مدير ميناء جدة: نضع خططا للتطوير لمواجهة النمو.. وزيادة الإيرادات للمرحلة المقبلة

ساهر طحلاوي أكد في حوار مع «الشرق الأوسط» أن 30 مليون طن من البضائع المشحونة تم استيعابها خلال 6 أشهر

ميناء جدة الاسلامي يعتزم تنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية والحيوية التي تخدم عموم المستفيدين (تصوير: غازي مهدي)
TT

يدخل ميناء جدة الإسلامي، غرب السعودية، مرحلة جديدة من التطوير في كل قطاعاته من خلال تنفيذ جملة من المشاريع، تجاوزت قيمتها الإجمالية أكثر من 1.3 مليار ريال، وذلك بهدف الزيادة المطردة التي يواجها الميناء في السنوات الأخيرة من استقبال بضائع مختلفة عبر أرصفته البالغة نحو 61 رصيفا.

وقال مدير ميناء جدة الإسلامي ساهر طحلاوي في حواره لـ«الشرق الأوسط» إن الأشهر الـ6 من العام الحالي شهدت زيادة في نمو استقبال الحاويات القياسية إلى قرابة 2.2 مليون حاوية قياسية، بنسبة نمو بلغت 5.3 في المائة، إضافة إلى أكثر من 30 مليون طن من البضائع المشحونة، بنسبة نمو 1.89 في المائة، وهذه الزيادة تتطلب تطوير ودعم بعض المرافق.

ولفت طحلاوي إلى أن إدارة الميناء ليس لديها غضاضة في لقاء والاستماع إلى رجال الأعمال، في أي وقت، والأخذ بما يطرحونه من أفكار تخدم الجميع، كما أن إدارة الميناء تقوم بدورها في تذليل كل المعوقات التي قد تواجه المستفيدين من خدمات الميناء. وعن إلغاء بعض عقود لمناطق تخزين الحاويات في الميناء، أكد مدير ميناء جدة الإسلامي أن إدارة الميناء لا تستهدف أي شركة تعمل داخل الميناء، ولم يتم التجديد للشركة السعودية لخدمات الحاويات المستأجرة للساحة الواقعة شمال شرقي الميناء، لتخزين وتعبئة الحاويات بالبضائع الصادرة من الميناء، وذلك بهدف تطوير وتوسيع الميناء بما يتوافق واحتياجات المرحلة المقبلة. وإلى نص الحوار

* بداية ما أبرز المشاريع المزمع تنفيذها خلال المرحلة المقبلة؟

- الميناء يعتزم تنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية والحيوية التي تخدم عموم المستفيدين، وتلبي متطلبات واحتياجات أهم الموانئ السعودية في الفترة المقبلة، وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع أكثر من 312 مليون ريال، تتمثل في إعادة تأهيل نظام شبكة مكافحة الحريق وشبكة الإنذار بقيمة تصل إلى 25 مليون ريال، وكذلك إنشاء مظلات للمعاينة الجمركية قيمتها نحو 25 مليون ريال، وإنشاء محطة كهربائية لزيادة الطاقة بنحو 109 ملايين ريال، في حين هناك مشروعا تأهيل شوارع وأرصفة الميناء وإنارتها بمبلغ يصل إلى أكثر من 63 مليون ريال، وتجديد الأرصفة بتكلفة 50 مليون ريال، وأخيرا تجديد وتحديث المرافق بقيمة إجمالية بلغت نحو 30 مليون ريال

* هل هناك مشاريع تم إنجازها؟

- حقيقة ميناء جدة الإسلامي أنجز كثيرا من المشاريع المختلفة، التي تراوحت نسبة الإنجاز فيها ما بين 25 في المائة، وأخرى 70 في المائة، وبعض المشاريع انتهت بنسبة 100 في المائة، وتجاوزت تكلفتها، بخلاف المشاريع السابقة، قرابة المليار ريال.

* ما العوائد من تطوير ميناء جدة الإسلامي؟

- العوائد المرجوة، تتمثل في مواجهة الطلب المتزايد على خدمات الميناء، والنمو المطرد السنوي في أعداد الحاويات والطنيات المختلفة من البضائع، حيث بلغ ما تم تناوله في عام 2012 أكثر من 407 ملايين حاوية قياسية، بنمو بلغت نسبته نحو 17.9 في المائة، وأكثر من 63 مليون طن من البضائع المشحونة داخل الحاويات مثل المواد الغذائية، البناء، المركبات، والمعدات ذاتية الحركة، والحبوب «السائبة» والمواشي، إضافة إلى الركاب، بنسبة نمو بلغت نحو 20.58 في المائة، الأمر الذي يتطلب معه توسعة وتطوير ميناء جدة الإسلامي.

* هل الميناء على أعتاب مرحلة جديدة؟

- ميناء جدة الإسلامي يعيش مرحلة من التطوير، وهذه المشاريع تخدم الجميع وتسهل عمليات تخليص البضائع، كما أن هذه المشاريع التطويرية، تحقق زيادة في إيرادات الميناء في المرحلة المقبلة.

* كيف تنظرون إلى ميناء الملك عبد الله؟ وما الآثار الجانبية على ميناء جدة؟

- الميناء الجاري إنشاؤه في مدينة «الملك عبد الله الاقتصادية» في مدينة رابغ، وبحكم تميز موقعه الذي يحظى به ميناء جدة الإسلامي، على خط التجارة البحرية العالمية في ساحل البحر الأحمر، فهو يعد إضافة لاستيعاب الزيادة والنمو المتنامي في واردات وصادرات المملكة، كما أنه سيؤدي دورا بالغ الأهمية إلى جانب ميناء جدة، لاستيعاب أعداد الحاويات المعروضة في سوق النقل البحري، وتتنافس على استقطابها جميع الموانئ العالمية لما تمثله من قيمة مضافة.

* هل يعاني ميناء جدة من نقص في الأيدي العاملة؟

- يتوفر في ميناء جدة الإسلامي أعداد كافية من الكفاءات والخبرات المتخصصة في شتى المجالات، سواء تلك التي تعمل لدى الشركات المتعاقدة مع ميناء جدة، أو الموظفين التابعين لإدارة الميناء، والميناء بخبرته الطويلة والعاملون فيه يدركون كل الاحتياجات ويتعاملون معها بما تتطلبه الحاجة.

* كثيرا ما يتردد عن تأخر في خروج البضائع؟

- ميناء جدة الإسلامي أحد أهم الموانئ في المنطقة، ويستقبل البضائع وينهي إجراءاته في وقت قياسي، تحديدا تلك البضائع المستكملة إجراءات الفسح الجمركية، ويقوم الميناء بعد إكمال الإجراءات بتسليمها لمستورديها وإخراجها من الميناء على مدار الساعة.

* ما حجم ما تم استيعابه من بضائع في الـ6 أشهر من العام الحالي؟

- تمكن ميناء جدة، من مناولة «استيراد - وتصدير» خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الحالي أكثر من 2.2 مليون حاوية قياسية من بينها 958808 حاويات برسم المسافنة، بنسبة نمو بلغ 5.3 في المائة، إضافة إلى أكثر من 30 مليون طن من البضائع المشحونة داخل الحاويات والبضائع العامة المختلفة، بنسبة نمو 1.89 في المائة.

* تم إلغاء بعض عقود لمناطق تخزين الحاويات في الميناء، ما المردود في ذلك؟ وكم شركة مستهدفة؟

- لا يوجد شركة لها نشاط في ميناء جدة الإسلامي مستهدفة بإلغاء عقده، طالما أنها ملتزمة بتنفيذه حسب العقد المبرم معها، غير أن الشركة السعودية لخدمات الحاويات المستأجرة للساحة الواقعة شمال شرقي الميناء، لتخزين وتعبئة الحاويات بالبضائع الصادرة من الميناء، لم يتم تجديد عقدها المنتهي، توافقا مع المخطط العام في تطوير وتوسعة الميناء.

* تعرضت بعض المشاريع المقامة للتأخير، فما الإجراءات التي تم اتخاذها؟

- حقيقة، هناك بعض الالتزامات من مشاريع محدودة لم تنتهِ الشركات المتعاقد معها، لأسباب تتعلق بشبكة الخدمات الأرضية من «كهرباء، وتمديدات مياه الشرب، قنوات تصريف مياه الأمطار، قنوات تصريف الصرف الصحي، والاتصالات». جزء منها في المواقع التي تقوم هذه الشركات بتنفيذ تلك المشاريع فيها، وقامت إدارة ميناء جدة الإسلامي باتخاذ الإجراء اللازم وتحويل مسارها بطريقة لا تؤثر على مستوى كفاءة تنفيذها، وفي حال وجود أي تأخير ويكون غير مبرر، تقوم إدارة الميناء بتطبيق الإجراءات النظامية.

* كيف يتم الاستفادة من تجارب الموانئ في المنطقة؟

- إن ميناء جدة الإسلامي يحظى بالريادة بين موانئ دول المنطقة، ويصنف ضمن الموانئ العالمية، ومسؤولي دول عدة في المنطقة يقومون بزيارته والاطلاع على أسلوب إدارته وتشغيله، ونقل جوانب مختلفة من عمليات كفاءة تشغيله والأخذ به وتطبيقها، والميناء في كل عام يتجدد من ناحية الاستيعاب والتشغيل.

* اجتمعتم مؤخرا مع عدد من رجال الأعمال، ما أبرز ما تم بحثه وما الحلول؟

- إدارة الميناء حريصة على الاجتماع برجال الأعمال والمستفيدين من خدمات الميناء، والاستماع إلى ملاحظاتهم والأخذ بما لديهم من مرئيات، طالما أنها تصب في الحفاظ على تقديم خدمات الميناء المختلفة على أكمل وجه، ويتحقق به الصالح العام، وإدارة الميناء تعمل لحل كل ما قد يواجهه رجال الأعمال وتعمل على التعاون معهم.

* هل تم رصد سفن خالفت أنظمة الموانئ، وأخرى أفرغت محتوياتها في المياه السعودية؟

- حقيقة ميناء جدة الإسلامي يعمل ضمن منظمة البحرية العالمية، وقواعد وتعليمات الموانئ البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي، ونتعامل مع مخالفي أنظمة المواني والسفن التي تفرغ محتوياتها في المياه الإقليمية السعودية، من منطلق هذه الأنظمة في معاقبة المتسببين في خرق النظام.

* هل تم تطبيق نظام الغرامات على الشركات المتأخرة؟

- إدارة الميناء تطبق نظام الغرامات على الشركات، وهي تنفذ مشاريعها المختلفة وفق نظام المشتريات الحكومية ولائحته التنفيذية، التي من بنودها تطبيق هذا الإجراء، ولن تتوانى إدارة الميناء في تطبيقه حيال أي تقصير في التنفيذ.

* ما المدة المحددة لنقل البضائع من الحاويات إلى الشاحنات؟

- تسليم وتحميل البضائع والحاويات المستكملة وإجراءات فسحها جمركيا تكون في أوقات قياسية على مدار الأسبوع، بما في ذلك أيام الخميس والجمعة، والعطل الرسمية، فالميناء لا يتوقف في خدمة المستفيدين في أي وقت.

* هل هناك نية لعقد منتدى للمؤسسة العامة للموانئ في الفترة المقبلة؟

- المؤسسة العامة للموانئ حريصة على انتداب كثير من المسؤولين والكفاءات والخبرات المتخصصة لديها، لحضور منتديات ومؤتمرات إقليمية وعالمية، وترحب من خلال القنوات الرسمية بعقد منتدى، إذا تحمل أجندته بحث ومناقشة، أوراق عمل تتعلق بكل ما يواجه سوق النقل البحري، من متغيرات وتحديات، ويحقق إضافة تثري شؤون وأوضاع الموانئ السعودية والعالمية، كما أن المؤسسة العامة للموانئ ترحب بالاستفادة من تجارب جودة وتميز كفاءة تشغيل الموانئ العالمية العريقة.

* هل هناك تطوير وتأهيل للعاملين في الميناء؟

- إدارة الميناء حريصة على استمرار إعادة تأهيل وتطوير قدراتها من خلال الابتعاث والدورات الداخلية والخارجية التي تنفذها الجامعات والمعاهد المتخصصة، بهدف تطوير الكوادر الوطنية، كما أن الميناء يحتوي على أعداد كبيرة من الموظفين ذوي الاختصاص في جميع المجالات الإدارية والمالية، والتشغيلية.

* ميناء جدة بالأرقام

* يعد ميناء جدة الإسلامي الذي بدأ تطويره، مع إنشاء المؤسسة العامة للموانئ عام 1976، من أقدم الموانئ المعروفة، الذي يضم مع مرافقه منذ إنشاء المؤسسة قرابة 10 أرصفة، ليصل إلى 62 رصيفا مؤهلا بأحدث التجهيزات وبأرقى المواصفات الدولية، وبطول يبلغ 12.3.

ويحتل ميناء جدة الإسلامي مساحة 11.4 كيلومتر مربع، على عمق بحري يقدر بنحو 18 مترا، التي تتسع لأحدث أجيال سفن الحاويات بحمولة تصل أكثر من 14000 حاوية قياسية ويتميز ميناء جدة الإسلامي بموقعه الجغرافي على ساحل البحر الأحمر بين أهم الموانئ على طرق التجارة البحرية، فيقع ما بين خطي عرض 21 و28 درجة شمال وخطي الطول 10 و39 شرق، واكتسب أهميته التاريخية كمدخل رئيس للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو الميناء الأكبر بين موانئ المملكة حيث يقوم بمناولة أكثر من 65 في المائة من حجم البضائع عبر الموانئ السعودية.

ويمتلك الميناء أسطولا من الزوارق البحرية، مثل زوارق القطر والسحب والإنقاذ، وزوارق مكافحة الحريق والزوارق البحرية الخاصة بمكافحة التلوث وسفينة إرساء عوامات، إرشاد السفن بالإضافة إلى عدد من زوارق الإرشاد والإرساء وجمع النفايات بالإضافة إلى رافعات متحركة عائمة حمولة 200 طن، ويتم مراقبة حركة السفن من خلال برج المراقبة البحري المجهز بأحدث أجهزة الاتصالات والرادار مع نظام «VTS» المتطورة لخدمة ومراقبة ملاحة السفن.

* حوض الملك فهد لبناء وإصلاح السفن

* ويحتضن ميناء جدة الإسلامي، حوض الملك فهد، لإصلاح السفن، حوضين عائمين وكثيرا من الورش المغطاة والأرصفة البحرية المجهزة تجهيزا «كاملا» للقيام بكل أعمال الإصلاح والصيانة الدورية للسفن، كذلك ساحات تخزين تبلغ مساحتها 3.5 كيلومتر مربع من مجمل مساحة الميناء.