شركات محلية تطلق دورات للتعامل مع الهزات الأرضية.. بعد زلزال إيران

د. العمري: المملكة غير معرضة للكوارث بسبب الزلازل

TT

دفعت الهزات الأرضية التي عاشتها دول الخليج العربي، الأسبوع الماضي، والتي ضربت إيران وباكستان وأفغانستان، وأعقبتها هزات أرضية أخرى ضربت منطقة بوشهر الإيرانية الواقعة على الساحل المقابل لدول الخليج، عددا من الشركات السعودية، لإطلاق دورات متخصصة للتعامل مع الهزات الأرضية.

وأقيمت هذه الدورات بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الاختصاص، من بينها الدفاع المدني، الذي عبّر عن تشجيعه لهذه الخطوة الهادفة، خصوصا أن الارتدادات الأرضية لا تقل خطورة عن الحوادث المدنية الأخرى من حيث أهمية التعامل الإيجابي معها وقت حدوثها.

وقال العقيد علي القحطاني، المتحدث الرسمي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية، إن الارتدادات أو الهزات الأرضية تمثل حدثا طارئا؛ كونها جديدة على المجتمع المدني الذي لم يعتد هذا النوع من الحوادث، كما هو الحال للحوادث الأخرى، مثل الحرائق، التي تعتبر من الحوادث المدنية الأكثر شيوعا في المجتمع.

وبين القحطاني أن هناك أهمية بالغة لتثقيف المجتمع بأهمية التعامل الإيجابي مع هذه الأحداث بما يخفض نسب المخاطر الناتجة عنها، التي قد تكون بسبب الصدمة وضعف ثقافة التعامل مع هذه الهزات التي شعر بها في الأسابيع الماضية الموجودون في الأبراج أكثر مما شعر بها الموجودون على علوٍّ منخفض.

وأضاف أن الدفاع المدني يلزم أصحاب الأبراج السكنية والتجارية وغيرها بشروط الأمن والسلامة بشكل صارم، ويتم تطبيق كثير من الإخلاءات للحرائق الوهمية وغيرها من باب تثقيف العامة بالطرق الصحيحة للتعامل مع الظروف الطارئة.

من جانبه، قال سعود الفهد مدير إدارة الأمن والسلامة لإحدى الشركات المالية الكبرى في المملكة، إن هناك خطة بدأ تطبيقها فعليا لتثقيف العاملين في الجهة التي يتبع لها، من خلال تطبيق إخلاءات وهمية بشكل متكرر للمباني، سواء الأبراج أو غيرها، من أجل تعزيز ثقافة التعامل مع الأحداث المدنية، حيث كانت تتركز هذه الإخلاءات الوهمية على كيفية التعامل مع الحرائق تحديدا، إلا أن هناك شيئا جديدا طرأ في الأسابيع الأخيرة، وهو الهزات الأرضية الناتجة عن الزلازل.

وأكد الفهد أن التعامل مع الهزات الأرضية يختلف عن التعامل مع الحرائق أو انهيار البنايات أو غيرها، وكثيرون يجهلون كيفية التعامل مع هذا النوع من الظروف، وهذا ما لزم البدء بشكل عاجل بإطلاق دورات تثقيفية، خصوصا أن الجهة التي يعمل فيها شهدت تصرفات سلبية نتيجة الهزات الأرضية، حيث تجمهر كثير من الموظفين تحت الأبراج التي تشكل عادة خطورة كبيرة من جراء تساقط قطع منها، سواء الزجاج أو غيره، مشيرا إلى أن التعامل الإيجابي مع هذه الهزات الناتجة عن الزلازل يكون من خلال اللجوء إلى الزوايا الصلبة المصنوعة من الخرسانة والابتعاد عن المباني الشاهقة في حال كانت مغادرة المبنى هي الخيار الأنسب.

بدوره، شدد الدكتور عبد الله العمري، المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود، على أهمية عقد مثل هذه الدورات التثقيفية، كون الهزات الأرضية الناتجة عن الزلازل تمثل أمرا طارئا على المجتمع السعودي، حيث يجب أن تكون هناك ثقافة أكبر في كيفية التعامل مع حالات الطوارئ والأزمات.

وبيّن الدكتور العمري لـ«الشرق الأوسط» أن هناك أهمية في أن لا تقتصر مهمة التثقيف على البالغين، خصوصا الموظفين في القطاع الخاص، بل يجب أن يكون هناك تعميم في هذا المجال، كون مخاطر الهزات الأرضية، وعلى الرغم من أنها غير كبيرة إلى الآن، قياسا بما حصل في الفترة الأخيرة، إلا أنه لا يمكن تجاهل آثارها، خصوصا أن هناك مباني حكومية من مدارس ومستشفيات وغيرها عمرها الزمني كبير وباتت مترهلة، ويجب إخلاؤها فورا، وإذا تعذر ذلك يجب أن يتم تدعيمها هندسيا، كونها من أبرز المخاطر التي تتربص بالموجودين فيها، سواء من موظفين أو مستفيدين منها.

وكشف المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود، عن أن السعودية بشكل عام، والشرقية بشكل خاص، غير معرضة لأحداث كارثية من جراء الزلازل، كونها غير قابلة للتعرض للزلازل، وهذا نتيجة دراسة أعدها شخصيا لفترة تصل إلى 2000 عام لم تشهد خلالها مدن المنطقة الشرقية أي نوع من الزلازل الأرضية الطبيعية من النوع الذي يشكل خطرا على أبناء المنطقة، حيث إن أقصى درجة لزلزال أرضي غير طبيعي، وكانت نتيجة استخراج البترول، وصلت إلى 4.2 درجة فقط.