«خريجو الثانوية».. عين صوب جامعات محلية وأخرى على أجنبية

وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية: المستوى الأكاديمي الجامعي في السعودية ينافس نظيره العالمي

جامعة الملك سعود في العاصمة الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

بعد أن أنهت الجامعات والكليات السعودية حفلات تخرج طلابها، فتحت تلك الجامعات والكليات أبوابها مع مطلع يونيو (حزيران) الحالي، لقبول الطلاب المستجدين، سواء في المدن الجامعية أو الكليات العسكرية أو حتى الجامعات الإلكترونية، التي أصبحت تجتذب شرائح كبيرة من المجتمع السعودي.

وفي المقابل، هناك من خريجي المرحلة الثانوية من بدأ برحلة البحث عن فرص أكاديمية لدراسة البكالوريوس في جامعات خارجية، والبعض الآخر لم يحدد بعد توجهه الأكاديمي لقلة معدله التراكمي، أو لعدم تحديده للتخصص الذي يرغب في الالتحاق به، وهناك من يعد العدة للتسجيل في عدد من الجامعات المتاحة في جميع المناطق السعودية.

وأفصح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد العوهلي وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية، أن الجامعات السعودية لا تقل جودة في السنوات الأخيرة عن نظيراتها خارج البلاد، مرجعا ذلك إلى التفوق الملحوظ في خريجي الجامعات المحلية عن الخارجية، والدولة أعطت الفرصة لطلابها في الداخل والخارج وفق اشتراطات أكاديمية معينة.

وأشار وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية، إلى أنه عند تخرج الطالب من المرحلة الثانوية، فإنه يجب عليه أولا تحديد معايير واضحة في رغباته التعليمية أو ميوله الأكاديمي، ليتسنى له اختيار التخصص الذي يريده دون أي تردد، مشددا على المتخرجين من المرحلة الثانوية هذا العام بضرورة التعرف على الجامعات ونوعية التخصصات وما تقدمه تلك التخصصات، بحيث يستطيع الطالب أن يرى الميزات والإيجابيات للمنهج العلمي لكل جامعة، سواء محلية أو أجنبية، وبالتالي يتم تحديد التخصص المرغوب، مبينا أن فرصة الابتعاث للمرحلة التاسعة لخريجي الثانوية لهذا العام لدرجة البكالوريوس، تقتصر فقط على التخصصات الطبية، وهذا هو المتاح حاليا، أما «الماستر» والدكتوراه، فقد شملت عددا من التخصصات، الأمر الذي سيحجم نسبة الابتعاث في المرحلة التاسعة (حسب تعبيره).

ولم يفصح وكيل وزارة التعليم العالي عن الأعداد التي من الممكن أن تستوعبها الجامعات السعودية لخريجي المرحلة الثانوية للعام الدراسي الحالي، مرجعا ذلك إلى عدم موافاة الجامعات بعدد الكراسي التعليمية المتاحة لديهم حاليا، مفيدا بأنهم بانتظار ما سيردهم من الأعداد المتاحة للمقاعد الدراسية لتلك الجامعات خلال الأيام القليلة المقبلة.

من جهتها، أعلنت وزارة التعليم العالي على موقعها الرسمي مؤخرا، فتح باب التقديم على المرحلة التاسعة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ابتداء من مطلع شهر رمضان المقبل، وحتى منتصف الشهر نفسه، ودعت الراغبين في الابتعاث ضمن البرنامج إلى المبادرة بالتسجيل عبر موقع الوزارة الإلكتروني.

وأوضح الدكتور ناصر الفوزان وكيل الوزارة لشؤون البعثات، أن الابتعاث في المرحلة الجديدة سيشمل مراحل الماجستير والدكتوراه، والزمالة الطبية، بالإضافة إلى البكالوريوس، التي يقتصر القبول فيها على التخصصات الطبية، وبين وكيل الوزارة لشؤون البعثات أن الوزارة عملت كما هو متبع في كل عام على مراجعة المراحل السابقة وتقييمها في ضوء النتائج والمعلومات التي يتم رصدها وتحليلها حول البرنامج من حيث التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، ودول الابتعاث وجامعاتها، وشروط التقديم بشكل عام، مشيرا إلى العمل على إدراج ثلاثة تخصصات جديدة تشمل الإعلام الرقمي، والاقتصاد، وجيولوجيا التعدين.

وتابع: «يضاف إلى ذلك تخصصات الطب، وطب الأسنان، والعلوم الطبية، والهندسة، والحاسب الآلي بجميع تخصصاتها، بالإضافة إلى العلوم الأساسية (الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء)، والعلوم الإدارية (المحاسبة، المالية، التأمين، التسويق)، والنقل البحري، وتقنية النانو، والقانون»، مبينا أن الابتعاث في الدراسات العليا سيقتصر على امتداد التخصص أو في التخصصات ذات العلاقة بكل تخصص.

ولفت الدكتور الفوزان إلى أن الترشيح سيتم وفق حاجة المناطق والمحافظات، وبحسب نسبة أعداد السكان في السعودية بموجب إحصاء السكان الأخير، الصادر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، للإسهام في دفع عملية التنمية المتوازنة في جميع المناطق.

وأكد وكيل الوزارة للبعثات أنه يجب على المتقدم أن يكون سعودي الجنسية، وأن لا يكون شاغلا لوظيفة حكومية، مع ضرورة الانتظام الكلي، والتفرغ للدراسة، والإقامة في بلد الابتعاث، وأن تتم معادلة الشهادة السابقة من جهة الاختصاص إذا كانت من الخارج، وأن يكون لائقا طبيا، موضحا أنه ينبغي لمن يريد الالتحاق بمرحلة البكالوريوس أن لا يزيد عمره على 22 سنة، ولمن يريد الالتحاق بمرحلة الماجستير أن لا يتجاوز 27 عاما، بينما لا يزيد عمر المتقدم للابتعاث لمرحلة الدكتوراه على 35 عاما.

وحث الدكتور الفوزان المتقدمين على تسجيل جميع البيانات بصورة دقيقة وصحيحة، مشيرا إلى أن خلاف ذلك سيؤدي إلى إلغاء ترشيح المتقدم.

وعلى صعيد الجامعات المحلية، أعلنت الجامعة السعودية الإلكترونية، فتح باب القبول لحملة الثانوية العامة وما يعادلها من الطلاب والطالبات، لدراسة البكالوريوس بكليّات الجامعة للعام الأكاديمي 2013 - 2014 هـ, ابتداء من يوم السبت المقبل، لمدة 11 يوما، عن طريق بوابتها الإلكترونية.

وقد بيّنت وزارة التعليم العالي عند تدشين هذه الجامعة قبل سنتين، أن دخول هذه الجامعة في مضمار التعليم العالي يمثل نمطا جديدا من التعليم إلى فضاء التعليم العالي السعودي، حيث إنه روعي في برامجها الأكاديمية أن تكون وفق أفضل المواصفات العالمية وملبية للاحتياجات التنموية لتنضم إلى شقيقاتها الجامعات الحكومية في تقديم تعليم عالٍ نوعي ومنافس لأبناء هذه البلاد والمقيمين على أرضها.

وأوضح الدكتور أحمد الربيع عميد القبول وشؤون الطلاب في الجامعة السعودية الإلكترونية، أن القبول سيتاح في كلية العلوم الإدارية والمالية في عدد من التخصصات التقنية والصحية والمحاسبية، وذلك في مختلف فروع الجامعة بالرياض، وجدة، والدمام، والمدينة المنورة، والقصيم، والجوف، وأبها، مشيرا إلى أن الجامعة تقبل الطلاب والطالبات الحاصلين على الشهادة الثانوية العامة، أو ما يعادلها لنيل درجة البكالوريوس من الكليات المذكورة آنفا، دون النظر إلى سنة التخرج, على أن لا يكون المتقدم أو المتقدمة تم فصلهما من أي جامعة بقرار تأديبي أو ملتحقين بجامعات أخرى, مبينا أن القبول النهائي للطلاب المتقدمين سيكون بحسب المفاضلة بينهم.

وسيتم افتتاح بوابة القبول الإلكتروني على موقع الجامعة، في جامعة العلوم الصحية في كل من الأحساء، جدة والرياض، لعام 2013 - 2014، لمدة أسبوع ابتداء من 15 يونيو (حزيران)، حتى يوم السبت 22 يونيو 2013، حيث سيتم تقسيم المتقدمين على 3 مجموعات في 3 أيام متتالية للمقابلة الشخصية تبدأ الاثنين وتنتهي الأربعاء، ولن يكون هناك فرق بين أول الأيام وآخرها.

إلى ذلك، فتحت كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية بالظهران ومركز الدراسات الصحية بالرياض ومعاهد التمريض النسوية التابعة لها وتحت إشرافها في كل من الرياض والطائف وخميس مشيط وتبوك وحفر الباطن للعام الدراسي باب القبول لبرنامجي البكالوريوس والدبلوم، بالإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة لخريجي الثانوية العامة للطلاب والطالبات.

وأوضح المقدم منصور الحميدي مدير إدارة الشؤون العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة، أن الاهتمام والدعم من قبل الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يأتي من خلال ما يوليه وزير الدفاع ونائبه الأمير فهد بن عبد الله بن محمد بوجه عام والإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة بوجه خاص للدور الفعال بالمشاركة الدؤوبة في مسيرة التعليم والتدريب بالسعودية.

وأضاف: «يأتي ذلك انطلاقا من استراتيجيات التعليم والتدريب والأبحاث بالخدمات الطبية بتسخير جميع الإمكانات؛ سواء على مستوى المراكز المتخصصة التي روعي في تجهيزها توفير أرقى التقنيات الحديثة، وتقديم أحدث المناهج والوسائل التعليمية المتقدمة وهيئة تدريس تمثل نخبة من الخبرات الوطنية والمتخصصة في المجالات الطبية والفنية والإدارية، مما يؤهل الخريجين والخريجات للانضمام للمنظومة الصحية من خلال تلك التخصصات الصحية، وصولا للمساهمة ببناء الإنسان السعودي بمختلف المناطق».

من جانبها، حددت جامعة القصيم 25 يونيو (حزيران) الحالي، موعدا للقبول بكليات الجامعة المنتشرة بمدينة بريدة، وجميع محافظات المنطقة، وذلك عن طريق موقعها الإلكتروني على أن تسلم الوثائق المطلوبة للطلاب والطالبات للبريد السعودي، وقد نشرت عمادة القبول والتسجيل بالجامعة معلومات وإرشادات تفصيلية عن القبول وآلياته وطريقة التقديم والتخصصات المتاحة للقبول والشروط الواجب توفرها لدى المتقدمين والمتقدمات، والاختبارات التحريرية المطلوبة لبعض التخصصات، مشددة على أن قبول الطلاب لهذا العام سيكون عبر البريد السعودي، كما هو الحاصل في قبول الطالبات، في السنوات الماضية، حيث أثبتت العملية نجاحها الكبير.

كما أعلنت جامعة طيبة بالمدينة المنورة أن موعد الترشيح سيكون عن طريق شبكة الإنترنت لقبول أكثر من 17 ألف طالب وطالبة في الجامعة للعام الدراسي الجديد، بحسب مدير الجامعة الدكتور عدنان المزروع، الذي أكد أن الجامعة ستفتح أبوابها للترشيح الذي يستمر إلى يوم الأربعاء 26 يونيو الحالي لكثير من البرامج والكليات للقبول عن طريق موقع الجامعة على شبكة الإنترنت، مفيدا بأن الجامعة ستبدأ في استقبال مستندات المرشحين للقبول عن طريق البريد السعودي على دفعات، بدءًا من يوم السبت الموافق 29 يونيو الحالي، مبينا أنه يمكن الاطلاع على البرامج المتاحة وشروط الترشيح للقبول والإجراءات المتبعة والمواعيد المهمة من خلال دليل الالتحاق بالجامعة عبر موقعها الإلكتروني.

هذا السيناريو يتكرر مع كل نهاية عام دراسي، بالنسبة لطلاب الثانوية العامة حديثي التخرج، حيث أصبح قبولهم في الجامعات وتحديد التخصصات هاجسا راودهم خلال هذه الفترة، خصوصا الذين لم يقوموا بتحديد رغباتهم أو التخصصات التي يرون أنفسهم فيها، بالإضافة إلى الآباء والأمهات الذين يحرصون، ويؤكدون على أن الجامعات هي الضامن لمستقبل أبنائهم، غير أن عددا غير قليل منهم يحرص على الالتحاق بالجامعة لمجرد الدراسة فقط والحصول على الشهادة استجابة لرغبات الآباء وضغوطهم.

وقد أصبح بعض الشباب خلال هذه الفترة بالتحديد، وهي الفترة الفاصلة بين وقت التخرج وعملية التقديم على الجامعات، يتملكهم هاجس التفكير في بدائل أخرى وتخصصات تناسب قدراتهم، وتلبي احتياجات سوق العمل في المجالات التقنية والفنية والتسويق والانخراط في المجالات العصرية التي تلبي حاجة الوطن من الكوادر الوطنية المؤهلة على مستوى عالٍ.