«القطيف» تطلق أضخم حملة لتنظيف غابات المانجروف بجزيرة تاروت

بمشاركة عدد من المتطوعين والمتطوعات.. للمحافظة على البيئة البحرية

عدد من المتطوعين والمتطوعات في حملة تنظيف غابات المانجروف
TT

أطلقت بلدية محافظة القطيف (شرق السعودية) بمشاركة جمعية الصيادين في القطيف وكذلك بالتعاون والتنسيق مع فريق الصحة والبيئة في جمعية العطاء، إضافة إلى تعاون قسم صحة البيئة بشركة «أرامكو» وعدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، حملة جديدة لتنظيف غابات المانجروف في جزيرة تاروت.

وبدأ فريق العمل المكون من عمال رسميين إضافة إلى عشرات المتطوعين والمتطوعات، مهمته منذ 5:30 صباحا ولمدة 12 ساعة من خلال رفع كميات من الأنقاض تشمل مجموعة كبيرة من إطارات العجلات وقطع السجاد والأثاث، وكذلك الكثير من المخلفات البلاستيكية الخطرة على الحياة الفطرية التي تسببت في هلاك عشرات الطيور وأنواع مختلفة من الحيوانات جراء ابتلاعها.

وتعتبر غابات المانجروف ورغم أهميتها البالغة في الحياة الفطرية كونها تعد الرحم الذي يخرج لنا الأسماك والربيان في ساحل المملكة الشرقي على الخليج العربي، مكبا للنفايات، حيث لا يزال هناك من يرى عدم وجود أهمية لها، كما يؤكد ذلك لـ«الشرق الأوسط» نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني، الذي شدد على أن الحرص على نظافة هذه الغابات يعني الحرص على استمرار الثروة السمكية بالخليج.

وبين أن هناك تلفا كبيرا وجرفا تعرضت له غابات المانجروف نتيجة التعديات والدفن الجائر وغيرها، كما يمثل رمي النفايات والمخالفات فيها من المشكلات التي يتوجب حلها كون الاستفادة من هذه الغابات تقلص لأقل من 85 في المائة نتيجة لهذه العوامل التي يمكن التخلص منها من خلال التعاون الوثيق بين الجهات ذات العلاقة، سواء الرسمية أو الجمعيات التطوعية أو غيرها، كون الاهتمام بهذه الغابات هو اهتمام بالصحة العامة والحفاظ على ثروة غالية لهذا الوطن.

ورغم وجود بعض اللوحات الإرشادية التي وضعتها وزارة الزراعة والثروة السمكية، فإن ذلك لم يكن كافيا لإيقاف التعديات على هذه البيئة الطبيعية الجميلة والمهمة والتي يتوجب على الجميع المحافظة عليها.

ووضعت «أرامكو» ومن خلال إحدى الجمعيات المهتمة بالبيئة، خطة تقوم بموجبها بتنظيف غابات المانجروف في المنطقة الشرقية مرة واحدة على الأقل شهريا.

من جانبها، قالت الدكتورة نجوى بخاري التي ترأس الجمعية التي تقع تحت مظلة «أرامكو»، إن غابات المانجروف يجب أن تكون محمية طبيعية، لأنها ثروة لا تقدر بثمن، مبينة أهمية نشر ثقافة الحفاظ على شجر المانجروف لأهميتها للكائنات البحرية وغيرها بهبة من الله تعالى، مضيفة: «الجمعية عازمة على إيصال رسالة للجميع عما تملكه هذه الشجرة من مقومات كثيرة».

وطالبت الدكتورة بخاري بتكثيف المواضيع عن البيئة البحرية في المناهج الدراسية عن الشجرة وتنظيم حملات بمشاركة مدارس التعليم العام إلى هذه الغابات.

وبالعودة للصفواني الذي أكد أن شجر المانجروف يحتاج إلى حملات كثيرة من قبل جميع الجهات ووقف الردم والتجريف الذي دك جوانب البيئة البحرية، مشيرا إلى أن شجر المانجروف تحتاج لسنوات كثيرة حتى تكون كاملة النمو والفائدة، وهذا ما يتطلب جهودا حقيقية ومخلصة من الجميع للحفاظ على هذه الثروة الغالية.