السعودية تعزز سياحتها الداخلية بـ42 مهرجانا لصيف 2013

تنطلق غدا من الرياض برعاية الأمير خالد بن بندر والأمير سلطان بن سلمان

شهدت مهرجانات العام الماضي زيارة أكثر من 12 مليون سائح بعضهم قدموا من الدول المجاورة («الشرق الاوسط»)
TT

تطلق العاصمة الرياض غدا الأحد، حفل فعاليات صيف السعودية 2013، الذي تقيمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع مجالس التنمية السياحية في المناطق واللجان المنظمة لمهرجانات الصيف، برعاية الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وذلك في ساحة العلم بالدرعية.

وتتضمن مناسبة إطلاق فعاليات الصيف، إعلان اللجان المنظمة للمهرجانات في جميع المناطق، عن تفاصيل المهرجانات والفعاليات السياحية الصيفية التي ستقام في كل منطقة، وذلك بحضور مسؤولي المهرجانات وعدد من مسؤولي مجالس التنمية السياحية في المناطق ومنظمي الرحلات السياحية وعدد من المستثمرين والمهتمين بالشأن السياحي في البلاد.

من جهة أخرى أنهت الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركاؤها في المناطق استعداداتهم لإطلاق فعاليات مهرجانات صيف 2013، متضمنة 42 مهرجانا في مختلف المناطق، التي تشمل مئات الفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية والتراثية، التي تلبي احتياجات كافة شرائح المجتمع.

وتعمل حاليا أكثر من 130 شركة ومؤسسة في مجال تنظيم الفعاليات، عملت الهيئة على تأهيلها وتطوير أدائها في تنظيم المهرجانات من خلال 28 دورة تدريبية لتطوير القدرات المتخصصة بالفعاليات، وثماني رحلات لاستطلاع التجارب العالمية المميزة في مجال تنظيم المهرجانات.

بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار استعداداتها لخدمة السياحة المحلية ودعمها خلال صيف هذا العام من خلال الحملات التسويقية، للمهرجانات السياحية، ومراقبة منشآت الإيواء، ودعم مشغلي الخدمات السياحية، والتنسيق مع الأمانات والبلديات لتحسين المنتزهات.

وكشفت الهيئة عن تأهيل 130 مؤسسة لتنظيم الفعاليات في السعودية، وتدريب أكثر من 1500 منظم وتنمية قدراتهم، بالإضافة إلى استقطاب الخبرات الدولية لتطوير الفعاليات والمهرجانات السياحية، والتنويع في الفعاليات لتشمل المجالات الثقافية والتراثية والرياضية والمغامرات الشبابية والبيئة والترفية والتسوق.

ووفق تقرير لإدارة البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار فقد ارتفع عدد هذه المهرجانات من 20 مهرجانا في 2005 إلى أكثر من الضعفين خلال 2012، كما ارتفع عدد زوار هذه المهرجانات من 875 ألفا في 2005 إلى أكثر من 12 مليونا في 2012.

وبحسب التقرير فقد تجاوزت العوائد الاقتصادية للمهرجانات السياحية منذ 2005 وحتى نهاية 2012 (17 مليار ريال) من خلال ما جذبته المهرجانات من رحلات سياحية، وسكن، وتنشيط للحركة السياحية والأسواق والمطاعم ومراكز الخدمات المختلفة في المناطق التي تقام فيها المهرجانات، إضافة إلى الحركة الاقتصادية في مواقع المهرجانات. حيث أسهمت المهرجانات السياحية خلال السبع سنوات الماضية حتى نهاية 2012 في توفير أكثر من 54 ألف فرصة عمل مؤقتة تركزت في المناطق التي تقام فيها هذه المهرجانات.

وفي هذا الإطار تنظم الهيئة العامة للسياحة والآثار، الملتقى السعودي لصناعة الفعاليات متضمنا إطلاق مؤتمر فعاليات صيف السعودية لعام 2013، وذلك يوم الأحد المقبل تحت رعاية الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة.

وسيشهد الملتقى حفل إطلاق فعاليات صيف السعودية في ساحة العلم بالدرعية مساء الأحد، ويتضمن عروضا مسرحية للفعاليات ومسيرات كرنفالية وأنشطة مختلفة، بالإضافة إلى خيمة المعرض المصاحب التي تتضمن أجنحة لأكثر من 35 مهرجانا للصيف وللمهرجانات الرئيسة وأجنحة للجهات المشاركة ببرامج منظمي الرحلات وذلك بساحة العلم بالدرعية.

وتسعى هيئة السياحة من خلال تنظيم الملتقى إلى تعزيز التواصل بين أطراف الصناعة في مجال تنظيم المهرجانات والفعاليات، ومنظمي الرحلات السياحية، ونقل المعرفة وتقوية قنوات الاتصال بين العاملين في هذا المجال، وتطوير قدرات منظمين الفعاليات والمهرجانات ومنظمي الرحلات، وإبراز أهمية الفعاليات والمهرجانات ودورها في تكوين وجهات سياحية جديدة.

كما توفر الهيئة وسائل للخدمات المعلوماتية عن السياحة المحلية من خلال 5 مراكز داخلية للمعلومات السياحية في المطارات، إضافة إلى 15 مركزا في المتاحف والأسواق في مختلف المناطق تتكون من منصات عرض المعلومات المطبوعات والنشرات، إلى جانب 150 مركز معلومات إلكترونية تعمل ذاتيا على مدار الساعة ومتصلة بالإنترنت لإدارتها وتحديث بياناتها وتحتوي على قاعدة بيانات شاملة لجميع الخدمات السياحية لتعريف السائح بالمواقع السياحية، والترويج للمنشآت والخدمات والأنشطة السياحية، حيث خصصت الهيئة صفحة السياحة السعودية بشعارها «غنية بتنوعها» على موقعي «فيس بوك» و«تويتر» وقناة يـ«يوتيوب» وعدد من المنتديات السياحية مثل منتدى «المسافرون العرب»، إلى التواصل الاجتماعي مع أكبر شريحة من المجتمع المحلي والخليجي، وتقديم كافة المعلومات والعروض والبرامج السياحية والفعاليات الخاصة بالسياحة في السعودية.

وفي مجال الإشراف على قطاعات الإيواء والسفر والسياحة تكثف الهيئة رقابتها على هذه القطاعات في الصيف، حيث قامت فرق تابعة لفروع الهيئة في المناطق بجولات على الفنادق والوحدات السكنية المفروشة لمراقبة الأسعار والتأكد من جودة الخدمة المقدمة، وتهيئتها قبل موسم الصيف والمهرجان، ودعت الهيئة مالكي منشآت الإيواء السياحي للالتزام والتقيد بإظهار لوحة قائمة الأسعار المعتمدة من الهيئة في مكان بارز.

وخصصت الهيئة عددا من القنوات لتلقي الشكاوى، من خلال مركز الاتصال السياحي المجاني وموقع الهيئة الإلكتروني، حيث تعمل الجهة المختصة على التعامل مع الشكوى في نفس وقت وصولها، وإحالة الشكوى لوحدة العمليات إذا كان الأمر يتطلب زيارة للموقع وتقديم تقرير بذلك.

وعملت الهيئة على دعم الرحلات السياحية الداخلية لشركات تنظيم الرحلات من خلال برنامج «مساندة برامج الرحلات السياحية» الذي تقدمه الهيئة العامة للسياحة والآثار وأسهم في تنفيذ 84 برنامجا لرحلات سياحية محلية في مختلف مناطق المملكة من خلال منظمي الرحلات السياحية المرخصين من الهيئة شملت جولات سياحية ورحلات سياحة ثقافية، وتسلق جبال، ورحلات غوص، ورحلات سفاري.

وقد رخصت الهيئة لـ173 منظم رحلات سياحية بعد تأهيلهم لمتطلبات تنظيم الرحلات السياحية المحلية، واعتمدت 375 حتى 2012م، والتي تم إدراجها ضمن الحملات التسويقية للهيئة.

وبهذا الخصوص يرى عمرو خليفة أحد أعضاء مؤسسة الرحلات العربية المعنية بالسياحة الداخلية، أن السعودية تمتاز بوجود مناطق خلابة وبيئات متنوعة بطبيعتها، فتوجد البيئة الصحراوية، والجبلية، والساحلية والبحرية، ومنها ما يتخلله آثار تاريخية يغفل عنها الكثير، ومن هذه الأماكن كهف أم جرسان في خيبر، وجبل شذا في المخواة الذي يعتبر من أكثر المناطق السياحية جذبا للعوائل، ومنطقة جبل إبراهيم في الجنوب، إضافة إلى الكثير من الأودية منها وادي الحكاك وغدير البنات الذي يكتمل جمال الطبيعة فيه في موسم هطول الأمطار.

وقال «المجتمع السعودي لديه فكرة عن بعض المناطق السياحية الداخلية، ولكنهم يجهلون كيفية الذهاب إليها، ونحن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، نسعى لإظهار هذه المناطق والفعاليات إلى كافة الشباب والعائلات لتعريفهم بهذه الثروات التي نمتلكها».

وشدد على ضرورة التفات المكاتب السياحية والجهات المختصة إلى هذه المناطق من خلال تفعيل البرامج والأنشطة بشكل منظم لعكس جمال الجزيرة العربية بمختلف بيئاتها، وأنه على الشباب الاطلاع والبحث في هذا المجال الذي يتضمن الكثير من المفاجأة والمتعة، إضافة إلى اطلاع الصغار من النشء على هذه الأنشطة المفيدة التي تشغل أوقات الفراغ وتطور المدارك وتعزز الثقة بالنفس وتزيد الإيمان بالتفكر في مخلوقات الله.

من جهته يرى سعيد عسيري نائب رئيس اللجنة السياحية في جدة أن السياحة الخارجية ليست معوقا للسياحة الداخلية بل مطورة وذات أثر على الإنماء داخليا، وهي روح وواقع تخلق منافسة مطلوبة بين الدول والمجتمعات الواعية لاستقطاب السياح على مدار العام وليس في الإجازات كما يتبعه العرب مع الأسف، مبينا أن السبب الرئيس في أي معوق هو ثقافة الفرد وليس المجتمع بأسره، فالفرد الواعي يستطيع أن يؤثر في خلق بيئة عمل ومكان واستقطاب سياحة داخلية باحتراف.

ويرى أن القيم والمحافظة عليها هي المقوم الرئيس لمناطق الجذب الداخلية وهو ما يجهله فئة اعتاد بعضها على ختم الجواز كل فترة ولم يعد ليلهم إلا معاشا ونهارهم سباتا ويأتون في نهاية الفترة محملين بجيوب خاوية، بلا استفادة ولا إفادة، مشيرا إلى فئة أخرى وصفها بالراقية في سياحتهم وطريقة تنظيمها من خلال استقطاع جزء منها محليا، وهذه الفئة يصلح أن يطلق عليهم سفراء وطن فهم كالمطر حيثما حلوا نفعوا.

وأوضح عسيري أن السعودية تملك كل مقومات السياحة الداخلية النقية، باعتبارها تملك قيمة مضافة لحياته ولأسرته، ابتداء من الطقس البارد في الطائف إلى عسير «رحلة مطر وغابة وشجر» التي لا تصل درجة الحرارة فيها إلى أكثر من 26 درجه مئوية وفي بعض الأماكن 16 درجة صيفا في وقت تصل درجة الحرارة في مدن مشهورة عالميا إلى 43 درجة مئوية.

وزاد، «السعودية يوجد فيها الكثير من المدن المتشبعة بالخدمات والمرافق والمهرجانات الهادفة التي تناسب كافة أفراد الأسرة»، مشيرا إلى أن تنظيم المواطن لسياحته مبكرا من خلال حجز السكن والطيران الأثر الإيجابي في استمتاعه بإجازة بلا تعب.

وبين أن المهرجانات السعودية هي المبادرة فكرا وعملا وجذبا على مستوى الخليج، وأنها رافد قوي لتلك المدن وعامل جذب جيد، إلا أنه يعاب على بعضها التكرار والاستنساخ وتحتاج بعض المهرجانات وليس الكل إلى تغيير ثوبها لكي تكون أكثر جاذبية.

إلى ذلك، أكد المهندس محمد المعجل رئيس اللجنة السياحية ورئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الرياض الذي سينطلق خلال الأيام القليلة الماضية، أن المهرجان لهذا العام سيحمل الكثير من الفعاليات الجديدة والمتنوعة من مختلف الجهات المشاركة التي تستقطب جميع أفراد العائلة كبارا أو صغار رجالا أو نساء من مسارح استعراضية ومسابقات وجوائز وهدايا يومية وتخفيضات مذهلة، بالإضافة إلى المنتجعات والمتنزهات الترفيهية.

وستشهد العاصمة السعودية خلال إجازة الصيف أربعة مهرجانات، تجري فعاليات مهرجانين منها في مدينة الرياض وهما مهرجان الرياض للتسوق والترفيه ومهرجان صيف أرامكو الرياض، بينما يقام في مدينة شقراء مهرجان شقراء السياحي، وفي الخرج مهرجان صيف الخرج.

ومن خلال خمسة مهرجانات، تقضي المنطقة الشرقية إجازة الصيف، حيث يقام مهرجان التسوق والترفيه بالأحساء ومهرجان النخيل والتمور في مدينة الأحساء، وفي الخبر والدمام هناك برنامج «أرامكو السعودية» الثقافي ومهرجان صيف الشرقية ومهرجان صيف سايتك، وستحتضن منطقة عسير مهرجان أبها يجمعنا، ومهرجان صيف النماص، كما هو الحال في منطقة المدينة المنورة من خلال مهرجان صيف طيبة، ومهرجان ينبع البحري.

وتشهد منطقة الباحة إقامة مهرجانين في مدينة بلجرشي، وهما مهرجان العسل الدولي السادس، ومهرجان صيف الباحة. وبالمقابل، تستقبل منطقة الجوف ثلاثة مهرجانات خلال الصيف، ففي مدينة القريات يقام صيف القريات، أما في سكاكا فهناك الجوف حلوة، وبمدينة طبرجل مهرجان طبرجل السياحي.

وفي مكة المكرمة تجري فعاليات خمسة مهرجانات، تنظم منها الطائف مهرجان الطائف أحلى وأحلى ومهرجان المانجو، ويقام في مدينة جدة مهرجانها الشهير جدة غير 15، أما مدينة رابغ فلديها مهرجان الساحل الغربي، وفي القنفذة والليث هناك مهرجان القنفذة والليث البحري.

وتستضيف منطقة القصيم عشرة مهرجانات، نصيب مدينة بريدة منها مهرجانان هما مهرجان النخلة والتمور وصيف بريدة، وكذا مدينة عنيزة من خلال مهرجان عنيزة للتمور ومهرجان صيف عنيزة، ومدينة المذنب بمهرجاني صيف المذنب وتمور المذنب، ومهرجان واحد في الأسياح ومهرجان بلدة الخبراء التراثي، وصيف البكيرية، وأخيرا مهرجان صيف الرس.

أما منطقة تبوك فتعيش الصيف مع خمسة مهرجانات، ثلاثة منها في مدينة تبوك وهي مهرجان صيف تبوك ومهرجان الورود والفواكه ومهرجان الغوص، بينما تستضيف أملج مهرجان أملج أجمل.