26% من مرضى الكلى في السعودية على قائمة انتظار عمليات زراعتها

182 مركز غسيل في جميع المناطق

TT

حذر أطباء مختصون في أمراض الباطنية من تزايد مستمر في أعداد المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلي على امتداد السنوات الماضية. واستنادا إلى المعدلات الحالية، يتوقع أن يتجاوز العدد 15 ألف مريض في نهاية عام 2015، بزيادة تعادل 8.2%.

ويمثل مرض الكلى المزمن تحديا رئيسا في الرعاية الصحية لجميع بلدان العالم، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض الكلى والمسالك البولية تتسبب في أكثر من 850 ألف حالة وفاة خلال الخمسة أعوام الماضي حول العالم، والأسوأ في الموضوع أن نسبة محدودة جدا من المرضى لديهم إمكانية لإجراء زراعة الكلى.

وأوضح الدكتور عدنان الألفي، استشاري أمراض الباطنة والكلى في وزارة الصحة: «تبذل السعودية جهودا حثيثة في تقديم وتطوير الخدمات وتأمين حصول المرضى على العلاج ونشر الوعي لديهم، حيث وصل عدد المراكز الحالية نحو 182 مركزا لغسيل الكلى، مزودة بـ4755 جهازا للعناية بأكثر من 12 ألف مريض، في الوقت الذي تقدم وزارة الصحة نسبة كبيرة من هذه التسهيلات مع مساهمات من قطاعات حكومية أخرى إلى جانب القطاع الخاص، في ظل التوقعات بأن يصل أعداد المرضي نحو 15 ألفا بحلول 2015، بزيادة تصل إلى 8% عن الوقت الحالي».

وأضاف الألفي: «لقد لوحظ ازدياد مستمر في عدد المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلي على امتداد السنوات الماضية، فمن بين 12 ألف مريض يخضعون لغسيل الكلى هناك نحو 26% مسجلون في قائمة الانتظار للخضوع لعمليات زرع الكلى، و20% تم تقييم حالاتهم لضمهم إلى قائمة الانتظار».

جاء ذلك في وقت نظم فيه نادي المدينة لعلاج أمراض الكلي، بالتعاون مع إحدى الشركات العاملة في مجال الرعاية الصحية بالسعودية، أول منتدى طبي بهدف التصدي لمخاطر مرض الكلى المزمن في المدينة المنورة، حيث شارك أطباء ومختصون في علاج أمراض الكلي من كافة مناطق المملكة في الجلسات العلمية، التي ركزت على عرض من قبل أعضاء مجتمع طب الكلى المحلي لتجاربهم من أجل تحسين أوضاع مرضى الكلى المزمن ومساعدتهم على التحكم في مستويات الفوسفور لديهم، الذي يعد أحد العوامل الأساسية في الحفاظ على حياة المرضى. وقال الدكتور سعد الشهيب، أستاذ واستشاري أمراض الكلى، بجامعة الملك عبد العزيز: «إن مرضى الكلى بحاجة للإرشاد حول مستويات الفوسفات لديهم، حيث إن خطر الوفاة نتيجة مرض الكلى المزمن المترافق مع خلل معدني أكثر بثلاثة أضعاف من خطر الوفاة الناتج عن غسيل الكلى غير الفعال، وأكثر مرة ونصف من خطر الوفاة الناتج عن فقر الدم لدى مرضى غسيل الكلى المنتشر، وقد تبين أن مستويات الفوسفور في الدم غير الطبيعية تشكل عامل خطر ومؤشرا للوفاة، في الوقت الذي أظهرت فيه الدراسات أن دواء (سيفيلامير» يعزز معدل النجاة من الموت بنسبة 35% قياسا بالعلاج التقليدي».

وعن أهمية التحكم في مستوى الفوسفات في الدم، بين الدكتور أيمن كركر، استشاري أمراض الكلى رئيس خدمات الكلى بالمنطقة الشرقية: «إن تقلبات الفوسفور تبدأ في وقت مبكر لدى المصابين بمرض الكلى المزمن والاعتلال المعدني والعظمي، لكن تقلبات الفوسفور في الدم لا يتم كشفها إلا في المراحل المتأخرة من المرض، فقد تبين أن معدلات الفوسفور في الدم مرتبطة بازدياد معدلات الوفاة وبالتدهور السريع نحو حالة الفشل الكلوي، وأن مرضى الكلى المزمنة الذين لا يخضعون لغسيل الكلي ولا يتناولون مقيدا للفوسفور معرضون لخطر الوفاة بدرجة أعلى من الذين يتناولون دواء مقيدا للفوسفور».

من جهته، يقول الدكتور بدر الحميد، استشاري أمراض وزراعة الكلى رئيس قسم الكلى ومركز الملك عبد العزيز لغسيل الكلى في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة: «إذا لم يتم معالجة المرضى في مرحلة مبكرة، فسوف يتعرضون لمضاعفات خطيرة تودي بحياتهم. ونحن في هذا المنتدى نسعى لإطلاع الأطباء على أحدث نظم العلاج التي يمكن أن تساعد مرضى الكلى المزمن على التحكم في مستوى الفوسفور من دون زيادة مخاطر الإصابة بتكلس القلب والأوعية الدموية ومن ثم الوفاة».