رئيس هيئة السياحة: نعمل على تطوير استراحات الطرق لنمو النقل البري

دعا طلبة الجامعات إلى التبحر في تاريخهم التراثي

الأمير سلطان بن سلمان خلال حديثه في فعاليات اليوم العالمي للتراث المنعقد في الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة وعت منذ وقت مبكر أهمية تطوير استراحات الطرق بما يسهم في معالجة وضع الخدمات في هذه المواقع المهمة للمواطنين، وتطوير حركة السفر البري بين مناطق المملكة، وتعزيز السياحة الداخلية بين المناطق.

وأضاف الأمير سلطان خلال اجتماعه أمس بمقر الهيئة في الرياض برئيس مجلس إدارة الشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات (ساسكو) إبراهيم بن محمد الحديثي، ومسؤولي الشركة، أن الهيئة عملت مع الجهات الحكومية المعنية والشركات المستثمرة في هذا المجال وفي مقدمتها «ساسكو» لتطوير خدمات استراحات الطرق، وذلك بالتوازي مع العمل على تنظيم هذا القطاع بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية الجهة المشرفة على استراحات الطرق حتى تم تتويج هذه الجهود بصدور قرار مجلس الوزراء مؤخرا بالموافقة على توصيات اللجنة الوزارية المشكلة لدراسة تحسين وضع مراكز الخدمة ومحطات الوقود على الطرق الإقليمية.

ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى الآثار الاقتصادية المهمة التي ستنتج عن مشاريع استراحات الطرق الجديدة وخاصة في المواقع التي ستقام فيها هذه المشاريع، مشيرا إلى أن مشاريع استراحات الطرق المطورة ستدار من مواطنين لإنجاز مشروع وطني، وسيتم التنسيق فيما بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الداخلية لربط خدمات هذه الاستراحات مع الاقتصادات المحلية واستفادتها مما تحويه المناطق من حرف ومنتجات زراعية وتراثية، ومواقع تراثية وسياحية، وتوظيف المواطنين من أبناء هذه المواقع في هذه المشاريع، وقال: «نريد أن تكون محطات الطرق موردا اقتصاديا للمحافظات المنتشرة على هذه الطرق، وموفرة لفرص العمل لأبنائها».

من جهة أخرى، أعرب الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن اعتزازه بجيل الشباب السعودي في حبهم وانتمائهم لوطنهم، وقال خلال لقائه طلبة الجامعات السعودية خلال رعايته لانطلاق فعاليات اليوم العالمي للتراث أمس: «إن تمسكنا في هذه البلاد، واجتماع شملنا بهذا الاستقرار هو قصة تشبه المستحيل والمعجزة، ولكنها تمت بالتفاف الناس على نظرة ورؤية مستقبلية». وأكد الأمير سلطان على قدرات الشباب السعودي وإيمانه بقدرة هذا الجيل على استثمار الفرص المتاحة أمامهم واستغلالها لتطوير بلادهم.

ودعا رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار طلبة الجامعات إلى عيش العمارة التراثية وعدم الاقتصار على القراءة، مضيفا أن الإنسان يجب أن يعيش وطنه ولا يسكن فيه فقط. وتابع قائلا: «هذا ما يحدث الآن أن المواطنين يسكنون في وطنهم لكنهم لا يعيشون فيه ولا يحسونه ولا يستوعبون تاريخه».

وثمن الأمير سلطان فعاليات مهرجان الجنادرية ودوره في إعادة إحياء تراث الوطن المتنوع، وإبراز قوة هذا الوطن المتمثلة بتنوع ثقافاته، وأضاف قائلا: «لم يسع هذا الوطن يوما من الأيام إلى توحيد الناس في لون واحد، هذا الوطن متنوع ومتلون، وهذه المعجزة التي حدثت بأن هذه الثقافات المتنوعة كونت النسيج الذي جعل لحمة الوطن أقوى». وأضاف: «لا يوجد أسرة أو قبيلة أو قرية في هذه البلاد إلا وأسهم أهلها في بناء الوحدة الوطنية، وهذا الأمر لم يعرف من قبل، ولا بد أن يعرف المواطن ذلك، سواء أسهم في بدايات توحيد المملكة أو وسطها أو آخرها، أو حتى بعد توحيد المملكة أسهموا في البناء، بسبب أن الملك عبد العزيز كان يؤسس لثقافة مؤسسية لبناء دولة جديدة، كان لا يعتمد على التحيز أو العرق أو الانتقاء، وكان يحسب حسابا كبيرا لكرامة الناس ومكانتهم».