رفع حصة مكة من المياه إلى مليوني لتر يوميا في رمضان

زيادة الطاقة الإنتاجية لمحطات التحلية بجدة والشعيبة ساعد على مواجهة الطلب

جانب من محطة تحلية مياه جدة («الشرق الأوسط»)
TT

تترقب منطقة مكة المكرمة النتائج الإيجابية لمحطة التناضح العكسي التي تم إنشاؤها في جدة بطاقة إنتاجية تصل إلى 240 ألف متر مكعب يوميا، لتشكل تدفقا للمياه بواقع 20 في المائة للمحطات العاملة في جدة والشعيبة، وانعكاسه لمواجهة ارتفاع الاستهلاك خلال شهر رمضان، حيث إنه من المتوقع أن تبلغ حصة جدة نحو 1.2 مليون لتر مكعب يوميا، فيما سترتفع حصة مكة إلى نحو 700 ألف لتر مكعب من المياه المحلاة يوميا.

وتشهد منطقة مكة مع دخول شهر رمضان ارتفاعا في الطلب على المياه، ينتج عنه تزاحم لفترات طويلة للحصول على صهريج للمياه خاصة بمدينة جدة، من منطقة التوزيع «الأشياب»، الأمر الذي دفع الوزارة بالتنسيق مع شركة المياه إلى زيادة الإنتاج خلال الفترة المقبلة لمواجهة الطلب المتزايد.

وسيرتفع استهلاك جدة مع ضخ محطة التناضح إلى أكثر من 1.2 مليون متر مكعب يوميا، بحصة للفرد تتجاوز 300 لتر في اليوم، وهو ما تخشاه وزارة المياه والكهرباء من عدم الانضباط في ترشيد استهلاك الفرد في جدة ليصل إلى معدلات قياسية يصعب معها توفير الاحتياجات اليومية، مقارنة مع استهلاك الفرد في العديد من الدول الأوروبية.

وفي هذا الصدد، رفعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة حصة مكة المكرمة من المياه المحلاة 120 ألف متر مكعب يوميا، لتصل كمية المياه المحلاة إلى 670 ألف متر مكعب يوميا لتكون هذه النسبة هي الأكبر.

وقال لـ«الشرق الأوسط» سلطان العتيبي، المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة لتحلية المياه، إن المؤسسة العامة لتحلية المياه تقوم بتوفير المياه المطلوبة لكل المدن السعودية، بحسب ما يتم الرفع إليها من قبل شركة المياه عن احتياج كل مدينة، وذلك وفقا للاتفاقية المبرة بين الطرفين، لافتا إلى أن المؤسسة تقوم بزيادة إنتاجها سنويا دون الاعتماد على ما يتم الرفع به إليها.

وأضاف العتيبي أن زيادة حصة مكة المكرمة من المياه المحلاة تعتبر الأعلى التي تصل لمكة، مقارنة بما كان يصل إليها في أوقات سابقة والمقدر بما بين 480 ألفا إلى 520 ألف متر مكعب، لافتا إلى أن هناك زيادة في استهلاك المياه خلال الفترة الماضية متوافقة مع زيادة أعداد السكان.

وأشار العتيبي إلى أنه تم تشغيل أربع مضخات لتتدفق المياه عبر خطوط نقل المياه المحلاة «الشعيبة – منى» الثلاثة، لتزود خزانات منى وعرفات الاستراتيجية بالمياه، وسيستمر هذا الضخ حتى تصل المياه الكافية لمكة المكرمة، وأن هذه المضخات ستوفر الكميات المطلوبة مع الزيادة التي ستضخها المؤسسة. ولفتت وزارة المياه والكهرباء على لسان وزيرها المهندس عبد الله الحصين، في وقت سابق، إلى أن معدل الاستهلاك في مدينة جدة ارتفع من 200 لتر للفرد في اليوم عام 1430 إلى أكثر من 300 لتر للفرد بداية العام الحالي، وهذه الزيادة ليست لها علاقة بنمو السكان، وليست مبررة، مقارنة بما يتم استهلاكه في دول منطقة اليورو.

وتعتبر السعودية أكبر دولة منتجة للمياه المحلاة في العالم لاستحواذها على 30 في المائة من الطاقة الإنتاجية للعالم، وتقوم الحكومة السعودية بجهود جبارة لمواجهة الطلب المتزايد في الفترة الحالية ومستقبلا، من خلال مشاريع تحلية المياه في الساحل الشرقي والغربي، التي يبلغ إنتاجها نحو 3.3 مليون متر مكعب يوميا، وعبر شبكة لنقل المياه تبلغ أطوالها أكثر من 4000 كيلومتر. فيما تشهد المملكة نموا في تعداد السكان يصل إلى 2.2 في المائة، وقد تصل حسب الدراسات زيادة السعوديين بتعاقب السنوات إلى أكثر من نصف مليون نسمة في السنة الواحدة.

وتزداد مخاوف السكان في منطقة مكة المكرمة وتحديدا في جدة، من نقص المياه، وإن كان على فترات، خصوصا في الأحياء الشعبية، التي تعيش فترات جيدة من توفير المياه قبل دخول شهر رمضان، إذ لم تشهد مواقع تزويد المياه بالصهاريج ازدحاما غير طبيعي في الفترة الماضية، وما يتم من تدفق لطلب الصهاريج يعد في الحدود المعقولة مقارنة بما يسجل في أوقات مختلفة.

وأكد المتحدث الرسمي لمؤسسة العامة لتحلية المياه على أن دور المؤسسة كان في السابق دورا تعضيديا، إلا أنه ومع نمو الطلب على المياه المحلاة أصبح دورها محوريا واستراتيجيا في توفير المياه لكل المدن السعودية من منابع ومواقع مختلفة، يأتي في مقدمتها تحلية مياه البحر، موضحا أن المؤسسة تسير على استراتيجية طويلة المدى لرفع إنتاجها من المياه المحلاة.