معهد متخصص يؤهل السعوديين كوادر لمواجهة الطلب في القطاع النفطي

بمشاركة وزارة البترول ومؤسسة التدريب التقني والمهني وشركة «شيفرون»

المعهد التقني لخدمات البترول بالمنطقة الشرقية («الشرق الأوسط»)
TT

يعمل المعهد التقني السعودي لخدمات البترول، على تأهيل عشرات الشباب السعوديين سنويا للعمل في القطاع النفطي، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على الكوادر البشرية، لتلبية احتياجات صناعة خدمات البترول ولمساندة السعودة في المملكة، حيث شارك في تأسيس هذا المعهد كل من وزارة البترول والثروة المعدنية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة «شيفرون» العربية السعودية.

وتشمل صناعة خدمات البترول عددا من شركات المقاولات التي تعمل في هذا القطاع، وتقدم خدماتها في مرافق استكشاف الزيت والحفر والإنتاج في حقول الزيت على نطاق السعودية، وتعمل شركات المقاولات تلك مع شركات نفط كبرى على استكشاف حقول جديدة وتطوير الحقول الأخرى المكتشفة مستخدمة أحدث التقنيات لاستخراج الزيت والغاز من أكثر التكوينات والطبقات الجيولوجية تعقيدا، في الوقت الذي تعتمد هذه الصناعة بشكل كبير على العمالة الأجنبية وعليه فهي تشكل مصدرا رئيسيا للوظائف بالنسبة للشباب السعودي المؤهل والمدرب.

وكان المعهد فتح باب التسجيل والقبول بفرعيه الدمام والخفجي حيث يهدف لتدريب وتوظيف الشباب السعودي في القطاع الخاص بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة في المنطقة الشرقية.

ومنذ منتصف الشهر الجاري يونيو (حزيران) بدأ المعهد استقبال طلبات الالتحاق به حيث يستمر التسجيل والقبول لغاية 26 يوليو (تموز) المقبل، ولا يهدف المعهد تحقيق الربحية بل يبحث المساهمة في توظيف الشباب السعودي بعد أن يتم التخرج من هذا المعهد الذي يستمر التدريب والتوظيف فيه مدة عامين.

وقال عبد الله اليامي المدير التنفيذي للمعهد التقني السعودي لخدمات البترول لـ«الشرق الأوسط» إن المعهد يقدم الكثير من المميزات لطلابه المقبولين منها توقيع عقد عمل مع إحدى الشركات الراعية ويحصل الملتحق به على مكافأة شهرية ثم راتب مجز بعد التخرج من قبل الشركات الراعية، ويتم التسجيل بشكل فوري بنظام التأمينات الاجتماعية من تاريخ القبول بالمعهد ويحصل المتدرب على شهادة الدبلوم في حال إكمال برنامج التدريب بنجاح.

وبين أنه تم إنشاء المعهد التقني السعودي لخدمات البترول بناء على توجيهات وزير البترول والثروة المعدنية وبالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة «شيفرون» العربية السعودية، وتم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء المعهد التقني السعودي لخدمات البترول بمدينة الدمام في المنطقة الشرقية في شهر يونيو 2006 وفي يونيو 2012. وقع المعهد مذكرة تفاهم لإنشاء مركز تابع له بمدينة الخفجي، وهو معهد غير ربحي يديره مجلس أمناء برئاسة عبد الرحمن عبد الكريم المستشار لشؤون الشركات بوزارة البترول والثروة المعدنية ويضم ممثلين عن وزارة البترول والثروة المعدنية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة «شيفرون» العربية السعودية وصندوق تنمية الموارد البشرية وشركة «أرامكو» السعودية وعدد من الشركات الراعية.

ومن بين الشركات التي ترعى تدريب الطلاب وتقدم المساعدة للمعهد شركة عمليات الخفجي المشتركة وشركة الكهرباء السعودية وشركة صدارة وشركة هاليبرتون وشركة شلمبرجير وشركة الرشيد للإنشاءات وشركة الخريف للبترول ومجموعة روابي القابضة.

وأضاف اليامي: «بدأت الدراسة في المعهد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2008، ويضم المعهد حاليا 1521 متدربا موزعين على التخصصات الفنية في المعهد وترعاهم 61 شركة من الشركات الرائدة في مجال خدمات البترول»، وقد تخرج من المعهد حتى الآن 948 متدربا منذ بداية الدراسة.

وبين المدير التنفيذي، أن المعهد طور برامج تدريبية ذات جودة ومقاييس عالمية اعتمدت على مناهج شركة «أرامكو» السعودية والشركات العالمية الرائدة في هذا المجال، حيث قام المعهد بتوفير معدات تدريبية حديثة ووسائل تدريب من أحدث ما توصلت إلية تكنولوجيا التدريب في قطاع البترول وإن من أهم أسباب نجاح المعهد اعتماده على مبدأ التدريب المنتهي بالتوظيف في حال إكمال البرنامج التدريبي بنجاح وتقديم كل سبل التشجيع والتحفيز للمتدربين كتقديم السكن والنقل مما يحفز المتدربين للمثابرة والنجاح.

ولضمان جودة التدريب قام المعهد بالحصول على اعتمادات وتراخيص الجهات العالمية المانحة والمعتمدة على مستوى العالم من بريطانيا وأميركا خصوصا.

من جانبه أوضح حسين عبد الله نائب مدير الموارد البشرية في المعهد أنه يشترط للمتقدم أن لا يقل معدله عن 70% في الثانوية العامة قسم العلوم الطبيعية وأن لا تقل نسبة القياس عن 60% وأن المعهد يشدد على هذين الأمرين في مسألة القبول للطلبة الراغبين في الالتحاق به.

وعاد اليامي ليؤكد أن نجاح تجربة المعهد للتدريب في تخصصات الكهرباء والميكانيكا والحفر واللحام والتشغيل وأعمال الأنابيب دفعتهم للتوسع بإنشاء مركز تابع للمعهد متخصص بالتدريب في مجال مهارات الإنشاء والحفر والتدريب على المعدات الثقيلة وذلك لتقديم الشهادات التخصصية وإعادة تأهيل الموظفين. وقد كون لهذا الغرض فريق عمل من المعهد والشركات العاملة في هذا المجال برئاسة شركة «أرامكو» السعودية.

وأشار إلى أن المعهد من خلال الشراكة بين شركات خدمات البترول الراعية والمؤسسات الحكومية والجهات الأكاديمية يعتبر مركزا تدريبيا متخصصا قادرا على تقديم تعليم فني وتدريب مهني تطبيقي مبني على اكتساب المهارات ومتوافق مع متطلبات سوق العمل حسب تقييم المتخصصين في هذا المجال من خلال زياراتهم الميدانية للمعهد.