«درجة الحرارة العالية» تبكر في حصاد التمر بمزارع النخيل شرق السعودية

أنواع من التمور بدأت في النضوج قبل موعدها المعتاد سنويا

درجات حرارة الصيف المرتفعة التي تشهدها المنطقة أدت إلى نضوج عدد من تمور النخيل قبل موعد حصادها السنوي («الشرق الأوسط»)
TT

ساعد الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، خاصة في فترة المساء بعدد من مناطق السعودية وبالتحديد في المنطقة الشرقية، في التعجيل بحصاد التمر عند المنتجين بمختلف أنواعه، في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب مع قرب شهر رمضان، والذي تنشط فيه مبيعات التمر بشكل كبير.

ومع أن ارتفاع درجة الحرارة وكثافة الغبار لا تروق لأحد فإن ذلك يبعث السرور في قلوب المزارعين، لكونه يهيئ أجواء مناسبة لما يعرف بـ«طباخ التمر»، وهو توصيف يفضل البعض اختصاره لموضوع الارتفاع في درجة الحرارة في فترة المساء عدا كونها حارة جدا في فترة النهار.

وقال المهندس عبد المحسن الشايب مدير مركز النخلة الخرفي بمحافظة الأحساء شرق البلاد إن موسم الرطب ذي الجودة العالية مثل «الخلاص»، سيتقدم هذا الموسم لمدة لا تقل عن شهر عما كان عليه في مواسم سابقة، حيث إن هذا النوع من الرطب يكون جاهزا للحصاد في شهر أغسطس (آب) نتيجة للحرارة الشديدة والرطوبة العالية على مدار الساعة تقريبا، وخصوصا في فترة النهار وتكون الأجواء في وقت المساء كافية من أجل أن نضوج ثمرة «الرطب»، والتي يعقبها كما هو معروف مرحلة الإتمار.

وأضاف: «في ظل الارتفاع الشديد والحركة النشطة للهواء والغبار بدأت طلائع الرطب تظهر وبدأ يتشكل بمختلف أنواعه»، وقال: «منتجات نخيل الأحساء تصدر إلى عدد من المناطق الرئيسية في المملكة، وبعض الدول الخليجية، وبعضها يغير اسمه حسب المنطقة»، مشيرا إلى وجود منتجات زراعية في الأحساء غير الرطب وغيرها من منتجات النخيل باتت شبه جاهزة للقطاف، ومن بينها العنب والتين والخوخ وغيرها، وبكل تأكيد حرارة الأجواء المرتفعة لها دور فعال في ذلك.

وعادة ما يكون شهر أغسطس من كل عام هو موسم حصاد الرطب وغيره من الخضراوات والفواكه من مزارع المنطقة الشرقية بشكل خاص، والمملكة بشكل عام نتيجة الارتفاع في الحرارة والرطوبة، إلا أن درجات الحرارة المرتفعة كثيرا هذا العام بكرت في الوصول إلى مرحلة النضج والحصاد ليكون في شهر يونيو (حزيران) الحالي ويوليو (تموز) المقبل ويكون شهر أغسطس مكملا لمراحل الحصاد وليس الانطلاقة.

من جانبه، بين العالم الزراعي الدكتور منصور البقشي أن درجات الحرارة المرتفعة لها دور فعال في سرعة الأثمار وأن ثلاثة أيام تكون فيها الحرارة مرتفعة ليلا ونهارا، وقد تكون كافية بشكل كبير لإكمال نضوج الكثير من أنواع الثمار ومن بينها الرطب.

وأضاف: «حاليا ظهرت بعض الأنواع من الرطب كما باتت أنواع أخرى من الثمار من الخضار والفواكه جاهزة للقطف وهذا يعني أن رمضان هذا الموسم سيشهد توافرا كبيرا لأنواع كثيرة من منتجات المزارع، وخصوصا النخيل مما سيساعد في انخفاض أسعار على العكس تماما لو أن طلائع هذه الثمار تكون خلال هذا الشهر الفضيل فهذا يعني أن أسعارها ستكون مرتفعة».

ويتوقع أن تشهد طلائع رطب الخلاص ارتفاعا كبيرا في السعر يتجاوز 50 ريالا لكمية كيلوغرامين، على أن ينخفض السعر تدريجيا مع توافره في السوق خلال أسبوعين على الأكثر من بدء حصاد الطلائع، في حين بدأت طلائع الأنواع الموجودة بالسوق مثل المجناز بقيمة 30 ريالا للكيلوغرامين، وهذا يعطي انطباعا واضحا من أن رطب الخلاص هو المفضل لدى شريحة واسعة من المستهلكين.