السعودية تدرس إنشاء منتدى لجمع الجغرافيين والتاريخيين

تقوده دارة الملك عبد العزيز مع «العلوم والتقنية»

دارة الملك عبد العزيز («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم دارة الملك عبد العزيز التاريخية توقيع اتفاقية تعاون علمي، مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك لدعم المركز السعودي لنظم المعلومات الجغرافية الذي أنشأته أخيرا، بخاصية الأبعاد الثلاثية للصورة الفضائية.

ويخدم المركز مشروعات الدارة العلمية ذات العلاقة، التي تربط بين المكان والزمان في تفاصيل أحداثها، مثل مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين، ومشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، ومشروع الموسوعة الشاملة للأماكن، ومشروع الأطلس التاريخي للمملكة، بجانب المشروعات المستقبلية ذات البعد المكاني والزماني.

وتتحضر الدارة لبناء مقر خاص للمركز، يحتفظ في مكوناته وتصميمه بنفس سمات سعة علم نظم المعلومات الجغرافية وشموليته، لأن يكون مرجعا علميا دقيقا متكاملا في التاريخ السعودي والسيرة النبوية.

ويتزامن ذلك مع صدور قرار مجلس الوزراء المتعلق بتحويل اللجنة المؤقتة لتوحيد المواصفات والأسس العامة لمتطلبات إنشاء القاعدة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية، التي أنشئت عام 1422هـ إلى لجنة دائمة تسمى «اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية».

من جهة أخرى، اقترحت الدارة إنشاء منتدى يجمع بين الجغرافيين والتاريخيين، يتم فيها نقاش القضايا المشتركة والطموحات الموحدة بينهما، واستعراض تجربة المؤرخين، خلال العقود الماضية، مع نظم المعلومات الجغرافية وكيفية الإفادة من هذا العلم التقني الحديث في مجال التوثيق التاريخي وتحويل الخرائط الورقية إلى خرائط رقمية.

ويعد المركز الذي أنشأته الدارة أول مركز من نوعه في المملكة العربية السعودية لاستثماره في نقلة إلكترونية نوعية مهمة، يستعين ببرامج نظم المعلومات الجغرافية لخدمة تاريخ البلاد وتاريخ الجزيرة العربية والتاريخ الإسلامي.

ويعتبر المركز ذراعا تقنية ومركزا داخليا بالدارة، استقى كثيرا من رؤاه من حيث انتهت تجربة المراكز المماثلة في أوروبا وأميركا والدول العربية المتقدمة في هذا الجانب، بهدف رصد جميع الأحداث والمواقع التاريخية والجغرافية إحداثيا، وربطها بالإحصاءات والبيانات والمعلومات المختلفة في المملكة.

واتجهت الدارة بالمركز نحو صنع مرجعية مكانية وتاريخية مع إسنادها لمصادرها العلمية، مستخدمة النظم الحاسوبية التفاعلية، من أجل توثيق معلومات دقيقة وشاملة، ترصد كافة التغيرات الجغرافية والتاريخية لجزيرة العرب والإسلام، مع حفظ حقوق الملكية الفكرية لمختلف الجهات المالكة للبيانات والمعلومات.

وأصبح المركز بذلك مظلة إلكترونية تمد المشروعات العلمية بالدارة بخدماتها الحاسوبية لتحويل النصوص التاريخية المطولة للأحداث إلى منتجات حاسوبية، تندمج فيها الخرائط والصور مع الحروف والأرقام والأحداث لتقدم للباحثين والمتلقين بمختلف مستوياتهم معلومات شاملة عن أي مكان، حيث إن المكان هو العنصر المشترك بين التاريخ ونظم المعلومات الجغرافية.

ويتم عرض المعلومات الشاملة عن المكان، بأشكال عدة، حيث تعرض الخرائط ثلاثية الأبعاد جغرافية وطبيعية المكان والخرائط الموضوعية مشتملة على إحصاءات أو بيانات بشرية ونحوها عن مكان محدد بطرق فنية متنوعة.

وتشمل الخرائط التاريخية، الخرائط الطبوغرافية والموضوعية كالتي تصف أحداث المعارك التاريخية، والخرائط السياسية والتقسيمات الإدارية القديمة، وخرائط استعمالات الأراضي وغيرها من الموضوعات، في حين تشتمل خلفية هذه الخرائط على قواعد بيانات رقمية هائلة.

وتحتوي خلفية الخرائط على تقارير نصية عن كل ما كتب من نصوص تحريرية عن تاريخ مكان ما، وصور المعالم الأثرية والوثائق والرسومات التوضيحية القديمة عن أماكن معينة في فترات زمنية مختلفة، وآخر هذه الأشكال الرقمية الكتابات والرسوم والنقوش الأثرية.

وتسجل نظم المعلومات الجغرافية والتاريخية، كل الكتابات والرسوم والنقوش والمعالم الأثرية مربوطة بمواقعها الجغرافية في المملكة والجزيرة العربية، بشكل يتيح النظر للأحداث التاريخية للمكان الواحد من زوايا متعددة حسب طبيعة البحوث والدراسات وإثرائها بأدوات العرض والتحليل والمقارنة، لتفي بمتطلبات منهج البحث العلمي التاريخي الحديث.

وكانت قد قامت الدارة بعرض تجربة ألمانية، قدمها بها برند مايسنر وديتليف مولر ماهن، عن التغيرات العمرانية لمدينة القاهرة الكبرى، مستعينين في ذلك بإمكانات نظم المعلومات الجغرافية والتاريخية والاستشعار عن بعد.

وتساءلت الورشة عن إمكانية تطبيق هذه التجربة على مكة المكرمة عبر العصور، من خلال الخرائط الورقية المتوفرة عنها خلال فترات تاريخية مختلفة.