أمين المنطقة الشرقية لـ «الشرق الأوسط»: لا توجد لدى الأمانة مشاريع متعثرة وندرس إقامة أكبر واجهة بحرية

المهندس فهد الجبير قال إنهم يتعاونون مع «أرامكو» ووزارة الزراعة لتوفير ما تحتاج إليه المنطقة من الأراضي

المهندس فهد الجبير أمين المنطقة الشرقية (تصوير: عمران حيدر)
TT

كشف المهندس فهد الجبير، أمين المنطقة الشرقية، عن توجه الأمانة للاستثمار في المتنزهات والواجهات البحرية، حيث تخطط لتنفيذ أكبر واجهة بحرية في العالم العربي بطول 110 كيلومترات تمتد من الخبر حتى رأس تنورة، كما تحدث الأمين عن تأخر المشاريع وعن خطط الأمانة لامتصاص الاختناق المروري الذي تعانيه المنطقة، وكذلك عن أسعار الأراضي ومحجوزات «أرامكو».

ولفت الجبير، في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أن الأمانة تعمل وفق رؤية جديدة وبرامج وخطط ستسهم في تطوير مدن الحاضرة، موضحا أن الأمانة ليس لها أي شأن في تحديد أسعار الأراضي، حيث إن هذه سوق واسعة تعتمد على العرض والطلب، وكذلك المزايا التي تتوافر في المخططات والكثافة السكانية والخدمات المتوافرة، كما تطرق إلى عدد من المواضيع.. فإلى نص الحوار:

* ما الرؤية الجديدة للأمانة؟

- تعمل أمانة المنطقة الشرقية انطلاقا من رؤيتها وبرامجها وخططها الاستراتيجية على تطوير مدن الحاضرة فيما يخص كافة المجالات التخطيطية والعمرانية والتنموية، ومن تلك البرامج تطوير المخططات السكنية غير المنماة في مدن حاضرة الدمام لفك الاختناقات، سواء كانت سكانية أو مرورية، والتنسيق مع الجهات الخدمية الأخرى لتزويد هذه المخططات بالبنى التحتية قبل عملية التطوير.

كما أن هناك برنامج تحسين وتطوير الأحياء السكنية وزيادة استيعابها المروري ومحاولة حل المشاكل التي كانت تعانيها.

وفي جانب الحركة المرورية، قامت الأمانة بوضع برامج للنقل والمرور على المدى القريب والبعيد، تهدف إلى فك الاختناقات المرورية والعمل على سهولة تدفق وانسيابية حركة المرور. ولدى الأمانة عدد من البرامج، منها: برنامج تحسين وتنظيم المحاور والمداخل، وبرنامج تحسين وتنظيم التقاطعات، وبرنامج جسور المشاة، وبرنامج المشاريع المعمارية الذي يهدف إلى توفير المباني الخدمية والمرافق العامة.

وكذلك برنامج الواجهات البحرية والشواطئ في مدن الحاضرة، حيث بلغ طول الواجهات البحرية المنفذة (40 كيلومترا طوليا)، والتي تحت التنفيذ (4 كم ط)، والتي تحت الدراسة (110 كيلومترات)، إضافة إلى برنامج الحدائق المركزية والمتنزهات، لتكون الأكبر على مستوى العالم العربي.

* ماذا عن تصريف مياه الأمطار؟

- فيما يخص أعمال تصريف مياه الأمطار وتخفيض مستوى منسوب المياه الجوفية في مدن الحاضرة، وضعت الأمانة برنامجا يتضمن أعمال التنفيذ لشبكات تصريف مياه الأمطار بالأحياء السكنية والخطوط التجميعية لهذه الشبكات ومحطات الضخ وخطوط الطرد الرئيسة، وقد بلغت نسبة تغطية المناطق المأهولة 48%.

* هل تستشعر الأمانة حجم الضغوط التي يعيشها الساكن في حاضرة الدمام أو الزائر لها بسبب الزحام والاختناقات المرورية؟

- ساهمت مشاريع تطوير التقاطعات التي تنفذها أمانة المنطقة الشرقية في حل كثير من الاختناقات المرورية التي تشهدها حاضرة الدمام مؤخرا، حيث باتت الطرق أكثر انسيابية من السابق. وكانت أمانة الشرقية قد وضعت خطة لتطوير 25 تقاطعا في كل من الخبر والدمام تشمل إنشاء جسور وأنفاق، واستطاعت الانتهاء من تنفيذ كثير منها، وسيتم خلال الفترة المقبلة بدء تنفيذ ثلاثة تقاطعات جديدة بمدينة الدمام.

* ما حلول الأمانة للاختناق المروري الذي أصبح مشكلة يومية؟

- في هذا الجانب، تواصل أمانة المنطقة الشرقية تنفيذ مشروع تحسين وتطوير التقاطعات، ففي مدينة الدمام استطاعت أن تحول طريق الملك فهد إلى طريق شرياني يربط مطار الملك فهد غربا ويخترق وسط مدينة الدمام وصولا إلى مدينة الخبر، كما ساهمت خطة الأمانة في إيجاد طريق شرياني سريع يربط جنوب الدمام بشمالها عبر تحويل طريق الأمير نايف إلى طريق سريع يحتوي على عدد من الجسور، وفي مدينة الخبر تعمل الأمانة على تحويل كل من طريق الملك عبد الله وطريق الملك عبد العزيز إلى طرق سريعة عبر إنشاء عدد من الجسور والأنفاق، وذلك بهدف التصدي لمشكلة الازدحام والاختناقات المرورية بالمنطقة.

* ماذا أنجزت الأمانة في استراتيجية النقل العام التي كثر الحديث عنها سابقا؟

- هذا المشروع يعد إضافة جيدة وممتازة لحاضرة الدمام والمحافظات الرئيسة فيها، والقرى التي حولها؛ ونقلة نوعية لرفع مستوى النقل في المنطقة وتقليل الفترة الزمنية للوصول من منطقة إلى أخرى، وهذه أحد المعايير الرئيسة لتسهيل الحركة، وشاركت أمانة المنطقة الشرقية في أربع ورش خلال السنتين الماضيتين لمعالجة معظم الملاحظات على المشروع بمشاركة إدارة المرور و«أرامكو» ووزارة النقل والمكتب الاستشاري للمشروع. كما تعمل الأمانة على تنظيم حركة الشاحنات في مدن المنطقة، وبحث مشكلات النقل العام، وتوفير طرق محورية تحل الأزمة المرورية في المنطقة، إضافة إلى إمكانية استخدام شبكة قطارات تخدم المنطقة الشرقية، وقد وجه أمير المنطقة الشرقية بدمج المرحلتين الأولى والثانية للمشروع، وهذه تعد إضافة نوعية للخطة لتحقيق الهدف خلال فترة زمنية من أربع إلى خمس سنوات.

* ما نسبة المشاريع المتعثرة، وكيف تتعامل الأمانة معها؟

- لا يوجد هناك أي مشروع متعثر يتبع أمانة المنطقة الشرقية، هناك بعض المشاريع التي قد تشهد تأخيرا إما لأجل تكثيف الدراسة فيها أو لارتباطها مع بعض الجهات الأخرى؛ كمشروع نفق طريق الأمير نايف مع تقاطع عثمان بن عفان والأمير متعب، أما متعثرة بمفهومها المعروف فلا يوجد، فكافة المشاريع تسير وفق الجدول الزمني الذي اعتمد لها.

* متى يتوقف دفن الشواطئ، وما خطط الأمانة للحفاظ على البيئة البحرية؟

- لا تعطي أمانة المنطقة الشرقية أي تصاريح لدفن الشواطئ إلا في ظل التعليمات الصادرة من المقام السامي بهذا الشأن، حيث هناك لجنة مشكلة معنية بهذا الأمر، وهي المسؤولة عن الموافقة على دفن البحر من عدمها من خلال التوجيهات والتعليمات الصادرة بهذا الشأن.

* هل تستشعر الأمانة ارتفاع أسعار الأراضي في المنطقة الشرقية؟

- ليس للأمانة أي شأن بتحديد أسعار الأراضي، فهذه سوق واسعة يعتمد على العرض والطلب، وكذلك المزايا التي تتوافر في المخططات والكثافة السكانية والخدمات المتوافرة ومدى توافر المرافق وقربها من الوسط التجاري وغير ذلك من العوامل المؤثرة.

* ما خطط التمدد العمودي في الأحياء التي اكتملت بنيتها التحتية؟

- قامت أمانة المنطقة الشرقية بالترخيص منذ عام 2010 حتى 2012 لعدد (229) برجا تختلف طبيعة استخداماتها بين سكنية وتجارية وإدارية وفندقية وسياحية، وهي موزعة على محاور شبكة الطرق الشريانية بالحاضرة.

* الأمانة تدفع المواطنين عبر أنظمتها إلى العشوائية، لذلك نرى أحياء مخططة، لكنها مليئة بالعشوائيات (البناء المخالف) بسبب تحديد عدد الأدوار؟

- لقد تم ذلك بناء على دراسات تخطيطية، يتم فيها تحليل الوضع الراهن واستخلاص المؤشرات التخطيطية، «الأوضاع العمرانية - الخدمات والمرافق العامة - شبكة الطرق وحركة المرور - المحددات واتجاهات النمو - النطاق العمراني ومراحل توزيع السكان - أنظمة البناء تقويم الوضع الراهن - الوضع المستقبلي»، وساهمت في حل كثير من المشاكل والقضايا بعد الانتهاء منها واعتمادها من وزير الشؤون البلدية والقروية، وقد تم وضع أسس وضوابط التنمية وأنظمة البناء التي تستند إلى الدراسات وطلبات المواطنين وحاجة المنطقة.

* كانت الحجة في السابق لتحديد الأدوار في أحياء واسعة في المنطقة، وخصوصا محافظة القطيف والمدن التابعة لها، أن البنية التحتية لا تحتمل زيادة الأدوار، هل بعد كل هذه المشاريع لم تتحسن البنية التحتية؟

- ندرك حجم الكثافة السكانية التي تشهدها محافظة القطيف وكثرة المطالبات بالسماح ببناء دور ثالث، إلا أن ذلك يعتمد على عدة أمور أولها قدرة تحمل الخدمات من كهرباء ومياه وصرف صحي وغيرها لتلك الزيادة، وما زال الأمر يدرس حتى اللحظة.

* ما خطط الأمانة للتعامل مع ملف محجوزات «أرامكو» التي رفعت أسعار الأراضي وخنقت المنطقة؟

- إن الأمانة تتواصل بشكل مستمر مع شركة «أرامكو السعودية» ووزارة الزراعة وعدد من الجهات الأخرى للتنازل عن بعض أراضيها الزائدة على حاجتها وتسليمها لوزارة الإسكان، ونتوقع أن تجد هذه المحادثات والمخاطبات ردودا إيجابية من هذه الجهات التي يقع عليها دور كبير في خدمة المجتمع.

* هل حدت هذه المحجوزات من قدرة الأمانة على توفير أراض للمشاريع الخاصة بوزارة الإسكان التي تحتاج إليها المنطقة؟

- توجد لدى وزارة الإسكان أراض بحاضرة الدمام تقدر مساحتها بـ20 مليون متر مربع، وهي خاصة بوزارة الإسكان، كما قامت الأمانة بتخصيص 251 ألف متر مربع بمحافظة الخبر حسب ما توافر لديها من أراض تفي بمثل هذا الغرض، ولا يزال العمل جاريا للبحث عن مواقع أخرى لتسليمها لوزارة الإسكان.

* وخارج حاضرة الدمام، ما المدن التي تم تسليم أراض فيها لوزارة الإسكان؟

- سلمت الأمانة موقعا لها بمحافظة حفر الباطن مساحته 1.139 مليون متر مربع، وصدر صك لوزارة الإسكان بذلك، وفي محافظة القطيف تم تسليم وزارة الإسكان 9 مواقع بمساحة 1.1 مليون متر مربع، وفي محافظة الجبيل يجري التنسيق مع وزارة الإسكان بشأن اعتماد موقع مقترح من قبل الأمانة، وفي محافظة الخفجي صدرت توجيهات من وزارة الشؤون البلدية والقروية بتخصيص 700 قطعة أرض سكنية، وفي النعيرية صدرت توجيهات بتخصيص أرض بمساحة قدرها 551 ألف متر مربع، وفي محافظة بقيق تم تخصيص 700 قطعة أرض سكنية كمرحلة أولى، و135 قطعة أرض سكنية كمرحلة ثانية، وفي محافظة قرية العليا تم تخصيص 203 قطع أراض سكنية، وبالنسبة لمحافظة رأس تنورة، تمت الكثير من المخاطبات بين الجهات المعنية حول المواقع المقترحة من قبل أمانة الشرقية، لكن الدراسات بينت أن المواقع ضمن محجوزات شركة «أرامكو»، وجار البحث عن موقع بديل لصالح وزارة الإسكان.

* هل تستشعر الأمانة محدودية فرص الترفيه في حاضرة الدمام وتآكل المتنزهات العامة مع محدوديتها؟

- هناك هدف تسعى أمانة المنطقة الشرقية لتحقيقه، وهو الوصول بنصيب الفرد من المسطحات الخضراء إلى 25 مترا مربعا، ولذلك ستواصل الأمانة دورها في هذا الجانب، وذلك من خلال الاستمرار في إنشاء الحدائق والساحات البلدية.

تعمل الأمانة على تأهيل الحدائق القديمة التي مضى على إنشائها أكثر من 25 عاما وتحديث تصميماتها وعناصرها وفق أحدث المواصفات، وقد بلغ عدد الحدائق في حاضرة الدمام نحو 370 حديقة، وهو عدد كبير، كما تم تأهيل العشرات من الحدائق القديمة فيها.

* المنطقة المركزية للدمام وضعت الأمانة خطة لتطويرها إلا أن هذه الخطة لم تغير شيئا مما كانت عليه قبل ذلك، ولم تتحول إلى نقطة جذب سياحي لعدم توافر المطاعم والمقاهي الشعبية أو الحديثة، بل أصبحت نقطة اختناق فقط، لماذا؟

- يهدف مشروع تطوير المنطقة المركزية في وسط الدمام إلى إيجاد هوية عمرانية وثقافية وسياحية تعكس تاريخ المدينة وأصالتها بأسلوب حضاري حديث، ورسالتها المتمثلة بتقديم خدمات بلدية مميزة تشمل كافة المرافق والبنى التحتية للمنطقة من خلال عملية التحسين والترميم وتوحيد عمارة المباني من حيث الواجهات بالنمط المعماري الخاص بنطاق المنطقة المركزية، وتم تطبيق المرحلة الأولى من الخطة عبر إقامة المشاريع الاستثمارية التي تعزز الهوية التراثية كالأسواق الشعبية ذات القيمة الاقتصادية والمعنوية في تأهيل الحرف الشعبية والمقتنيات الأثرية للمحافظة على الطابع العمراني للمنطقة الشرقية، وإحياء الذاكرة العمرانية التي تميزت بها المنطقة عبر سنوات عدة على المستوى المحلي والخليجي، ومن ثم تطبيق الخطة على الساحات والحدائق العامة والواجهات البحرية بكورنيش الدمام.