بـ23 مشروعا جديدا.. عسير تعود للمنافسة على أفضل وجهة سياحية في السعودية

تطمح إلى أن تكون الهدف الأول لزائري البلاد ومواطنيها بحلول 2020

يعتبر التنزه في المحميات والمتنزهات الطبيعية الميزة النسبية للمنطقة عن غيرها من مناطق المملكة
TT

دعا رئيس مجلس الاستثمار في منطقة عسير عبد العزيز بن سعود المحتمي، رجال الأعمال إلى الاستفادة من فرص استثمارية في قطاعات السياحة والإيواء والمراكز التجارية والترفيهية التي ما زالت المنطقة في أمس الحاجة إليها.

وأكد المحتمي لـ«الشرق الأوسط» أن الاستثمارات القائمة في منطقة عسير حاليا تعود على المستثمرين وأبناء المنطقة بفوائد معنوية ومادية تقدر بمئات الملايين، إلا أن هناك شحا في بعض المشاريع التجارية والخدمية ذات الجدوى الاقتصادية الجيدة، خصوصا في مجال إقامة الفنادق العالمية والمدارس النموذجية المتكاملة، والمستشفيات المتخصصة.

وأضاف أن قيمة الاستثمارات الحالية في المنطقة تقدر بنحو ملياري ريال تعود بـ20 في المائة على المستثمرين. وتابع: «المغريات في منطقة عسير كثيرة في قطاعات عدة، سواء التجارية والسياحية والصحية، فالمنطقة تعد من أفضل دول العالم في مجال تخزين الأدوية؛ نظرا لبرودة أجوائها التي تساعد على خفض وتقليص حجم استهلاك الطاقة، على عكس بعض المدن، وهناك حاجة ماسة لإقامة منتجعات سياحية وشواطئ رملية فيها، بالإضافة إلى مشاريع فندقية، خصوصا أن قيمة تأجير (الشقق المفروشة) تصل إلى مبالغ خيالية، وتفتقر إلى الخدمات ذات الجودة الفندقية، إضافة إلى احتياج المنطقة إلى صالة مؤتمرات تدعم الفعاليات المصاحبة خلال العام».

* موقع جغرافي متميز.. ومعالم سياحية

* تقع منطقة عسير في الجزء الجنوبي الغربي من السعودية، وجوها معتدل على مدار العام، وتقدر مساحتها بنحو 81 ألف كيلومتر مربع، ويصل عدد ساكنيها إلى مليوني نسمة، وأخذت اسمها من طبيعة أرضها؛ إذ تكثر فيها الجبال مترامية الأطراف، وتتخللها أودية وشعاب وعرة المسالك، غنية بالمناظر الخلابة، وصولا إلى سواحل بحرية، وجميع تلك العناصر أسهمت في تطورها السريع لتتحول إلى منطقة جذب سياحي رئيسية.

وبفضل تطوير بنيتها التحتية أصبح الوصول إلى المنطقة مرتبطا بشبكة طرق حديثة مع جميع مناطق السعودية، بالإضافة إلى توافر الرحلات الجوية الداخلية مع المدن الرئيسية كافة.

وتتوافر في منطقة عسير معالم سياحية كثيرة في سرواتها وتهاماتها، ومنها المتاحف العامة والخاصة التي بلغت 11 متحفا، ومن أبرزها متحف قصر شدا الذي تم بناؤه قبل نحو 82 عاما، وفيه متحف يمثل تراث المنطقة وثقافتها، ويمكن استغلاله في أنشطة سياحية، ومتحف رجال ألمع، ومتحف بني عمرو، ومتحف ظهران الجنوب، ومتحف إدارة التعلم ببيشة، ومتحف سبت العلايا، ومتحف التراث، بالإضافة إلى عدد من المتاحف الخاصة التي تحظى باهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال دعمها والسعي إلى تطويرها.

وتقع سوق الثلاثاء الشعبية في مدينة أبها، وتقدر مساحتها بـ50 ألف متر مربع، وتتميز ببيع المنتجات التقليدية من الإنتاج المحلي للمنطقة على مدار الأسبوع، وتعد من أشهر الأسواق الشعبية العسيرية.

وبنيت قرية «المفتاحة» لتكون مركزا ثقافيا، وتضم مسرحا وصالة فنون تشكيلية وقاعات خاصة بالفنانين التشكيليين لممارسة نشاطهم فيها، وتقام فيها حفلات غنائية وأمسيات شعرية.

وتتميز المنطقة بكثافة الأشجار والأعشاب فيها، خصوصا في منطقة «شعف ذا العين» التي تقع غرب «النماص» وتطل على تهامة، بالإضافة إلى متنزه جبل ناصر الذي يعد من أهم متنزهاتها؛ إذ اهتمت به بلدية المنطقة، ووفرت أماكن للجلسات وألعاب الأطفال؛ ليكون جاذبا لأعداد كبيرة من المتنزهين، بمساحة تقدر بنحو 75 ألف متر مربع.

كما تشتهر المنطقة بمتنزه عسير الوطني (السودة) الذي يعد من أهم المتنزهات في المنطقة، ويتميز بغاباته الكثيفة، وتبلغ مساحته نحو 450 كيلومترا، وزرعت وزارة الزراعة 7000 شتلة زراعية فيه.

* 23 مشروعا سياحيا

* كشف أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل عن تنفيذ الأمانة 23 مشروعا ذي صبغة سياحية بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبدأ العمل بتحديد المواقع، وإعداد الدراسات، وبرمجة التنفيذ، والتشغيل المستقبلي؛ سعيا للوصول إلى مشروع أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد (2020) بجعل عسير الوجهة السياحية الأولى في السعودية بحلول عام 2020م.

وتشمل أبرز المشاريع التي يجري العمل بها، تطوير وسط مدينة أبها، وتطوير وسط محافظة النماص ومحافظ محايل عسير، وتطوير وسط محافظة بيشة، ومتنزه (سناري) البري في محافظة النماص، ومتنزه صحراوي في بيشة، وعددا من القرى التراثية، بالإضافة إلى استكمال تهيئة قرية رجال التراثية في محافظة رجال ألمع، ودرس مدينة الشباب في الحبلة، ومنتجع القحمة الساحلي السياحي، ومدينة التسوق في المطار، وإيجاد مهبط طائرات في الحريضة.

وتحدث رئيس مجلس الاستثمار في منطقة عسير عبد العزيز بن سعود المحتمي عن عدد من الفرص الاستثمارية في القطاع السياحي بشكل خاص، والقطاعات الأخرى بشكل عام. وقال: «المشاريع الاستثمارية السياحية تشمل عشرات المواقع في المنطقة، ومنها أن المتنزه الشرقي السياحي الذي يضم فندقا سياحيا وفيللات سكنية ومركزا تجاريا، وكذلك متنزه شاطئ الحريضة بشاليهات بحرية ومدينة مائية وأسواق تراثية، ومدينة الشباب بميادين رياضية، وملعب غولف، ومناطق تخييم، بالإضافة إلى التطوير والتأهيل للأسواق الشعبية».

وأشار إلى أن المنطقة في أمس الحاجة إلى مشاريع تجارية وخدمية كالفنادق العالمية والمدارس النموذجية المتكاملة، والمستشفيات المتخصصة، والمنتجعات السياحية (ساحلية، جبلية)، والمنتجعات الصحية، والمنتجعات السياحية البحرية، والمراكز التجارية الحديثة، ومركز خدمات دولي متكامل للمؤتمرات، ومراكز خدمات رجال الأعمال، ومخيم جبلي، ومشروع حديقة حيوان، ومطاعم وجبات سريعة، ومطاعم عالمية، ومركز للمعارض، ومدينة ملاه، وناد صحي نسائي، وشركة نقل سياحي، ونادي غوص، وروضة أطفال، ومركز رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وشركة سياحية، ومركز تدريب نسائي، ومشروع مركز للطيران الشراعي والهليكوبتر.

وحول المشاريع السياحية المتوسطة والصغيرة، أشار المحتمي إلى أن الفرص الحالية تتمثل في إنشاء شركات في إدارة الوحدات المفروشة، وشركات لتنظيم المعارض، ومشاريع للتدريب السياحي، ومشروع حديقة وزهور، ومشروع سوق تراثية، ومشروع مدرسة الفروسية، ومشروع ملاه مائية وثلجية، ومشروع منتجع شاطئ، ومشروع نزل زراعي.

وأكد أن الفرص الاستثمارية تتوزع بين صناعية وزراعية، وتجارية، وخدمات، ومشاريع تعدين، فالمنطقة في حاجة إلى مصانع لإنتاج الأعلاف، وإنتاج الأثاث الخشبي، وأيضا مصنع لإنتاج المياه الصحية، مشيرا إلى وجود فرص لاستخراج وتنقيب وتصنيع المعادن المختلفة كالأحجار الرخامية، وخام الذهب والفضة والنحاس.

* نمو قطاع «الإيواء»

* أكد المدير التنفيذي لهيئة السياحة في منطقة عسير عبد الله مطاعن، مواصلة نمو قطاع الإيواء بنسبة 70 في المائة، مشيرا إلى أن إدارة التراخيص وضبط الجودة في المنطقة واصلت جهودها لرفع مستوى الخدمة في الفنادق والوحدات السكنية، وذلك عن طريق قيام مفتشي «الهيئة» بإجراء مسوحات ميدانية شاملة ومكثفة للرقابة على مستوى الخدمات المقدمة في تلك المنشآت، ومدى التزامها بتطبيق سياسات التسعير والترخيص النظامي.

وأضاف أن إدارة التراخيص أصدرت خلال العام الماضي 175 قرارا بحق منشآت إيواء، منها 160 بالغرامة المالية، و15 بالإغلاق المؤقت ريثما يتم تصحيح الوضع، كما أن اللجنة التي وجه أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية الأمير فيصل بن خالد بتشكيلها لرفع وتحسين قطاع الإيواء في المنطقة، ستبدأ أعمالها خلال العام الهجري الحالي، وذلك بتفعيل كل ما يرد إليها من الجهات المشرفة على هذا القطاع، ومراقبة الأداء عبر متابعة وحصر المنشآت المخالفة، ودراسة كل ما يرد إليها من ملاحظات ومخالفات في نشاط الإيواء.

ولفت إلى أن أمير المنطقة وجه بمتابعة التعليمات والاشتراطات الخاصة برفع وتحسين أداء القطاع في المنطقة، ودعم وتشجيع النشاط والبيئة الاستثمارية فيه، حاثا على التنسيق مع الجهات المعنية والرفع عن أي مخالف لم يمتثل للتعليمات لاتخاذ الإجراءات النظامية تجاهه.

* فعاليات شبابية في «مهرجان أبها»

* وضعت اللجنة التنفيذية لمجلس التنمية السياحية بالمنطقة، شباب عسير في مقدمة أولوياتها، عبر تنفيذ عدد من الفعاليات الرياضية والاجتماعية ضمن مهرجان أبها العام الحالي، وفقا لتوجيهات أمير المنطقة؛ إذ أنهت توقيع العقود التشغيلية للكثير من الفعاليات الشبابية في المهرجان، كما ناقشت اللجنة إقامة فعالية الطيران الشراعي الرياضي والبرامج الشبابية والتطوعية التي تهدف إلى خدمة المجتمع والتعريف بما وصلت إليه السياحة في عسير، وذلك تحت شعار «هيا بنا إلى سياحة أفضل»، بمشاركة شباب من مدن السعودية كافة، إضافة إلى دول خليجية كالبحرين والإمارات والكويت وقطر، وحضور عدد من مشاهير الفن وكرة القدم على مستوى الخليج، واستحداث المفاجآت المصاحبة للفعالية.

ووفقا لمنظم الفعالية رئيس النادي المهندس فارس بن علي الشهري، فإن الفعالية تشمل فقرات عدة، منها السيارات المعدلة، والدراجة النارية، والاسكيت، والعروض البهلوانية، وألعاب الخفة والخدع البصرية، ولعبة الفرستال، والتصوير الفوتوغرافي، وفرقة مسرحية شبابية، وألعاب نارية، بالإضافة إلى تنظيم الكثير من الدورات عن الأعمال التطوعية لخدمة المجتمع تحت إشراف مدربين معتمدين.

وستنظم فعالية كبيرة للفروسية عبر دعوة فرسان يشاركون بالخيل الخاصة بشباب عسير؛ بهدف تطوير الرياضة العريقة في المنطقة، وحسب منظم الفعالية محمد حسن آل هادي، فإنها تشمل قفز الحوافز، وجمال الخيال، وسباق التحمل لمسافة 120 كيلومترا.