إطلاق أول مركز بحثي متخصص في مجال مرض التوحد في الرياض

من خلال منحة بحثية بلغت 45 مليون ريال قدمتها «سابك»

400 حالة توحد جديدة يكشف عنها سنويا بين الأطفال في السعودية، وفي الصورة أحد الأطفال المصابين خلال مشاركته في برنامج توعوي («الشرق الأوسط»)
TT

قدرت مصادر طبية أن عدد المصابين بمرض التوحد في السعودية يتراوح ما بين 200 إلى 400 طفل سنويا، في وقت يسعى فيه مركز متخصص في مجال أبحاث التوحد إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية شاملة للتعرف على حجم الإصابة بالمرض وتحديد الأعراض المختلفة ما بين المصابين، وهو الأمر الذي يعده المختصون حجر الزاوية لتطوير الخدمات العلاجية والرعائية لأسر الأطفال المصابين بالتوحد.

وكان مستشفى الملك فيصل التخصصي افتتح يوم الأربعاء الماضي أول مركز أبحاث للتوحد، من خلال منحة بحثية بلغت 45 مليون ريال قدمت من قبل شركة «سابك»، بهدف تفعيل الجهود البحثية طبيا لإعداد قاعدة بيانات حول المرض محليا، بينما ينتظر مشاركة تلك البيانات بعد استكمالها مع مراكز بحثية بمنطقة الخليج العربي.

وأوضح الدكتور قاسم القصبي، المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن تدشين المركز يمثل نقلة نوعية في إطار إيجاد منظومة فاعلة لأبحاث التوحد في المملكة، وبين أن المركز يهدف إلى تطوير أساليب التشخيص والعلاج والتعامل مع المرضى الذين يعانون مرض طيف التوحد، من ثم نشر تلك النتائج والأبحاث وتعميمها على الذين يتعاملون مع المعانين المرض.

وبحسب القائمين على مركز أبحاث التوح فإن من أهداف المركز أن يكون بيئة حاضنة لتدريب ورفع مستوى الكوادر الوطنية في مجال تأهيل مرضى التوحد، وإجراء البحوث التطبيقية، وتبادل المعرفة، وبناء الشراكات مع أبرز الجهات العلمية المتخصصة في العالم في أبحاث وعلاج التوحد.

وقال الدكتور رامي نيازي، المدير المكلف لمركز أبحاث التوحد: «إن تشخيص التوحد يعد من أكثر الإجراءات تعقيدا، مما يتطلب توافر فريق عمل متكامل مكون من أقرباء المريض والطبيب المعالج ومختصين في الطب النفسي وعلاج التخاطب والتربية الخاصة والعلاج الوظيفي»، ومؤكدا أهمية تأسيس مركز أبحاث متخصص لوضع أطر علمية دقيقة للتعامل مع هذا الاضطراب بالمملكة في القطاعين الصحي والتعليمي وما سواهما من القطاعات الأخرى.

وأشار نيازي إلى أن أبرز البرامج البحثية التي يجريها المركز لا تزال في مرحلة التطوير، مشيرا إلى أن التركيز حاليا ينصب على تقنين الأدوات المستخدمة في التدخل المبكر والكشف عن أمراض التوحد، لافتا إلى أن آلية التسجيل مفتوحة للجميع ولا يلزم أن يكون لدى الطفل ملف في المستشفى نفسه.

ولمح إلى أن أولوية التشخيص تعطى للأطفال الأصغر أعمارا ممن هم مصابون بالمرض، ومشيرا إلى أن المركز لديه برنامج لتطوير المدارس التي تختص بتدريس المصابين بمرض التوحد.

ولفت المدير المكلف لمركز أبحاث التوحد إلى أن أبرز مؤشرات المرض هي ضعف الاستجابة عند الطفل لاسمه أو التواصل البصري، وقال: «إن على أولياء الأمور الانتباه لأطفالهم من خلال تلك المؤشرات الظاهرية للمرض».

وفي ذات السياق، بين الدكتور حسين الشمراني، استشاري نمو وسلوك الأطفال بمركز أبحاث التوحد في المستشفى التخصصي، أن التوحد يعرف بأنه اضطراب نمائي عصبي يؤثر على تطور المصاب في مجالات التواصل والمهارات الاجتماعية والتخيل مع وجود سلوكيات نمطية وروتين غير طبيعي، مشيرا إلى أن سمات التوحد تظهر على الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، أي خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره.

وأشار الشمراني إلى أن سمات المرض تختلف بين طفل وآخر، مشيرا إلى أن تفادي أو ضعف التواصل البصري يعد أبرز تلك السمات، وذلك إلى جانب قلة اهتمامه بالأشخاص المحيطين، وعدم إصداره أصوات المناجاة مثل الأطفال الطبيعيين، وصعوبة فهم انفعالات وعواطف الآخرين.

ولفت الشمراني إلى أن السمات تختلف في المراحل العمرية الأكبر، حيث يتحدث المريض بنبرات غير سوية ويقوم بحركات غير طبيعية، وقد تنتابه نوبات صراخ وغضب شديدة، إضافة إلى تأخر في تطور الكلام أو فقدانه كليا، والتعلق غير الطبيعي ببعض العادات الروتينية التي لا معنى لها.