«أمطار السعودية»: 400 مليون دولار الخسائر التقديرية الأولية.. والوفيات 16

السيول تقطع طرقا في مدن عدة و«الأرصاد» تتوقع استمرار الأمطار اليوم

عائلة حاصرتها السيول التي هطلت أمس على منطقة الباحة جنوب السعودية
TT

ما إن أشرقت الشمس أمس حتى توالت الأنباء عن الأضرار التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي هطلت ليل أول من أمس على عدد من المناطق، وتداول مواطنون ومقيمون مقاطع فيديو على نطاق واسع تظهر حجم الأضرار التي تسببت فيها سيول اجتاحت بعض المحافظات، وأدت إلى تخريب طرق وغمر أراض زراعية، خصوصا في محافظة الزلفي شمال مدينة الرياض، وفي الأفلاج جنوب الرياض، وبيشة جنوب غربي المملكة.

وارتفعت حصيلة المتوفين نتيجة الأمطار الغزيرة التي لا تزال تهطل على مختلف المناطق السعودية منذ أيام، إلى 20 قتيلا ومفقودا، إضافة إلى إجلاء المئات من منازلهم نتيجة السيول العارمة التي ضربت بعض المحافظات. وتلقت مراكز عمليات الدفاع المدني في جميع مناطق السعودية أكثر من 5180 بلاغا عن حوادث من جراء الأمطار والسيول، وتم إنقاذ 891 محتجزا داخل مركباتهم ومنازلهم، وإيواء نحو 1470 شخصا حتى يوم أمس، في حين قدر اقتصاديون حجم الأضرار المادية الناتجة عن الأمطار والسيول بأكثر من 400 مليون دولار حتى الآن.

وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تستمر موجة الأمطار على غالبية المناطق اليوم (الخميس)، في الوقت الذي ارتفعت فيه طاقة السدود في مختلف مناطق المملكة إلى أكثر من 241 مليون متر مكعب، بحسب تقرير أصدرته وزارة المياه والكهرباء أمس.

وكانت المأساة الكبرى في منطقة الباحة التي شهدت وفاة 4 أشخاص من عائلة واحدة غرقا، إضافة إلى فقدان 3 مقيمين من الجنسية اليمنية.

وأوضح الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في منطقة الباحة، المقدم جمعان الغامدي، في بيان؛ أن مركز القيادة والسيطرة في الباحة تلقى عند الساعة الخامسة من مساء أول من أمس (الثلاثاء) بلاغا يفيد بفقدان عائلة مكونة من أربعة أشخاص في سيل وادي اللحيان بمحافظة العقيق.

وأضاف أن فرق الإنقاذ والإسعاف ودوريات السلامة سارعت إلى الموقع بمشاركة أكثر من 300 ضابط وفرد، وتم العثور على سيارة من طراز «جيب تويوتا» بعيدة عن موقع جرف السيل مغمورة بالمياه بالكامل، وعثر في داخلها على جثة امرأة مسنة تبلغ من العمر 75 عاما، وجرى انتشال السيارة بواسطة المعدات الثقيلة، وإخراج الجثة من داخلها، ونقلها بواسطة إسعاف الدفاع المدني إلى مستشفى العقيق العام.

ولفت إلى أن فرق الدفاع المدني واصلت البحث لثلاث ساعات متواصلة، وبتمشيط مجرى الوادي عثرت فرق الإنقاذ على مسافة بعيدة على جثة رجل يبلغ من العمر 52 عاما، وتم إخراجها ونقلها عن طريق إسعاف الدفاع المدني، ثم عثرت فرق الإنقاذ على جثة امرأة تبلغ من العمر 30 عاما، إضافة إلى العثور على طفل العائلة المفقود من قبل ذويه صباح أمس.

وأشار الغامدي إلى أن مركز القيادة والسيطرة في الباحة تلقى بلاغا صباح أمس من قبل أحد مسؤولي شركة «الإنجاز» المنفذة لمشروع طريق محافظة العقيق في محافظة القرى، عن فقدان ثلاثة عمال من الجنسية اليمنية تتراوح أعمارهم بين 30 و35 عاما، تابعين للشركة، فتحركت فرق للبحث عنهم، وتم العثور على شاحنة كانوا يستقلونها منقلبة في وادي عشب في محافظة العقيق الذي يصب في وادي ثراد، مؤكدا أن فرقا مساندة لا تزال تبحث عن المفقودين الثلاثة.

إخلاء 9 قرى تحسبا لانهيار سد تسببت سيول وادي تبالة، أمس، في انهيار جزء من سد تبالة في محافظة بيشة (جنوب غربي المملكة) الذي تبلغ طاقته التخزينية 68 مليون متر مكعب من المياه، وسارعت فرق الدفاع المدني إلى إخلاء 9 قرى تقع على مسار الوادي تحسبا لأي طارئ.

وأوضح مدير الدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد العصمي، أن فرق الدفاع أخلت 383 مواطنا من 9 قرى، هي: تبالة والموردة والمضاويح ومسكة والواسط وأرناح وشديق والثنية والصبيحي، ونقلوا إلى 6 مدارس، وتم تأمين الإعاشة اللازمة لهم، تحسبا لانهيار السد الذي تصدعت جدرانه.

وأشار مدير عام الدفاع المدني في منطقة عسير إلى أن السد عبارة عن سد ترابي ركامي مكون من الصخور والأتربة، ويبلغ ارتفاعه نحو 10 أمتار وبعرض يقدر بـ190 مترا، وتبلغ طاقته الاستيعابية نحو 68 مليون متر مكعب.

الطائف: شقيقان أرادا التنزه فغرقا انتشلت فرق الدفاع المدني في الطائف، أول من أمس، 4 غرقى، منهم غريقان من سد وادي كلاخ (50 كيلومترا جنوب شرقي الطائف)، وطفلان غرقا في عبارة لتصريف المياه في أحد أحياء الحوية.

وأوضح الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في الطائف العقيد خالد القحطاني، أن بلاغا ورد من أحد المواطنين يفيد بغرق شخصين بمياه وادي كلاخ، وانتقلت ثلاث فرق من الدفاع المدني مع الغواصين لموقع الحادث، وتم البحث عنهم وانتشال جثثهم، مشيرا إلى أن الأخوين (26 عاما و30 عاما) كانا يتنزهان إلى جوار السد، فنزل أحدهما لقياس عمق المياه، لكنه لم يفلح في الخروج من المياه، وعندها حاول الآخر نجدته إلا أنه لحق بأخيه.

ولفت إلى أن فرق الدفاع المدني انتشلت طفلين (8 أعوام و10 أعوام) من حفرة لمشروع تصريف لمياه الأمطار لم تكتمل، مشيرا إلى أن عمليات الدفاع المدني تلقت 2200 بلاغ خلال الساعات الـ24 الماضية، شملت بلاغات عن مداهمة السيول لمنازل، ومحاصرة بعض المنازل في قرى بعشيرة والمحاني، وتضرر 11 منزلا بأضرار مختلفة، وانتشال 50 سيارة، و35 شخصا، إضافة إلى تضرر وانقطاع وتلف 18 كيلومترا على طرق وعبارة بني سعد وثقيف وبني مالك وثقيف والسيل الكبير.

وتطرق إلى فيضان سد وادي قرن في السيل الكبير وسد بسل وسد كلاخ جنوب المحافظة.

محافظ الطائف: لجنة لحصر الأضرار أكد محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر، لـ«الشرق الأوسط»، تشكيل لجنة من جهات عدة للإسراع في حصر جميع الأضرار التي أصابت الممتلكات من منازل ومزارع من جراء السيول والأمطار التي هطلت على محافظة الطائف أمس.

وأوضح ابن معمر أن الطائف لم تشهد مثل هذه الأمطار منذ أعوام بعيدة، وتسببت في فيضان الأودية وخروجها عن مسارات الأودية، وتحولت مياه السيول إلى الأحياء السكنية، ما أثر على بعض المناطق جنوب المحافظة، خصوصا في حي «السر» والملعب المجاور له ووادي المعدن.

وقال محافظ الطائف: «تم تأمين المأوى لـ354 في منطقة (السر)، إضافة إلى إنقاذ 56 فردا كانوا محتجزين. وقامت فرق من الشرطة والأمانة والكهرباء والدفاع المدني بمسح المواقع المتضررة، والآن فإن إدارة الطرق تعمل على مسح الطرقات وإزالة العوائق بالتعاون أيضا مع الأمانة، وكذلك فإن المناطق التي قطعت الكهرباء عنها سيتم إعادة التيار إليها في أقل من 24 ساعة».

ولفت إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت في جرف وهدم أجزاء من طريق الهدا (الكر). وتابع: «قمت أمس بزيارة الموقع مع عدد من الجهات ذات العلاقة للوقوف على المواقع التي يجري العمل عليها منذ وقت سابق، ولنا زيارة أخرى للتأكيد على افتتاحه في الوقت المحدد، إذ إن أربعة مواقع كانت خطرة، وانتهى العمل فيها بعد وضع حماية وجدار استنادي».

وحذر من سلوكيات خاطئة، مثل أشخاص يغامرون في سلوك الطرق الوعرة، ما يعرضهم للكوارث وانجرافهم في مجاري السيول.

ولجأ سكان بعض أحياء مركز السر (30 كيلومترا جنوب الطائف) إلى الجبال وأسطح المنازل، هربا من سيول بلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار عند التقاء وادي بقران ووادي رجل ومسيلها بوادي السر.

وشاركت 10 فرق إنقاذ، إلى جانب فرق مساندة من إدارة العاصمة المقدسة، وطائرة أمنية، في إخلاء المحتجزين، كما ساند الجيش في مهمة الإنقاذ وإخلاء السكان، واستخدمت القوات حافلات النقل الجماعي لنقل المتضررين بعد إجلائهم، في الوقت الذي جرى فيه تخصيص مدرستين لإيوائهم.

وأوضح مدير الدفاع المدني في محافظة رنية، المقدم محمد الشريف، أنه تم تأمين سكن لـ50 عائلة دهمت السيول منازلهم، محذرا من سيول منقولة يتوقع وصولها إلى محافظة رنية قادمة من أودية الباحة.

وفي محافظة تربة امتلأ سد وادي تربة، وهو أحد أكبر السدود في المنطقة، ووصل ارتفاع المياه إلى 16 مترا. وأشار مدير الدفاع المدني في تربة، العقيد أحمد الكاسي، إلى أن الفرق الميدانية تمكنت صباح أمس من انتشال عائلة من وادي وراخ علقت سيارتهم في الوادي وتم إخراجهم سالمين.

إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي باسم «صحة الطائف»، سراج الحميدان، أن عدد المصابين الذين راجعوا المستشفيات من جراء الأمطار والسيول بلغ 6 مصابين من مركز السر، وجميعهم خرجوا صباح أمس، فيما تم علاج 15 حالة في الموقع.

وشهدت بعض محافظات منطقة الرياض أمطارا غزيرة أدت إلى غرق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في محافظة الزلفي، وتضرر طرق في محافظة الأفلاج التي سالت أوديتها حراضة وستارة والغيل وشطاب وفراج والأحمر والهدا وحرم والثوير والعجلية، وامتلاء بعض السدود، منها سد الأحمر وسد وادي الهدار، وبلغ ارتفاع سد الغيل 5.5 متر، وسد حراضة 3.20 متر.

«الدفاع المدني» تعزز وجودها في حفر الباطن أكد العقيد علي القحطاني، المتحدث باسم الإدارة العامة للدفاع المدني في المنطقة الشرقية، أن إدارة الدفاع المدني وضعت تعزيزات خاصة لمدينة حفر الباطن نظرا لوقوعها على أحد أكبر الأودية.

وأعلنت إدارة الدفاع المدني أنها جندت نحو 97 فرقة و174 وحدة ميدانية في مختلف مدن ومحافظات المنطقة، على أهبة الاستعداد لمواجهة أي مخاطر قد تنجم عن سقوط الأمطار، بينما تشير التقديرات إلى تعرض المنطقة لمعدلات متوسطة من تساقط الأمطار تبلغ نحو 3.6 مل حتى ظهر أمس.

وتواجه مدينة حفر الباطن التي تقع في وادي الباطن خطر السيول نتيجة تساقط كميات كبيرة من الأمطار على مختلف المناطق التي يمر بها الوادي، ما يجعل جريانه أمرا واردا، إلا أن المتحدث باسم الدفاع المدني أكد أن الوضع تحت المراقبة.

وقال القحطاني إن لمدينة حفر الباطن معاملة خاصة، وتلقت إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية توجيهات بدعمها بالآليات والأفراد لمواجهة أي طارئ قد تتعرض له، مشددا على أن الوضع طبيعي حتى الآن، ولا يوجد أي تحذيرات للمواطنين هناك سوى الحذر عند سقوط الأمطار، وعدم الخروج إلا للضرورة.

وشدد على أن الدفاع المدني يتابع بدقة التقارير التي ترد من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، التي لم تشر حتى الآن (وقت إعداد التقرير) إلى أي تحذيرات خاصة بالمدينة.

ولفت العقيد القحطاني إلى الاعتماد على تقارير قدمتها إدارة الحماية المدنية في جهاز الدفاع المدني عملت على تحليل المخاطر، ويتم من خلالها تحديد نوع وحجم الدعم للمدينة.

وأشار إلى أن الدفاع المدني له تجربة في مدينة حفر الباطن؛ فقد شهدت في عام 2003 أمطارا غزيرة، وتم توفير الآليات والدعم الفني والبشري للفرق التي تعمل في المدينة، ما أسهم في الحد من المخاطر التي تعرضت لها في ذلك الوقت.

وفي منطقة المدينة المنورة هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بزخات من البرد على محافظة الحناكية وبعض المراكز التابعة لها، شملت المحفر والعوشزي ومديسيس والمرية والشقرة والعقلية ومركز الشقران ومركز صخيبرة وصبحا الجحفة، سال على أثرها وادي ذارة ووادي لوي ووادي الحناكية ووادي صخيبرة ووادي بقر ووادي الجربوعي، وجميع الأودية الصغيرة والشعاب.

وشملت الأمطار التي هطلت على منطقة القصيم: مدينة بريدة، ومحافظات عنيزة والرس والبدائع والنبهانية والآسياح وقبة وضرية وعيون الجواء والشماسية ورياض الخبراء، ومراكز الصمعورية والشبيكية ودخنة والفوارة، إضافة إلى الربيعية والذيبية والخبراء والعمار وأبا الورود والظاهرية والفويلق، سالت على أثرها الأودية والشعاب.

وفي شمال غربي المملكة، هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بزخات من البرد على محافظة أملج في منطقة تبوك، شملت مراكز الهجمية والشبحة وحراض والقرى والتابعة لها، والرويضات والشدخ.

وذكر الناطق الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني، العقيد عبد الله الحارثي، في بيان صحافي أمس، إن 13 شخصا توفوا، وفقد 4 آخرون، في كل من الرياض والباحة وحائل والقويعية منذ بدء هطول الأمطار على عدد من مناطق المملكة، مشيرا إلى أن شخصين توفيا في الخرج، و3 في الأفلاج، وواحد في الحريق، و4 في الطائف، و3 في الباحة.

وأهاب بالمواطنين والمقيمين أخذ الحيطة والحذر واتباع التعليمات والإرشادات، وعدم التقليل شأن من المخاطر التي قد يتعرضون لها نتيجة هطول الأمطار والتقلبات المناخية، مشددا على عدم الاقتراب من الأودية أثناء جريان السيول المنقولة خلال هذه الفترة.

وأعلنت وزارة المياه والكهرباء في نشرة الأمطار اليومية، أن أعلى معدل للهطولات المطرية خلال 24 ساعة (من التاسعة صباح الثلاثاء الماضي حتى التاسعة من صباح أمس) بلغ 88 مليمترا في محافظة سراة عبيدة في منطقة عسير، في حين سجلت محافظة الزلفي في منطقة الرياض هطول 51 مليمترا، والأفلاج 43 مليمترا، وسجل مركز الفوارة في منطقة القصيم 40 مليمترا، وكان أعلى معدل للهطول في المنطقة الشرقية في مدينة سلوى 23 مليمترا، وفي منطقة الباحة سجل مركز الأجاعدة هطول 36 مليمترا، وفي منطقة حائل هطل على مركز السليمى 9 مليمترات.

وكانت المديرية العامة للدفاع المدني قد أعلنت أول من أمس أن لجانا حكومية شرعت في حصر أضرار الأمطار والسيول التي شهدها عدد من مناطق السعودية خلال الأيام القليلة الماضية في جميع مدن ومحافظات البلاد؛ لاتخاذ الإجراءات المقررة في مساعدة وتعويض المتضررين، وتنفيذ خطط إعادة الأوضاع للأسر التي تضررت مساكنها جراء تلك السيول.

وتلقت مراكز عمليات الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة، آلاف البلاغات عن حوادث جراء الأمطار والسيول التي تعرض لها عدد كبير من المدن والمحافظات.

«الأرصاد» تتوقع استمرار الأمطار اليوم توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية، أن تستمر الفرصة اليوم (الخميس) مهيأة لتكون السحب الرعدية الممطرة تسبق بنشاط في الرياح السطحية لتحد من مدى الرؤية الأفقية على أجزاء من شرق وغرب ووسـط المملكـة، تشمـل جازان، وعسير، والباحة، والطائف، ونجران، والخرج، والرياض العاصمة، ووادي الدواسر، والدوادمي، والقصيم، وحائل، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، والجوف، والحدود الشمالية، مشيرة إلى تكوُّن الضباب خلال ساعات الليل والصباح الباكر على أجزاء من وسط وشرق المملكة، تشمل المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية.

إلى ذلك، أعلنت الإدارة العامة لفرع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في منطقة المدينة المنورة، عزمها إطلاق خدمة إلكترونية لتوعية المواطنين بالتغيرات البيئية والمناخية.

وأوضح مدير العلاقات العامة في فرع الرئاسة بمنطقة المدينة المنورة، محمد بكري، في بيان، أن برنامج «فيصل F.A.I.S.A.L» الذي سيطلق بالتعاون مع مديرية الدفاع المدني في المنطقة، يهدف إلى التوعية بالتغيرات البيئية والمناخية بأحدث الأساليب العلمية، ثم بثها إلى المواطنين والمقيمين لتحذيرهم في وقت مبكر من أي تقلبات أو أحوال جوية تتطلب احتياطات مسبقة.

ولفت إلى أنه سيتم التعاون مع الجهات المعنية لبث هذه التنبيهات عبر خدمة الرسائل القصيرة SMS وتوجيهها للمنطقة أو المحافظة أو الشارع المعني بهذه التنبيهات؛ لضمان وصولها إلى المستهدفين بشكل مباشر، مما يمكنهم من اتخاذ الإجراءات الفورية والاحتياطات اللازمة لتفادي الوقوع في المخاطر المحتملة.

اقتصاديون: الأضرار كبيرة قدر متعاملون في قطاع العقارات والنقل السعودي حجم الخسائر والأضرار التي خلفتها السيول والأمطار خلال الأيام الأخيرة في المناطق كافة بنحو 1.5 مليار ريال (400 مليون ريال).

وتوقع رئيس لجنة التثمين في الغرفة التجارية في مدينة جدة، عبد الله الأحمري، أن تصل حجم الخسائر التي خلفتها الأضرار العقارية من جراء الأمطار والسيول، لأكثر من مليار ريال.

وقال الأحمري لـ«الشرق الأوسط»: «نظرا لأن الأمطار كانت مفاجأة في هذه الفترة وبكميات كبيرة جدا، وبسبب عدم أخذ احتياطات للأفراد؛ فإن تأثيرها سيزيد، سواء في العقارات أو في المباني أو البيوت المتواضعة. وبحسب التقارير التي أوردتها وسائل إعلام مختلفة، فإن حجم الضرر كبير، وفي تقديري الشخصي فإنها ستفوق المليار ونصف المليار ريال».

وقال سراج العرابي الحارثي، عضو لجنة النقل في غرفة جدة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن السيول المنقولة ستتسبب في تلفيات بنحو 500 مليون ريال في المركبات الصغيرة والمعدات».

وذكر رئيس مجلس إدارة «مجموعة أحمد العبيكان للاستثمارات العقارية» في الطائف، أحمد العبيكان، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة ستحصي الأضرار التي خلفتها الأمطار، وستقدم المساعدات لتخفيف تأثيرها على الناس، مشيرا إلى أنه لا يمكن في الوقت الراهن تقدير التلفيات التي لحقت بممتلكات الأفراد، إلا بعد انتهاء اللجان المعنية من عملها في حصر الأضرار.