رحيل عبد الرحمن الخريف مؤسس واحدة من أقدم الشركات العائلية

تضم 12 شركة متنوعة النشاط في 40 بلدا

الراحل عبد الرحمن الخريف
TT

غيب الموت إثر حادث مروري أول من أمس عبد الرحمن بن عبد الله الخريف، رئيس مجلس إدارة «مجموعة الخريف»، التي تعد من أبرز المجموعات الاقتصادية التي تعمل في ثلاثة مجالات حيوية، هي: الماء، والغذاء، والطاقة، وتنتشر في أسواق أربعين دولة في مختلف القارات.

وبرحيل الخريف الذي سيوارى الثرى اليوم الجمعة في العاصمة السعودية، تكون «مجموعة الخريف» العملاقة قد فقدت واحدا من مهندسيها الذين أوصلوا المجموعة إلى آفاق رحبة، بعد أن نجح في إرساء قواعد القطاع الزراعي في بلاده، وصنع مجموعة اقتصادية لها وجود في 40 بلدا من العالم، وتضم 12 شركة متنوعة النشاط، من أبرزها «شركة الخريف للبترول» التي تعد ضمن أبز الشركات المنتجة للمضخات الغاطسة، بحجم مبيعات يبلغ 3.8 مليار ريال (1.01 مليار دولار) وامتلاك ثالث أكبر مصنع في العالم في مجال إنتاج المحوريات الزراعية، وتأسيس المجموعة لشركات «كاسترول» السعودية، كإحدى الشركات العالمية في مجال إنتاج زيوت وتشحيم السيارات، وإنشاء مصنع لإنتاج المضخات الزراعية الرائدة في خدمة الإنتاج الزراعي.

بدأت المجموعة نشاطها عام 1957، حيث أطلق الراحل عبد الله بن إبراهيم الخريف، والد الأسرة، شركة عائلية، هدفها تقديم حلول متكاملة لمشاريع واسعة النطاق في المجال الزراعي والغذائي، وبعد رحيل الأب قاد نجلاه، عبد الرحمن وإبراهيم، تجربة ناجحة للنهوض بالشركة وتحويلها إلى مجموعة عملاقة يشار إليها بالبنان، متجاوزين مع أشقائهم من الجيل الثالث عناء الصعود والهبوط، تبعا لمؤشرات حركة الاقتصاد الكلي المحلي والعالمي.

وعندما واجهت الزراعة انخفاضا في الأسبقية، وقبل ذلك الأزمة المالية التي واجهت الاقتصاد نتيجة لعدم استيفاء الشركات لمستحقاتها لدى الدولة، قررت «مجموعة الخريف» الخروج من الزراعة إلى نشاطات ثلاثة، تمثلت في نشاط الصيانة والتشغيل، ومجال البترول الذي له علاقة بخبرة المجموعة في نقل المواد انطلاقا من الخبرة في جلب مضخة تستخدم في نقل المياه الحارة تم بيعها لشركة «أرامكو»، وكان ذلك مدخلا للمجموعة إلى مجال البترول، وقد ساعدت هذه الخطوة في تغيير اللعبة كلها بالنسبة لأنشطة المجموعة، واكتملت للمجموعة خطة التحول بتأسيس جهاز متخصص للتصدير نجح في فتح مجالات أوسع له في بعض الدول مثل السودان ومصر وكوبا وغيرها.

وقدم الراحل عبد الرحمن الخريف نصائح بخصوص أهم السمات التي يجب أن يتميز بها شباب اليوم للدخول في عالم الأعمال من خلال إيجاد مصدر آمن لرأس المال والتمويل، واختيار المجال بعناية ودراسة متأنية والتخلق دائما بأخلاق الصدق والثقة بالنفس، كما شدد على أن «إنتاج الغذاء في الخارج محفوف بالكثير من المخاطر وقد لا نتمكن من جلب إنتاجنا إذا رأت تلك الدول غير ذلك لأنه يعتبر مسألة سيادة»، وبالتالي فإن الزراعة الخارجية لن تعود بنفع على بلاده إلا وفق شروط. كما رأى الراحل الخريف أن السعودية سوف تعاني بشدة من توقف زراعة القمح على الرغم من أنها تستهلك اليوم في زراعة البرسيم أربعة أضعاف المياه التي كانت تستهلك للقمح، متوقعا أن تعود المملكة في يوم من الأيام لزراعة القمح محليا إن عاجلا أو آجلا، موضحا أن المملكة قادرة على زراعة القمح وغير القمح بهدف الاكتفاء الذاتي، «ولدينا تنوع جيد في المناخ، وعلينا أن نتجه لبناء محطات لتنقية المياه وأن نستثمر فيها مهما كلف الأمر ونعود لزراعة القمح ووقف زراعة الأعلاف لأنها تكلفنا الكثير من المياه».