وزير المياه: معدل استهلاك الفرد في جدة يتجاوز ضعف المعدل الأوروبي

المملكة الأولى عالميا في إنتاج المياه المحلاة بنسبة 20%

المهندس الحصين وزير الكهرباء والمياه يلقي كلمته أمس خلال تفقده مشروع تحلية المياه في مدينة جدة
TT

حذر وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله الحصين من ارتفاع معدل استهلاك الفرد للمياه في مدينة جدة إلى مستويات قياسية تصل إلى ضعفي المعدل الأوروبي.

وقال الحصين خلال تفقده أمس مشروع تحلية المياه في مدينة جدة الذي دشنه أخيرا أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل: «مع التوسع الهائل في إنتاج المياه المحلاة والتكلفة الباهظة، ما زلنا في لهاث مستمر لملاحقة الطلب على الماء بسبب استهلاكنا المنزلي الجائر. وعلى سبيل المثال، فإن معدل الاستهلاك في مدينة جدة ارتفع من 200 لتر للفرد في اليوم عام 1430 إلى أكثر من 300 لتر للفرد بداية العام الحالي، وهو ارتفاع ليس له ما يبرره، ولا علاقة له البتة بتزايد عدد السكان؛ إذ إن زيادة السكان تقابلها زيادة في الإنتاج».

وأضاف أن معدل استهلاك الفرد في جدة الآن يتجاوز ضعف المعدل الأوروبي، وثلاثة أضعاف المعدل الألماني، مع ما حباهم الله به من تنوع في المصادر وانخفاض في التكاليف مقابل شحها في المملكة وارتفاع تكلفتها. وتابع: «لو كنا نستهلك المعدل الأوروبي، أي نحو 150 لترا للفرد في اليوم، لكان لدينا ضعف حاجتنا».

وأشار إلى أن بدايات العمل في مجال تحلية المياه يعود إلى عام 1346، عندما أمر الملك عبد العزيز باستيراد التين لتحلية مياه البحر؛ بهدف إيجاد مصدر ثابت لسقيا سكان جدة وتخفيف ما يجده الحجاج والمعتمرون من عنت الحصول على الماء عند وصولهم جدة في طريقهم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، لتتوالى بعدها مشاريع محطات التحلية ويقفز الإنتاج من 300 ألف متر مكعب من المياه يوميا إلى أكثر من 5 ملايين متر مكعب من المياه المحلاة يوميا تنتجها محطات التحلية في القطاعين العام والخاص، ولتتبوأ المملكة مركز الصدارة عالميا في هذا المجال بنسبة تقارب 20 في المائة من الإنتاج العالمي.

ولفت إلى أن محطة التناضح العكسي في جدة التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 240 ألف متر مكعب يوميا، تشكل طاقة إضافية مقدارها 20 في المائة للمحطات العاملة في جدة والشعيبة التي خصص إنتاجها لسد احتياج مدينة جدة، وليصل بذلك استهلاك جدة إلى أكثر من 1.2 مليون متر مكعب يوميا، بحصة للفرد تتجاوز 300 لتر في اليوم، وتعد هذه المحطة أكبر محطة تناضح عكسي في العالم وبلغت تكلفتها قرابة مليار ريال.

وأضاف الحصين أن ميزانية المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لهذا العام شهدت اعتماد محطة تحلية جديدة بطاقة قدرها 600 ألف متر مكعب يوميا، ويجري السعي لرفع طاقتها لتبلغ مليون متر مكعب يوميا لمقابلة احتياجات مدن المنطقة الرئيسية وبعض محافظاتها، ليصل إنتاج محطات المنطقة إلى نحو 3 ملايين متر مكعب يوميا.

إلى ذلك، قال محافظ تحلية المياه المالحة الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم: «يعلم منسوبو المؤسسة يقينا أن ما يصنعونه من عمل يمتد من الأرض إلى عنان السماء، ليشترك مع أجر الآخرة العظيم، وذلك لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة سقيا الماء). لذا فإن أجمل وصف أود أن أطلقه على منسوبي المؤسسة أنهم (السقاة)، ولهذا اللفظ مدلولات عظيمة ومتعددة، فمن ينتج قطرات الحياة كان لزاما عليه أن يكون صديقا لمجتمعه معينا للحياة».

ووجه كلامه إلى وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله الحصين فقال: «وعدت بإنشاء هذه المحطة، فوفيت».