تذمر من فرض السعودة على مهنة «عاملة النظافة» في المشاغل النسائية

شعاع الدحيلان لـ «الشرق الأوسط»: بعض صاحبات المشاغل يحضرن «خادماتهن» لسد العجز

أحد المشاغل النسائية في مدينة جدة
TT

يواجه نحو 4000 مشغل نسائي شرق السعودية ضغوطا من مكتب العمل بالمنطقة الشرقية بشأن المطالبة بسعودة مهنة «عاملة النظافة»، وهو أمر تصفه رئيسة لجنة المشاغل النسائية في الشرقية وعضو اللجنة الوطنية النسائية بمجلس الغرف السعودي شعاع الدحيلان، بـ«الأمر الصعب جدا»، مؤكدة أن كثيرا من صاحبات المشاغل يغطين هذا النقص بإحضار العاملة المنزلية الخاصة بهن لكي تقوم بتنظيف المشغل، وهو ما يكبدها دفع غرامة تقدر بـ5000 ريال حين يتم ضبطها من قبل مفتشات مكتب العمل.

وتابعت الدحيلان حديثها الخاص لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «أي عاملة يتم استقدامها لتكون مصممة أزياء أو مصففة شعر، فإنه من الصعب إلزامها بتنظيف المكان، ونحن بحاجة دائما لعاملة تتكفل بمهام التنظيف، ومسح الأرضيات، وتعقيم الفرش، ونحوه، طيلة فترات العمل اليومية وليس لفترة الصباح فقط»، مؤكدة أن وزارة العمل لا تمنح أي تأشيرة استقدام بمسمى «عاملة نظافة» لمشغل، ويقتصر الاستقدام على (خياطة، مطرزة، مصممة) فقط، حسب قولها.

وأضافت الدحيلان: «عندما ناقشنا مكتب العمل حول ذلك قالوا لنا إن هذه المهنة لا بد من سعودتها»، إلا أنها تقول: «بحثنا مرارا عن فتيات سعوديات لوظيفة (عاملة نظافة) في مشغل، ولم نجد، فهذا أمر نادر وصعب، وإن حدث فبالكاد نجد ثلاث أو أربع فتيات، بينما المنطقة الشرقية تضم 4000 مشغل نسائي، فكيف سنلبي احتياج هذا العدد الكبير؟!»، مشيرة إلى أن احتياج المشغل النسائي من عاملات التنظيف يتم تقديره حسب حجم المشغل، ويراوح في المشاغل الكبيرة بين 3 و4 عاملات.

ونتيجة لذلك، لجأ عدد كبير من صاحبات المشاغل لإحضار العاملة المنزلية الخاصة بهن لكي تتولى مهام تنظيف المشغل، بحسب ما تكشف عنه الدحيلان، التي تضيف: «عمل العاملة المنزلية في المشغل - وإن كانت على كفالة صاحبة المشروع - فإن ذلك يغرمها 5000 ريال من مكتب العمل». وتتابع: «لقد حاولنا كثيرا سعودة هذه المهنة، لكن لا بد أن نكون واقعين جدا في هذا الموضوع، نتمنى سعودة المشاغل 100 في المائة، لكن هناك مهنا من الصعب سعودتها، على رأسها مهنة عاملة النظافة».

من جانبها، تواصلت «الشرق الأوسط» مع المتحدث الرسمي لوزارة العمل حطاب العنزي، حول تشغيل العاملات المنزليات في المشاغل النسائية؛ إذ رد على ذلك بالقول: «أي شخص يعمل عند غير صاحب العمل الذي استقدمه يعد مخالفا للنظام، وأي عامل يعمل بغير العمل الذي تم استقدامه من أجله يعد أيضا مخالفا للنظام، رجلا كان أو امرأة».

وحول الصعوبات التي تواجه صاحبات المشاغل النسائية في سعودة بعض المهن وإمكانية مساعدة الوزارة بهذا الشأن، قال العنزي: «وزارة العمل تضع أنظمة وقوانين ولوائح، ولا توظف»، مؤكدا أن صندوق الموارد البشرية لديه قوائم تضم أسماء طلاب العمل تحت اسم «طاقات»، وهو ما يساعد على توظيف وسعودة المهن، حسبما يفيد.

من جهة ثانية، فما زالت حصة السعوديات من العمل في قطاع المشاغل النسائية ضعيفة؛ إذ لا تتجاوز 10 في المائة فقط، بينما تسيطر العاملات الوافدات على نحو 90 في المائة من مهن قطاع التجميل والخياطة، بواقع 40 ألف وظيفة تقريبا تشغلها الوافدات، وذلك حسبما أوضحت رئيسة لجنة المشاغل النسائية في الشرقية، التي تعلق على انخفاض نسبة السعوديات بالقول: «السبب هو رفض السعوديات تلك الوظائف، فالخريجات لم يوافقن على الوظيفة نتيجة رفض الأسر لطبيعة العمل».

ويأتي حديث الدحيلان منسجما مع نتائج دراسة أعدتها غرفة الشرقية مؤخرا، حول واقع قطاع المشاغل النسائية في المنطقة الشرقية، أكدت نتائجها على «نظرة المجتمع السعودي السلبية وثقافة العيب تجاه مهنتي الخياطة والتجميل»، وهو ما بينت الدراسة أنه «أسهم إلى حد كبير في إحجام الفتيات السعوديات عن تعلم هذه المهن أو ممارستها، ما أدى إلى اعتماد المشاغل والمراكز النسائية على العاملات الوافدات من جنسيات مختلفة، وباتت المشاغل تعج بهذا النوع من العاملات».

وتتفق معها عضو لجنة المشاغل النسائية بغرفة الشرقية رمزية الشيخ، التي أضافت بالقول: «لا بد من التأكيد على أهمية ربط مفهوم العمل الحرفي بنفوس الناشئة من خلال ربطه بالأنشطة اللامنهجية في المدارس، وتخصيص حصص عن بعض الحرف، كما يمكن أن يكون للتجميل نصيب من ذلك لأهمية دخول المرأة فيه من خلال موهبتها، وهنا الاستثمار الحقيقي والفعلي الذي ينعكس إيجابيا على الأداء والنشاط الاقتصادي».

وتابعت الشيخ حديثها قائلة: «فكر الفتيات السعوديات بدأ في الأعوام الأخيرة يميل إلى الحرف، فكثيرا ما يحبذن مهنة (الكوافير)، ويسعين إلى الحصول على تراخيص للعمل في هذا المجال، ولكن المشكلة تكمن في أنهن يرفضن الانخراط في العمل لاكتساب الخبرة، فبمجرد قدرتهن على العمل البسيط، يحبذن العمل المستقل في قطاع المشاغل.. ما يخلق نوعا من العشوائية والفوضى».