«الاستثمارات الموسمية» تلوح بأزمة سكن إثر ارتفاع الإيجارات 20% في العاصمة المقدسة

عضو بغرفة مكة المكرمة: الإسكان الدائم غاب وسط التركيز على الحج والعمرة

يعد موسما الحج والعمرة فرصة واسعة لاستثمار العقاريين لكنها تنذر بمعرقلات سكن على المدى البعيد
TT

دعت جهات عقارية متخصصة إلى إحداث تكتلات اقتصادية لشركات إسكانية كبرى لمواجهة أزمة سكن ارتفعت إلى 20% مع الدخول الفعلي لإجازة الصيف في ظل انحسار العرض وتزايد الطلب بنسبة 8% عن 2012.

وتواجه العاصمة المقدسة عجزا لاحت بوادره مع قرب دخول مواسم العمرة والحج من كل عام، نظير لجوء كثير من الأسر المكية وكبار المستثمرين إلى تحويل بعض أحياء مكة المكرمة إلى مناطق سكن حجاج دون النظر في عمليات التأجير السنوي كبقية مدن السعودية.

وقال بندر الحميدة، عضو اللجنة العقارية في مكة لـ«الشرق الأوسط»، إن جزءا كبيرا من الاستثمار العقاري أصبح في سكن الحجاج، وأضحت الغالبية العظمى منهم يتهافتون نحو شراء عقارات سواء كانت عن طريق الأراضي أو العمائر السكنية على شكل أبراج تيمنا بنجاحات استثمارية مشابهة حققتها مجموعة من الشركات الاستثمارية في المناطق المركزية ومناطق إسكان الحجاج والمعتمرين.

وعطفا على ذلك، ذهب الحميدة إلى الحديث عن ارتفاع نسبة الطلب على مساكن الحجاج، وهو ما سماه معادلة عكسية يدفع ضريبتها الراغبون في السكن الدائم عن طريق الإيجارات السنوية، لرأب صدع العجز الواضح والذي ارتفعت وتيرته في السنوات الخمس الأخيرة خاصة عقب الانتهاء عمليات الإزالة الواسعة في الشامية وجبل عمر.

وعاب عضو اللجنة العقارية غياب الرؤية الشاملة للمخاطر التي تحف بقطاع الإسكان، مؤكدا في السياق ذاته، أن هناك كثيرا من المقبلين على الزواج فضلوا الخروج خارج المنطقة السكنية الوسطية، وجنحوا نحو الخروج على الأطراف بسبب إلغاء فكرة الإسكان السنوي الدائم، وهتاف كثير من المستثمرين لزيادة رؤوس أموالهم عن طريق زيادة حجم الإنفاق على الاستثمارات الموسمية.

وطالب الحميدة إلى ضرورة إيجاد تكتلات استثمارية مطورة لقطاع الإسكان الدائم لنمذجة أسلوب يحاكي الواقع المعيشي اللازم لكثير من الشباب الراغبين في بناء مساكن تعنى بتنشيط هذا القطاع في ظل ارتفاع متزايد في قطاع المساكن الدائم.

ولجأت كثير من الأسر المكية نحو إنشاء عمليات واسعة ضمن منظومة تطويرية ذات أبعاد دينية واقتصادية واجتماعية، بحسب محمد القرشي وهو مستثمر بقطاع الحج في حي العزيزية، ويضيف أن المشاريع العقارية في الخطة التطويرية تشكل نقلة نوعية في العقارات المحيطة بالحرم المكي الشريف تهدف إلى توزيع الفائدة على المنطقة كلها وليس فقط المنطقة المركزية الواقعة ضمن منطقة المسجد الحرام.

وقال القرشي: «شهدت الأعوام الماضية اهتمام مجموعة كبيرة من المستثمرين في مكة المكرمة باستثمار المواسم فقط، وبشكلٍ خاص موسم الحج والعمرة في شهر رمضان، وهو ما تمخض عنه ضعف المعروض في السكن الدائم في العاصمة المقدسة، ونتيجة ذلك كانت خلق معوقات للباحثين عن مساكن، خاصة من العرسان حديثي الزواج.

ورأى بعض المستثمرين أن خريطة مكة التوسعية لم تتغير منذ 10 سنوات في وقتٍ تشهد فيه العاصمة المقدسة نموا سكانيا هو الأعلى من نوعه في البلاد، حيث ارتفعت نسبة إلى 20% وسط ارتفاع مقدر بـ8% عن 2012.

ويقول القرشي «يعمل الكثير من ملاك العقارات إلى تأجير الوحدات السكنية في المباني المحيطة بالمسجد الحرام على شكل شهري أو سنوي، وهذا يكون مشروطا ويفرض على المستأجر خروجه في مواسم الحج والعمرة في شهر رمضان الكريم، الأمر الذي يشكل عائقا أمام المستأجرين الذين يزداد أعدادهم باستمرار».

بدوره أفاد صالح الزهراني، وهو شاب يبحث عن مسكن في حي الشوقية، بأن المشكلة زادت وتيرتها بعد خروج كثير من الأهالي عن مخططاتهم التي اعتادوا أن يقطنوها مبينا في ذات السياق أن كثيرا من الشباب خرج عن نطاق الحرم بسبب الغلاء الزائد وغير المبرر في ظل ندرة العرض وكثرة الطلب على المساكن.