خالد الفيصل: المشاريع التنموية لم تطمس تاريخ مكة المكرمة

قال إن أكبر تحديات العاصمة المقدسة ترتكز على مشروع نزع الملكيات

الأمير خالد الفيصل لدى تفقده مشاريع مكة المكرمة التنموية أمس (تصوير: أحمد حشاد)
TT

أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أن المشاريع التنموية والتوسعية في العاصمة المقدسة لم تطمس هوية وتاريخ مكة، لافتا إلى أن التحديات ترتكز على مشروع نزع الملكيات في كتابات العدل، وقال: «هناك بعض الشركات تتأخر في تنفيذ المشاريع، حيث تعودت طيبة القلب والسماحة، ولا بد من الوقوف بحزم مع تلك الشركات خاصة، والإدارات الحكومية كذلك.. الملك عبد الله وعد فوفى»، مذكرا بمقولته الشهيرة للمسؤولين «ليس لكم عذر بعد اليوم».

وأضاف الأمير خالد خلال تفقده مشاريع العاصمة المقدسة أمس: «إن لمكة نصيبا مفروضا من ميزانية الدولة في كل عام، وفي الخطط الخمسية لبناء الإنسان وتنمية المكان في السعودية... وأرجو من الله أن نكون وفقنا لتنفيذ الأوامر الملكية».

وكشف الفيصل عن شروع الجهات الحكومية المعنية في دراسة تصحيح أوضاع الجاليات الأخرى بخلاف الطريقة التي تم فيها تصحيح أوضاع الجالية البرماوية، معتبرا تصحيح أوضاع تلك الجاليات «من الأمور المهمة».

وعطفا على المخاوف المثارة حول هدم تاريخ مكة المكرمة، رد الفيصل بالقول: «إننا أحق وخير من يحافظ على تراث وتاريخ مكة المكرمة، ونحن في الدولة السعودية من أكثر الدول التي تعاقبت على مكة المكرمة، وأصلحت في هذه المدينة المقدسة، والتوسعات التي نفذت في الحرم، والطريقة، والأسلوب الذي ينفذ به المشاريع راق وعصري جدا، ورائع، ويشهد على ذلك القادمون من خارج مكة من المعتمرين والحجاج والزوار، فالمغردون في (تويتر) (كل يغني على ليلاه)، فالحاقدون والحاسدون كثر، وهناك من لا يسعده هذا التطور والنجاح الذي يتحقق في هذه البلاد بقيادة الملك عبد الله وولي عهده الأمين، وهذه القفزات العظيمة التي شهد لها القاصي والداني، وأما الحساد والحاقدون فليموتوا بغيظهم وحسدهم».

وأبان الفيصل أن منطقة مكة المكرمة حظيت بمشاريع كبيرة، مشيرا إلى أن ما تحظى به مكة من مشاريع لو نفذت في دولة صغيرة لكفتها، فكيف بها وهي في مدينة واحدة، مؤكدا أن هذه المشاريع أخذت طريقها نحو التنفيذ، بكل عزيمة وجد، متمنيا أن تنتهي فيها المشاريع بنفس المواصفات والفكرة والشكل والبنية التحتية التي وضعت لها، وألا تختلف بدايتها عن نهايتها، وأن تكون لهذه المدينة المقدسة صفة مميزة وهي الاحتفاظ بروحانية هذا المكان، فمكة ليست كباقي المدن، فلها تاريخ ديني وإنساني وإسلامي وسعودي في ذات الوقت، ولا بد من الاحتفاظ بهذه الشخصية التي احتلتها مكة عبر التاريخ، بحكم خصوصيتها عن بقية مدن العالم.

وقال: «إن السعودية تتمنى من الزوار والحجيج والمعتمرين، أن تنعكس هذه الصورة الروحانية على كل هؤلاء القاصدين، لا يجدونها في مدينة أخرى، وأن يشعروا بالخشوع، والاعتزاز بقيمتهم كمسلمين وأناس يرون في هذه المدينة القيم والمبادئ التي يتسم بها المسلمون، وأن تحفظ كرامة المواطن والمقيم والمعتمر والحاج، للحصول على الطمأنينة والراحة».

وأشار أمير مكة، إلى أن «القائمين على المشاريع يقومون بها على أكمل وجه ابتغاء وجه الله ثم لخدمة العالم الإسلامي بإعطائهم المكانة المحترمة التي يستحقونها في مكان يعتبر قبلة العالم الإسلامي أجمع».

ووصف الفيصل مشاريع مكة اليوم بأنها تسير بشكل جميل، معترفا بـ«وجود بعض العوائق وبعض التأخير في تنفيذ المشاريع، ولكن بصفة عامة تسير سيرا حسنا وهي في طريقها إلى الانتهاء مثل ما سمع من المسؤولين في هذه المشاريع أنه سيتم الانتهاء منها خلال السنتين والثلاث سنوات»، مؤكدا أنه في حال الانتهاء في المدة المحددة ستظهر مكة بثوبها الجديد.