«مجالسة المسنات».. مهنة تجذب السعوديات للعمل في المستشفيات والبيوت

30 فتاة يتخرجن اليوم بمسمى «جليسة».. ونظرة المجتمع لهذه المهنة ما زالت سلبية

TT

مجالسة ومرافقة المسنين هي مهنة شهيرة في الدول الأوروبية، وأصبحت مؤخرا من أحدث المهن التي تجذب الفتيات السعوديات، اللاتي يعملن بنظام الساعة داخل المنازل، إذ يتم الاحتفال مساء اليوم بتخريج 30 فتاة سعودية من برنامج الرعاية الصحية المنزلية الخاصة، تحت مسمى «جليسة»، وذلك بعد دراسة عام كامل، ليكن مؤهلات للعمل كجليسات للسيدات اللاتي بحاجة للرعاية الصحية المنزلية.

إلا أن نظرة المجتمع لهذه المهنة ما زال سلبيا، الأمر الذي يدفع بعض الخريجات إلى التوجه للعمل في المستشفيات الأهلية، هربا من النظرة الدونية للعمل المنزلي، ورغبة في الحصول على عقود سنوية بأجور مرتفعة مقارنة بالعائد المادي المتواضع للعمل في المنازل، كما توضح منيرة الصقير، وهي المسؤولة عن البرنامج، مشيرة إلى أن ذلك يمثل أبرز تحد يواجه البرنامج الذي يعد الأول من نوعه في السعودية، والذي يكمل اليوم عامه الثالث، ويأتي بتنظيم مركز (عطاء الخير) التابع لجمعية فتاة الخليج الخيرية النسائية بالخبر، بالتعاون مع كلية التمريض وكلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الدمام.

وتوضح الصقير خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم حتى الآن تخريج نحو 90 فتاة خلال 3 سنوات، بواقع 30 فتاة سنويا، مضيفة بقولها: «تتخرج الفتاة بمسمى (جليسة)، وبحسب تنظيم البرنامج فإنه يتم إعداد عقود العمل للجليسات الراغبات في العمل من المنازل، بحيث يشرف عليها محامي الجمعية، وتكون مبنية على نظام العمل والعمال، لحماية كل الأطراف».

وبسؤال الصقير عن انجذاب الجليسات نحو العمل في المستشفيات على حساب العمل في منازل الأسر، أكدت أن أجور المستشفيات تزيد عن أجور العمل المنزلي، متابعة بالقول «هناك طلب كبير على الجليسات من المستشفيات الأهلية، لأنه توجد في المستشفيات مسنات مقيمات بصفة شبه دائمة»، إلا أنها تشير إلا أن بعض الفتيات يفضلن العمل المنزلي بالنظر لمرونة الإجازات وساعات العمل مقارنة بالمستشفيات.

وعن الصعوبات الأخرى التي تواجه البرنامج، تقول الصقير: «ثقافة الرعاية في المنازل لم تستوعبها الطالبات بشكل جدي، لذلك نود أن تكون هناك مادة متخصصة في الرعاية المنزلية وأثرها على المسن وأهله في برنامج التدريس»، مشيرة إلى أن طلبات الجليسة في المنازل غير ثابتة وغير مستمرة وذلك لأن الخريجة ترغب بوظيفة نظامية (كالعمل في مستشفى) مما يؤدي إلى خلل في استقطاب الرعاية المنزلية، حسب قولها، مضيفة: «سيتم إنشاء لجنة لتطوير البرنامج تضم كل من له صله به».

وأوضحت الصقير أن فئات المجتمع التي هي بحاجة إلى برنامج الرعاية الصحية الخاصة من المنزل، تشمل النساء المسنات وذوي الاحتياجات الخاصة (أطفالا ونساء) والأمهات الجدد اللاتي بحاجة للمساعدة في الاعتناء بالأطفال حديثي الولادة، مفيدة أن البرنامج يعمل على فكرة دعم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في منازلهم وبين أفراد عائلاتهم، ومساعدتهم على التعايش مع صعوبات الحياة، ضمن فريق مؤهل من الفتيات السعوديات القادرات على تقديم الرعاية في جو مناسب صحي واجتماعي.

من جهة ثانية، كشفت الصقير أنه «تم مؤخرا استحداث وظيفة (المساعدة الصحية) للخريجات، وفتح المجال لتوظيف الفتيات في المؤسسات الصحية داخل المنطقة الشرقية، بهدف استيعاب جميع خريجات البرنامج ضمن تخصصهن»، لافتة إلى أنه تم كذلك قبول اعتماد التعاون مع عدد من المستشفيات الأهلية في مدينة الخبر، وهو ما اعتبرته سيفتح آفاقا جديدة للتعاون مع البرنامج.