جدة.. بيئة تجارية منفتحة ساهمت في تحويل المرأة من عاطلة إلى «صاحبة عمل»

تحتضن 76 شركة من كبريات الشركات العاملة بالسعودية

ساهمت بيئة جدة في تملك العديد من السعوديات مشاريع صغيرة ومتوسطة خلال السنوات الماضية وفي الصورة أحد المشاريع السياحية النسائية
TT

احتل عمل المرأة في السعودية اهتماما كبيرا من الجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة العمل التي سعت إلى كسر الحواجز الاجتماعية لدفع المرأة إلى سوق العمل وانتشالها من البطالة وواجهت الوزارة في سبيل تحقيق هدفها كثيرا من التحديات والمصاعب وكان آخرها حصر البيع في المستلزمات النسائية على السيدات.

وفي مدينة جدة غرب السعودية كان الأمر مختلفا عن بقية المدن في البلاد فالمجتمع الجداوي مرحب بعمل المرأة ويفتح لها كثيرا من الفرص وعلى وجه التحديد في القطاع الخاص إذ حققت المدينة سمة ملحوظة في هذا الجانب إلى أن اعتلت مقعدا في الغرفة التجارية وأصبحت أكثر قدرة على منافسة الرجل في منصب كان محتكرا على الأخير لسنوات طويلة.

وتشير نشوى طاهر رئيس اللجنة التجارية في غرفة جدة إلى أن مجتمع جدة كان الأكثر قدرة على فتح المجال أمام عمل المرأة من بين مدن السعودية ويعود ذلك إلى طبيعة المدينة باعتبارها بوابة الحرمين الشريفين ويفد إليها كثير من الحجاج والمعتمرين والذي أسهم في توفر كثير من الفرص أمام المرأة للعمل وأصبح مجتمع الرجال محتاجا إليها في كثير من الوظائف التي تلائم طبيعتها في خدمة الزوار والسواح خاصة في التعامل مع المرأة الأجنبية إلى جانب البعد الاقتصادي لجدة باعتبارها العاصمة الاقتصادية للبلاد وفيها تداخل لثقافات وجنسيات من مختلف بلدان العالم.

وأوضحت أن المرأة في مجتمع جدة تحول من باحثة عن العمل إلى صاحبة عمل، بفضل الدعم الذي تجده من الجهات الحكومية والتسهيلات التي تقدمها الغرفة التجارية والتي كان لها دور بارز في نجاح كثير من سيدات الأعمال حتى باتت جدة من بين المدن في السعودية التي تجد المرأة فيها قابلية للعمل إلى جانب الرجل في ظل بيئة تحمي حقوق الطرفين وتؤمن الخصوصية للسيدات.

وبينت طاهر أنها دخلت إلى عضوية مجلس إدارة غرفة جدة بناء على تشجيع ودعم من رجال الأعمال الأعضاء في المجلس الذين شجعوا المرأة وأدخلوها ضمن فئة تنافس طائفة المرشحين للمجلس التي خاضت التجربة واستطاعت أن تضع لها بصمة ومقعدا بين الرجال في مجلس الإدارة وكانت تجربة مثيرة للاهتمام بأن بيئة العمل في مدينة جدة أصبحت مشجعة لعمل المرأة ودخولها بقوة في بيئة العمل وهو ما دفع الغرفة التجارية إلى التواصل مع صاحبات الأعمال والمبادرات لدعمهم في وحدة السيدة خديجة التي تقدم كثيرا من الدورات لمساعدتهن في الحصول على العمل.

من جانبه، قال زياد البسام رئيس مجلس إدارة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في غرفة جدة إن أسباب تعدد الفرص أمام المرأة في مدينة جدة يعود لعدد من الأسباب من أبرزها أن 76 شركة من أكبر الشركات العاملة في جدة وفقا لمعيار المنافسة لهيئة الاستثمار إلى جانب أن جدة حاضنة لمختلف الحضارات والثقافات واشتهرت بالبيوت التجارية التي أسهمت في تأسيس التجارة في البلاد، مشيرا إلى أن التركيبة الاقتصادية أسهمت في تشجيع المرأة على العمل وفتح المجال أمامها ونتج عن ذلك قيام مشاريع نسائية ناجحة.

وأوضح البسام أن المدن السعودية جميعها تشجع على عمل المرأة إلا أن جدة تميزت بارتفاع عدد الشركات الاستثمارية والصناعية التي استوعبت كثيرا من الشابات وهيأت لهم بيئة عمل تتناسب مع خصوصية المرأة. مبينا أن إدارة المنشآت الصغيرة أسهمت في تشجيع الشركات التي تسهم في إيجاد وظائف نسائية وذلك من خلال إقامة البرامج التدريبية المشتركة والتي كان لها الأثر الفعال في تشجيع قطاع الشركات على استقطاب النساء للمشاركة في التنمية الاقتصادية في البلاد.