السعودية تترصد «كورونا» بمضاعفة الإجراءات الاحترازية

وفاة 5 وإحالة شخصين للعناية المركزة بسبب الفيروس «الغامض»

بعثت وزارة الصحة لجنة طبية لفحص أقارب مصابي الأحساء ولا تزال وفق تصريحات مسؤوليها تجهل نوع وأسباب انتقال الفيروس إلى السعودية
TT

تترقب وزارة الصحة السعودية نتائج تقرير تعده لجنة طبية توجهت إلى محافظة الأحساء (شرق السعودية) بعد إعلان وفاة خمسة أشخاص وإحالة اثنين آخرين إلى العناية المركزة إثر إصابتهم بفيروس «كورونا»، ليصل عدد كافة الحالات التي قضت نتيجة الإصابة بالفيروس 17 حالة على مستوى العالم أجمع.

ويقول الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة للصحة العامة «سيجري الفريق فحوصات على الأشخاص المخالطين للحالات السبع». وأضاف «إن المرض لا يزال غامضا بالنسبة إلينا، ولم نكتشف بعد أي لقاح أو علاج للفيروس».

ويؤكد وكيل وزارة الصحة السعودية جملة إجراءات احترازية تتخذها الوزارة، وقال إن أبرزها التعميم على كافة مستشفيات البلاد بإرسال عينات إلى المختبر الإقليمي بجدة ليفحصوا العينات ويرفعوا إلى الوزارة أي مستجدات حيال ذلك. ويقول «يصعب التنبؤ بإمكانية انتشار الفيروس من عدمها، ولا تزال المعلومات غير كافية حول الفيروس». وتقول منظمة الصحة العالمية إن «كورونا» يعد أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ويمثل 15 في المائة من الفيروسات المسببة للإنفلونزا التي تصيب الإنسان.

وكشفت الوزارة المرض عبر المختبر الإقليمي بجدة وهو المختبر الوحيد في السعودية الذي يستطيع التحليل والكشف عن الفيروس.

ويقول الدكتور سعيد العمودي وهو مدير المختبر الإقليمي بجدة إن إجراء التحليل للفيروس لا تتم عبر العينات المخبرة المعتادة، «بل يتم إجراء تحليل جيني جزيئي، من خلال فحص الحمض النووي للمريض، وفي حالة إصابته فإن مركبات إضافية تطرأ على تركيبة الحمض النووي للمصاب».

ويضيف الدكتور العمودي أن «المختبر يجري فحوصات للتركيب الجزيئي للفيروس، وهو ما سيساعد في اكتشاف العلاج المناسب، أو اختيار أفضل العلاجات إذا ظهر أكثر من خيار».

وعما إذا كانت الحالات المصابة بالفيروس تربطها علاقة قرابة، قال الدكتور العمودي إن المختبر يتعامل مع أرقام ورموز، لذا لا يمكن الجزم بهذه المعلومة. لكن الوزارة أعلنت مسبقا عن إصابة شقيقين، ويقول الدكتور ميمش «لا نستطيع الجزم حتى اللحظة بارتباط الإصابة بالمصابين، ومن الأفضل انتظار تقرير اللجنة».

وبعد إعلان وزارة الصحة يعود الفيروس «الغامض» لدى الجهات الطبية العالمية إلى الواجهة مجددا، وتقول منظمة الصحة العالمية في صفحتها على الإنترنت إن الفيروس غير المعروف يعد من نفس عائلة فيروس «سارس»، الذي غزا العالم مسبقا بسرعة عند بدء انتشاره عام 2002، في أكثر من 30 دولة وأدى إلى هلاك 800 شخص.

ويقول الدكتور ميمش إن بداية المرض لم تكن من السعودية، لكن السعودية سابقت بالإعلان، إذ نشرت في سبتمبر (أيلول) المنصرم عن أول إصابة بالمرض، لافتا إلى تسجيل الأردن أول حالة فعلية، بيد أن الإعلان عنها تأخر.

وآثرت السلطات الصحية الأردنية التريث قبل الإعلان، «وأرسلت العينات إلى مختبرات عالمية نظرا لرغبة وزارة الصحة في التأكد التام من إصابة حالتين انتهت أعراض المرض بوفاتهما»، بحسب الدكتور عبد اللطيف وريكات، وزير الصحة الأردني في تصريحات أعقبت الإعلان الذي صدر في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتسبب الفيروس بوفاة ممرضة أردنية بتاريخ 19 أبريل (نيسان) 2012،إلى جانب طالب جامعي توفي يوم الرابع والعشرين من أبريل 2012. وينتمي الفيروس الجديد لعائلة الفيروسات الإكليلية - التي تشمل فيروسات البرد أيضا بحسب منظمة الصحة العالمية التي قالت إنه يتخذ فترة حضانة تبلغ نحو 7 أيام، «لذا يتعين رصد أي مشكلات تنفسية لدى أي شخص بعد سبعة أيام من بدء تعامله مع المصاب». وقال الدكتور محسن الحازمي وهو رئيس لجنة الشؤون الصحية بمجلس الشورى السعودي «إن فيروس كورونا يعد نمطا متحورا من فيروس آخر، ولا يزال غير معروف التركيب، لكن يجب أن نعرف تماما الأسباب والإجابة عن أسئلة من نوع: لماذا في الأحساء تحديدا، وهل هناك أي مناطق أخرى من المحتمل إصابة مرضى فيها ولم تكتشف بعد».

وأضاف «من الضروري جدا معرفة طريقة انتقال الفيروس، لأنها الطريقة الوحيدة للتمكن من الوقاية منه»، لافتا إلى إرشادات طبية على الدوام تدعو إلى غسل اليدين جيدا ومراجعة المستشفى عند حدوث سعال حاد أو التهاب رئوي وغيرها من الإجراءات اللازمة. وقال الدكتور خالد مرغلاني الناطق باسم «الصحة السعودية» «لا نستطيع تسمية الفيروس بالمقلق، إلا إذا انتقل بشكل سريع، ولم يثبت لدينا أنه ينتقل من شخص لشخص»، لافتا إلى إدراج لقاح الوقاية من فيروس «كورونا» ضمن جرعة «التطعيم» للإنفلونزا خلال العام المقبل، وذلك من قبل منظمة الصحة العالمية، باعتبار التجديد السنوي للفيروسات يتحدث في كل عام، ويختلف لقاح العام مع العام الذي يليه، وأضاف «ستتخذ الجهات الطبية العالمية الإجراءات اللازمة لإيجاد الدواء وإدراج اللقاح العام المقبل»، وقال إن اكتشاف العلاج لا يعتبر عسيرا، لأنه من الأمراض التنفسية. وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) تماثل شخص إلى الشفاء واستقرار حالته، بيد أن الدكتور زياد ميمش يقول إنه لم يتلق علاجا مباشرا، إذ كانت طريقة علاجية عبر أدوية داعمة للجهاز التنفسي.