«طبيبة شعبية» تدعو وزارة الصحة لاستبدال بتر الأعضاء لمرضى الغرغرينا بالأدوية البديلة

أكدت على امتلاكها لـ«خلطة عشبية» تساعد في الشفاء من المرض

وداد الشمري
TT

يشكل الطب الشعبي في السعودية إحدى الوجهات الاستشفائية المفضلة لدى بعض المرضى ممن أعياهم التردد على المراكز الطبية دون الحصول على دواء شافٍ لأوجاعهم وأمراضهم، في ظل طفرة يشهدها قطاع التداوي بالأعشاب محليا. إلا أن الكثير من الخبراء والمتخصصين في المجال الطبي الحديث يحذرون من خطورة اللجوء إلى طب الأعشاب لما يترتب عليه من أضرار تلحق بالمرضى حال تعاطيهم لخلطات عشبية تقدم لهم من مصادر غير موثوق بها طبيا.

من الجانب الآخر تؤكد وداد الشمري المتخصصة في الطب الشعبي أن الكثير من الأطباء يلجأون إلى اتخاذ إجراءات طبية قد تفقد المريض فرصة الشفاء لعدم تقبلهم التداوي بالأعشاب، والنظر إليها على أنها ضرب من الشعوذة والدجل على المرضى، وتؤكد في الوقت ذاته على تمكنها من الوصول إلى علاج عشبي يعالج مرض الغرغرينا، وهو أحد الأمراض التي تؤدي في نهاية المطاف إلى بتر العضو المصاب لدى المريض.

وأشارت الشمري إلى أن رحلتها مع طب الأعشاب بدأ منذ كان عمرها 14 سنة كهواية تمارسها، كما أشارت إلى اعتمادها على التعلم الذاتي في مجال الأعشاب الطبية والخلطات الشعبية وتطبيقها لعدد من تلك التركيبات على أطفالها وأقاربها في سبيل التأكد من صحة المقادير والفائدة المتحققة في علاج المرض.

وبينت الشمري أن التركيبات العشبية لخلطاتها تعتمد على مقادير دقيقة لأوزان الغِرامات، معتبرة أن التركيبات العشبية يجب أن تحدد بمقادير دقيقة لخطورتها على صحة الإنسان، ولفتت إلى أن الكثير من الأعشاب قد تكون آمنة في استخدمها إذا استخدمت بمفردها، إلا أن خلطها بأصناف أخرى قد يؤدي إلى تشكل مادة سامة كالزنجبيل والدارسين مثلا.

وتعد وداد الشمري إحدى أشهر المعالجات بطب الأعشاب في السعودية، على الرغم من صغر سنها الذي لم يتجاوز 33 عاما، وهنا تقول: «صغر سني يوقعني في حرج مع المرضى لكون المجتمع لدينا اعتاد على أن يكون المعالج الشعبي من كبار السن، لذا يفاجأ من يزورني لمعالجته في المرة الأولى بصغر سني، فأنا لم أتجاوز سن 33 سنة حتى الآن».

وتمكنت الشمري بحسب كلامها من الوصول إلى علاج لمرض الغرغرينا، بعد اكتشافها لخلطة عشبية توقف تآكل العظم لدى المريض وتساعد في التئام الجروح لديه، وتؤكد على معالجتها لعدد من مرضاها الذين يأتون إليها من مختلف مناطق البلاد، بالإضافة إلى عدد من الحالات المرضية التي ترد لها من دول الجوار.

وقالت: «والعشبة التي توصلت إليها تقوم بمحاربة الفيروسات والميكروبات التي تتسبب في حدوث الغرغرينا، حيث تقوم بطردها وتعمل في الوقت ذاته على تقوية وبناء النسيج العظمي من جديد، كما أن المرحلة الثانية من علاج الغرغرينا تعتمد على معالجة الجلد الخارجي للمنطقة المصابة من الجسد والتي تآكلت بسبب أعراض الغرغرينا».

وناشدت الشمري وزارة الصحة والجهات المختصة بإيقاف عمليات بتر الأعضاء لدى مرضى الغرغرينا، مؤكدة على أنها ترغب في إيصال صوتها إلى المعنيين في المجال الطبي للاستفادة من اكتشافه في مجال المعالجة بطب الأعشاب لمرض الغرغرينا.

ولفتت الشمري إلى استعدادها لنقل كامل خبرتها في مجال الأعشاب إلى المراكز الطبية المتخصصة بالسعودية لتتأكد من صحة ادعاءاتها، وبينت أنها تقوم بمعالجة الكثير من الأمراض بواسطة الأعشاب الطبية، حيث إنها تعالج حالات الصديد والبهاق الأبيض، وبكتيريا المعدة لدى الأطفال، والغرغرينا، بالإضافة إلى معالجة بعض من حالات الضعف الجنسي لدى الرجال والنساء.

وحول تقاضيها لأجر مالي من قبل الحالات المرضية التي تشرف على معالجتها تقول الشمري: «في بعض الحالات لا أتقاضى أجرا مقابل معالجتي للمرضى، ولكن لعدم توفر دخل شهري لدي ولصعوبة قدرتي في شراء الأعشاب فإنني أتقاضى بعض المال، كما أن المريض يتحمل كلفة العلاج، والعشبة التي أتعامل معها في المعالجة غير متوفرة بالسعودية، حيث يتم جلبها من خارج البلاد، وتكلفة توفيرها يتراوح ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف ريال».

يشار إلى أن المركز الوطني للطب البديل والتكميلي وعلى لسان المدير التنفيذي له الدكتور عبد الله البداح أكد على إقبال الكثير من المرضى على هذا النوع من الطب لأسباب مختلفة، عد منها انخفاض تكلفته مقارنة بالطب الحديث وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية في معظم الدول، إضافة إلى قصور الطب الحديث عن علاج بعض الأمراض المستعصية كالسرطان وغيرها، وخوف المرضى من الأعراض الجانبية للأدوية. وأظهر أن 76 في المائة من مستخدمي الطب البديل في السعودية هم من الإناث، وتأتي أنماط الطب البديل في استخدامات متعددة، حيث يبرز التداوي بالقرآن الكريم في الدرجة الأولى، ومن ثم التداوي بالعسل والأعشاب والكي، إضافة إلى استخدام الخلطات الشعبية المعتمدة على الأعشاب في تركيباتها.