«التعليم العالي» تؤكد المضي قدما لإنشاء كليات للغة العربية وكراس في جامعات دولية

العنقري: المملكة بذلت جهودا كبيرة لاعتماد لغتنا في الأمم المتحدة

وزير التعليم العالي خلال مشاركته في افتتاح أعمال الملتقى التنسيقي للغة العربية بالخليج
TT

أكد الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي عزم المملكة على المضي قدما في تشجيع نشر اللغة العربية في شتى المجالات ومن ذلك إنشاء الكليات المتخصصة للغة العربية وتمويل الكراسي العلمية في الجامعات العريقة داخل وخارج البلاد. وأوضح أن المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - أولت اللغة العربية عناية متواصلة وأهمية كبيرة بوصفها مقومات الهوية الإسلامية، باعتبارها الوعاء الأمين لأفكار الأمة وأحاسيسها وثقافتها وتنمية التواصل بين الأجيال المختلفة. وأضاف وزير التعليم العالي، أن المملكة بذلت ضمن منظومة الدول العربية، جهودا دبلوماسية حثيثة توجت بإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ28 لاعتماد اللغة إحدى اللغات الرسمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فأصبحت اللغة الرسمية السادسة، كما أنها اللغة الرسمية لـ22 دولة عربية هي الدول الأعضاء، حيث يتحدث 422 مليون عربي بها، مشيرا إلى أنها تمثل وعاء تشريعيا لمليار ونصف مليار في العالم.

جاء ذلك لدى افتتاح العنقري مساء أمس، فعاليات الملتقى التنسيقي للجامعات والمؤسسات المعنية باللغة العربية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي أطلقه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويستمر لمدة ثلاثة أيام بالرياض. وشدد على أهمية هذا الملتقى في خدمة اللغة العربية، آملا أن تكلل جهود الملتقى بحماية اللغة العربية والمحافظة عليها وأن يسهم في تألق لغتنا العربية. وقال: «شاء الله أن تكون لغة خاتم الكتب السماوية هي العربية وهي بذلك اللغة الوحيدة بين لغات العالم الحية التي ارتبط بها كتاب إلهي وهو القرآن الكريم وهو كتاب دائم مدى الحياة وهو باق إن شاء الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».

وأوضح أن اللغة العربية كانت اللغة الحضارية الأولى في العالم، لما تتميز به من إمكانات وافية وخصائص إيجابية، مبينا أنها من أهم السبل التي تبني الأمة وتحمي كيانها، حيث شرف الله العرب بالإسلام وحملوا لغة الإسلام وقال: «لا إسلام إلا بالقرآن ولا إسلام إلا بالصلاة ولا صلاة إلا باللغة العربية وهكذا انتشرت اللغة العربية بانتشار الإسلام».

من ناحيته أكد رئيس مجلس أمناء المركز، أن الملتقى يهدف إلى تجسير الصلات العلمية بين الجهات العلمية المعنية باللغة العربية، مبينا أن المجلس أقر عقد عدد من الملتقيات ذات البعد الدولي.

كما دأب على بحث المشروعات والبرامج النوعية الرائدة التي تسهم في خدمة اللغة العربية وإيجاد آليات لتنسيق الجهود وتكاملها بين الجهات الخليجية المختلفة، من خلال تنظيم الملتقيات وحلقات النقاش وإصدار مجلة اللسانيات وتنظيم المسابقات وكل ما من شأنه خدمة اللغة العربية في المجالات المختلفة.

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور عبد الله الوشمي الأمين العام للمركز أن هذا الملتقى من شأنه أن يسهم في زيادة التعاون بين الدول الشقيقة والصديقة في خدمة اللغة العربية والتعاون المشترك في سبيل ذلك. وقال الوشمي: «إن أزمة اللغة العربية تتعدى الخليج إلى العالم أجمع، والجهود من قبل المحبين لها مستمرة وحرصت اللجنة العليا للملتقى على الاهتمام بهذا الجانب بدعوة ممثلين من دول العالم وتعزيز أواصر العمل المشترك لخدمة العربية». وشدد على العمل على اتخاذ خطوات عملية واستشراف المستقبل من خلال الخطط والمبادرات المتميزة في دول الخليج وغيرها، مبينا أن المحاور التي تم تناولها تصب في مصلحة اللغة العربية.