السعودية تعلن اكتشاف السلسلة الجينية لفيروس «كورونا» الحديث

نشرت التسلسل على الموقع الإلكتروني لبنك الجينات العالمي

TT

أعلنت وزارة الصحة السعودية تمكنها من دراسة تكتل حالات عدوى المنشآت الصحية المكتسبة لمتلازمة الجهاز التنفسي التاجية الشرق أوسطية كورونا (MERS-COV) ووضع تسلسل الترتيب الجيني للفيروس وبشكل متكامل، وذلك خلال فترة قياسية من ظهور حالات التفشي التي حدثت في محافظة الأحساء.

وقال الدكتور محسن الحازمي رئيس اللجنة الصحية في مجلس الشورى السعودي إن نشر الوزارة هذا الإعلان يساعد بشكل أوسع في فهم تركيبة الفيروس، وبالتالي يسهم الخبراء والباحثون في التوصل إلى علاج.

وقالت الوزارة في بيان إن نخبة من الباحثين من السعودية وبريطانيا درسوا بشكل عاجل الخصائص الوراثية الناجمة عن تفشي متلازمة الجهاز التنفسي التاجية الشرق أوسطية (كورونا) بالتعاون مع علماء من جامعة كوليدج في لندن ومعهد «ويلكوم ترست سانجر»، وعدت خطوة إيجابية نحو متابعة تطور وتحور الفيروس مع مرور الوقت وتساعد في خطوات التشخيص وإيجاد آلية سريعة لتشخيص المرض.

وأوضح الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أنه تم فعليا تسجيل تسلسل جيني كامل لأربعة مرضى من حالات تفشي المرض في الأحساء بالمنطقة الشرقية على قاعدة بيانات بنك الجينات اعتبارا من أمس، وقال إن التسلسل متاح للجميع طبقا للأعراف الطبية المتبعة دوليا، وذلك عبر موقع بنك الجينات على الشبكة العنكبوتية.

وفي هذا الإطار دعت وزارة الصحة جميع الباحثين من الداخل والخارج وذوي الاختصاص إلى الرجوع لبنك الجينات على أرقام الإضافة والاستفادة من هذه الخطوة العلمية التي تأمل الوزارة أن تسهم في تطور العلم والإسراع في إيجاد لقاح لهذا المرض، وللتعرف أكثر على الفيروس، حيث إن المعلومات الحالية المتعلقة به لا تزال قليلة، ولا يوجد له لقاح مضاد أو علاج.

من ناحيتها، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا عبر بعثتها التي زارت البلاد حديثا، نشرت فيه خبرات المملكة وتجاربها في التعامل مع الفيروس ومعرفة خصائصه من خلال إلقاء مزيد من الضوء على الأشكال الوبائية للفيروس موضحة محدودية المعلومات حول هذا الفيروس، كما أبانت طرق انتقال الفيروس من شخص لآخر وطريقة تشخيصه وعلاجه.

وعرضت المنظمة التدابير التي اتخذت في المملكة للتقصي والسيطرة على المرض الذي تفشى في الأحساء، وحثت جميع الدول، وبالذات إقليم شرق المتوسط، على تكثيف إجراءات التقصي الوبائي، وكانت وزارة الصحة قد نشرت هذا البيان على موقعها الإلكتروني.

وتشكل فيروسات «كورونا» فصيلا كبيرا يشمل فيروسات يمكن أن تسبب نزلات البرد، وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب متلازمة العدوى التنفسية الحادة (سارس). ومعظم حالات الإصابة بهذا الفيروس بسيطة، ومن أبرز أعراضه: ارتفاع درجة الحرارة، آلام في الجسم، احتقان بالحلق، ورشح وسعال؛ حيث تستمر هذه الأعراض لمدة أيام ثم تختفي، إلا أن فيروس «كورونا» الذي ظهر أخيرا هو فيروس جديد لا يعرف حتى الآن الكثير عن خصائصه وطرق انتقاله، وتعكف الوزارة مع منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين على معرفة المزيد من المعلومات حوله.

ومدة الحضانة الخاصة بالفيروس غير معروفة، ولكن فترة الحضانة للأنماط المعروفة لفيروس «كورونا» تقارب الأسبوع، وهي - في الغالب - لا تختلف عنها.

ويختلف فيروس «كورونا» الجديد بشكل واضح من الناحية الجينية عن الفيروس المسبب لـ«سارس»، وتتم حاليا متابعة فحوصات الحالات المصابة، وعندما تكتمل ستعطي صورة أكثر وضوحا.

وبناء على الحالات المكتشفة، شملت الأعراض عوارض تنفسية حادة، تصاحبها حمى وسعال وضيق وصعوبة في التنفس، كما أنه لا توجد حتى الآن براهين تحدد طريقة انتقاله من شخص إلى آخر، ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال العدوى الموجودة في أنواع فيروس «كورونا» الأخرى. وتسعى وزارة الصحة مع شركائها في المنظمات الدولية، بما فيها منظمة الصحة العالمية، إلى معرفة المزيد حول طرق انتقاله، بما في ذلك الانتقال عن طريق الحيوانات.