدث فيها نحو 22 خبيرا دوليا.

وأكد الدكتور العنقري اكتمال منظومة الانتشار الجغرافي والتوزيع الإنمائي للتعليم العالي في مدن ومحافظات السعودية من خلال تشييد المدن الجامعية والمجمعات الأكاديمية في كل أنحاء البلاد، والانتقال بعد ذلك إلى مرحلة تعزيز ثقافة الجودة وتقنين ممارساتها في جميع الأقسام الأكاديمية والمؤسسات الجامعية الحكومية والأهلية؛ لتتحول مراكز تنموية شاملة، ذات بصمات في صناعة اقتصادات جميع مناطق المملكة وإحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الإيجابي نحو بيئة معرفية منتجة.

وأضاف العنقري إن ميزانية النماء المخصصة للتعليم العالي لهذا العام كانت الأضخم في الإنفاق على التعليم؛ «مما يحفز على استكمال المشروعات الجامعية لأعلى المواصفات العالمية المحققة لأهداف وغايات التعليم العالي، وتشكل هذه الميزانية 10 في المائة من ميزانية الدولة البالغة 820 مليار ريال سعودي».

وتوزعت أعلام الدول المشاركة على أرجاء المعرض، وشهدت أركان الجامعات المشاركة حراكا من قبل الزوار.

وحرصت الجامعات بشكل عام على استقطاب الزوار عبر تسجيل بياناتهم وتدوين بيانات عن الطلبة وأولياء الأمور المستهدفين للانضمام إلى تلكم الجامعات.

وشهد الجانب الأميركي الذي بلغت عدد جامعاته المشاركة في المعرض ما يربو على 80 جامعة إقبالا أكثر من الأجنحة الأخرى المشاركة.

لكن طرق التقديم في المقابل، لم تختلف في براعتها عن الأميركية وغيرها، وشملت على عبارات باللغة العربية وصور ومقاطع فيديو لطلاب سعوديين درسوا أو تخرجوا في الجامعات العارضة.

وبطريقة غريبة بعض الشيء مرر إيزو تاكاهيدا وهو مسؤول في معهد لغة ياباني مشارك في المعرض، جهازا صغيرا بحجم كف اليد، وراح الجهاز يصدر صوتا، يساعد الطالب على هجاء الكلمات التي كانت مرسومة في كتاب إلى جانب صور تعبيرية.

بعدها أمسك بورقة وأدخل من خلالها الخشبة المخصصة للأكل «التشوبستك» وأخذ ينطق كلمات غير معروفة باليابانية، بعدها بدأ الطالب عماد الخواجة وهو أحد المبتعثين السعوديين في اليابان وجاء برفقة المعهد للمشاركة، بالشرح عما كان يشير إليه المعلم تاكاهيدا، وهي طرق تعليم القواعد في اللغة اليابانية بطريقة تربط الصورة والفعل بالقاعدة اللغوية.

ويقول الخواجة الذي يدرس مرحلة الماجستير في علوم الحاسب الآلي بجامعة طوكيو إن اليابانيين يبتكرون طرقا كثيرة في تعليم لغتهم، وتعتمد في الغالب على الربط الذهني نظير صعوبة اللغة. من جهة أخرى، جهزت أكاديمية نيويورك للأفلام والتمثيل في عرض مقاطع فيديو لطلاب سعوديين يدرسون في الأكاديمية، وكيف قطعوا أشواطا من الدراسة بكل أريحية، وكانت المقابلات مسجلة أيضا باللغة العربية.

وقالت تامي ألكسندر وهي مسؤولة التسجيل بالأكاديمية إن الطلاب السعوديين يشاركون بشكل مستمر في فرع الأكاديمية في لوس أنجليس، وأنهم تحت مظلة الابتعاث المدعومة من قبل الحكومة السعودية.

وعلى بعد أمتار من مقر الجناح الأميركي، حرصت جامعتان مشاركتان من بولندا على ترجمة كافة مطبوعاتها إلى اللغة العربية، وبوضوح تام قال سلومر وايك وهو مسؤول اللغة الإنجليزية في جامعة غندانسك للعلوم الطبية: «نحن نستهدف رفع عدد الطلبة السعوديين في الجامعة، لدينا نحو 170 طالبا ولو توصلنا إلى 250 طالبا آخر فهو رقم جيد».

وأشار وايك إلى تعديل طرأ على نظام التعليم خصوصا فيما يتعلق بالطب، إذ تعددت الفرص للطلاب الذين لا يجتازون الامتحان بعد التمهيدي، وهي فرصة جيدة للطلاب الأجانب بشكل عام وليس السعوديين فحسب. وإلى جانب الركن الخاص بجامعة غنداسك، كانت جامعة وارسو عاصمة بولندا حاضرة بتمثيلها شخصيتين من قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة. وأكدوا أن حضورهم يستهدف تعريف السعوديين على مزايا الجامعة من الناحية الأكاديمية، خصوصا فيما يتعلق بالتدريب العملي لطلاب الطب.

وقال طلاب كانوا يشاركون فرق الكشافة لـ«الشرق الأوسط» إنهم أخذوا جولة متعددة على أغلب الدول، لكن الإقبال الشديد بحسب سلطان الجليمي (17 عاما) على أميركا ثم كندا، من قبل أصدقائه وزملائه، وخالفه عبد الله الحرشان الذي قال إن اليابان أيضا تشهد إقبالا من ناحية علوم الحاسب الآلي.

ومن المرتقب أن يستمر المعرض الذي سيشهد كعادته السنوية زيارات واسعة من قبل أولياء الأمور والعائلات السعودية المهتمة بمستقبل أبنائها، لا سيما اليوم، بداية العطلة الأسبوعية، على أن تنتهي أعماله يوم الجمعة القادم.