مختصون: «الترشيد» وسيلة لضبط النفقات في القطاع الدوائي بالسعودية

«قصتي مع السكري».. شبكة مغلقة خاصة للمرضى

اختتمت «جمعية السكري السعودية» حملتها الأخيرة بفحص أكثر من 500 شخص (واس)
TT

تشهد دول الخليج العربية ارتفاعا في قطاع الرعاية الصحية، بسبب النمو السكاني وانتشار أمراض العصر اللامحدودة، ومن المتوقع أن يصل معدل الإنفاق على القطاع الصحي في الخليج إلى 79 مليار دولار عام 2015، كما أشارت التقارير إلى تجاوز ميزانية الدواء بالسعودية عشرة مليارات ريال.

وفي السياق ذاته طالب مختصون في القطاع الصحي في السعودية بضرورة الترشيد للوصول إلى ضبط النفقات في هذا القطاع، مؤكدين أنه مهما أنفقت الحكومات على صحة أفرادها وعلاج أمراضهم، فهناك دائما المزيد من المتطلبات والمعايير التي ترفع قيمة الفاتورة وتشكل عبئا اقتصاديا على ميزانية الدولة.

وبيّن البروفسور إبراهيم السراء رئيس مجلس إدارة الجمعية الصيدلية السعودية أن الزيادة السكانية والتوسع في تقديم الخدمات الصحية، وتقصي مسببات الأمراض وانحسار رقعة التوعية الغذائية وانتشار فكرة الحياة المرفهة، إلى جانب تضاؤل أي مجهود بدني، أدى إلى تفشي أمراض العصر، ونتجت عنه أعباء جسيمة لمصروفات النفقات على هذا القطاع.

وغالبا ما تنطوي أدوار الأطباء على توفير التوجيه والإرشاد للمرضى، بهدف مساعدة المريض للتغلب على التحديات بأفضل الطرق، حيث بيّن الدكتور عبد الرحمن الشيخ رئيس الجمعية السعودية للسكري، استشاري الغدد الصماء بمستشفى سليمان فقيه، أن دور الأطباء يكمن في المشورة والمساعدة الطبية للمريض أيضا.

إلى ذلك، استثمرت جمعية مرضى السكري في السعودية التقنية في الترشيد، وخلق سبل تواصل مع المصابين بالمرض نفسه من شتى أنحاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص لتبادل الخبرات والأساليب العلاجية ومشاركة بعضهم بعضا آلية التعايش مع المرض الذي لا سبيل للخلاص منه. فأطلقت مؤخرا بالتعاون مع جمعيات السكري في منطقة الشرق الأوسط مجتمعا خاصا بالمصابين بالسكري عبر الإنترنت، يهدف إلى تقديم الدعم والمشورة للأشخاص المصابين بالمرض، وتبادل النصائح والتوصيات حول كيفية التعايش بنجاح مع المرض.

ويعد مجتمع «قصتي مع السكري» شبكة مغلقة خاصة للمرضى فقط، وقد انضم إلى المجتمع أكثر من ألف عضو من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بقيادة سفراء «قصتي مع السكري».

ويسعى المجتمع إلى إمداد المريض بالدعم والمشورة، ما يوفر للأشخاص الذين يعانون من ذلك المرض منصة للتواصل مع الآخرين في ظروف مماثلة، ويتيح لهم مناقشة القضايا التي تكون في دائرة اهتمامهم بجانب تبادل النصائح والتوصيات حول كيفية العيش بنجاح مع حالتهم.

وبيّن الشيخ أن هذا المجتمع الإلكتروني يعد قيما لأصحاب المهن الطبية أيضا، الذين يدركون أهمية وجود شبكة لتدعمهم لاستكمال علاج المريض، وقال: «غالبا ما تنطوي أدوارنا على توفير التوجيه بقدر المشورة الطبية لمساعدة المرضى في التغلب على التحديات».

من جهتها بينت دعاء فاضل سفيرة «قصتي مع السكري» في السعودية، التي أصيبت بالمرض منذ أن كانت في سن الخامسة عشرة، أنها باتت تتعايش مع المرض بصورة طبيعية دون أن تشعر بالاختلاف عن أي شخص آخر، وقال: «لا شك أن تجربة المشاركة من خلال الموقع الإلكتروني لـ(قصتي مع السكري)، تعد بمثابة بوابة تساعد كل مريض على التعايش مع مرضه بطريقة صحية سليمة».

وأوضح صلاح موسى مدير عام شركة «سانوفي» في السعودية المختصة باكتشاف وتطوير وتوزيع الحلول العلاجية التي ترتكز على حاجات المريض: «إن المرضى الذين يتعايشون مع النوع الثاني من السكري في كثير من الأحيان هم بحاجة إلى أكبر قدر من الدعم، خصوصا عندما يحتاجون إلى تغيير نمط حياتهم».

وأشار إلى أن أفضل الطرق لرفع مستوى الوعي بالمرض وتقديم الدعم للمريض يتم من خلال المرضى أنفسهم، وقال: «نحن نشجع مرضى السكري على الانضمام إلى هذا المجتمع الذي أصبح شبكة متنامية من الأفراد الملهمة والمعلومات المفيدة التي توفر المعرفة والخبرة والتوصيات دائما». وبيّن أنه يمكن للأفراد المهتمين التسجيل عبر الإنترنت والبدء في المشاركة بالمحادثات المرتبطة بمرض السكري وطرح أسئلة، بالإضافة إلى إمكانية نشر مقالات مختلفة وصور أو فيديو وحتى بناء مجموعات أصدقاء خاصة بهم.