اقتصاديون: تفعيل أجهزة الرقابة يضبط الأسعار في رمضان

التحذير من منتجات متدنية الجودة تروج على الإنترنت

تشهد الأسواق إقبالا شديدا في رمضان مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار سلع غذائية (تصوير: خالد الخميس)
TT

دعا اقتصاديون إلى ضرورة تفعيل الأجهزة الرقابية لدى الجهات المعنية بجودة القيمة الغذائية وضبط الأسعار في المواد الاستهلاكية من المأكولات والمشروبات بمختلف أنواعها، خلال شهر رمضان، حتى لا يتم استغلال المستهلك من قبل ضعاف النفوس الجشعين في الأسواق المفتوحة.

ورجح اقتصاديون تحدثوا مع «الشرق الأوسط» قفز تجار يستغلون حاجة المستهلك المتزايدة لمستلزمات الشهر على النظام الطبيعي للتكسب، وذلك من خلال اتجاهين، أولهما: محاولة ضخ كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية النافدة الصلاحية وبيعها بأقل الأسعار لجذب بعض المستهلكين ذوي الدخل المحدود. أما الاتجاه الثاني يكمن في محاولة استغلال الأماكن التي من المتوقع أن تقل فيها عيون الرقابة، وذلك بأن يحاولوا رفع الأسعار للمنتجات الاستهلاكية في حالة شح وصغر بعض الأسواق في مناطق بعيدة مختلفة.

ويرى عبد الرحمن العطا الخبير الاقتصادي أن هناك من أعد عدته لأن يستعد لشهر رمضان كموسم لترويج بضاعته من المأكولات والمغذيات المعلبة، التي قد يكون ادخرها قبيل هذا الشهر بمدة ليست طويلة، حيث يتجه بعض صغار التجار لأن يسوقوا بضاعتهم في الأماكن التي تندر فيها عيون الرقابة المعنية بالتفتيش عن جودة المنتج أو ضبط سعره.

ويعتقد العطا أنه مع مرور أعوام التجربة في الغش التجاري والترويج للمنتجات الفاقدة القيمة، فإن المتمرسين في ممارسة هذا النوع من الترويج والتسويق، في كل مرة يبتكرون خديعة جديدة ليفلتوا بها من قبضة الرقيب سواء من ناحية القيمة الغذائية أو من ناحية التسعيرة.

من جهته، شدد الدكتور عبد الرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية بجازان السعودية على ضرورة إيقاظ الأعين المسؤولة عن رقابة المنتجات في السوق من حيث القيمة الغذائية أو التسعيرة الحرة الخاضعة للمساومة بين المستهلك والتاجر.

وقال إن هناك من لا يتورع في أن يبيع منتجات استهلاكية منتهية الصلاحية، حتى ولو كانت بأسعار متدنية، مؤكدا قدرتهم على ابتداع وسائل الاحتيال والفلتان من قبضة الأجهزة الرقابية.

ولفت باعشن إلى دخول التجار عالم الإعلان عن منتجاتهم من خلال وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة، مشيرا إلى أن هناك تقريرا كشف عن زيادة الاستخدام من قبل لوسائل الإعلام الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 30 في المائة خلال أيام شهر رمضان، في ظل زيادة البحث على صفحات العلامات التجارية المتعددة خلال الشهر، مما يوفر للبعض فرصة كبيرة للتواصل أكثر مع المستهلكين.

وكشف تقرير صدر عن «ذا أون لاين بروجيكت» حديثا، تناول الاتجاهات السلوكية لمستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية في تسعة بلدان في منطقة الشرق الأوسط خلال شهر رمضان المبارك، أظهر فيه أن إنفاق المستهلكين يصل إلى أعلى مستوياته خلال رمضان.

ووفق التقرير، فإن هذا الإنفاق، يشكل عاملا محفزا للشركات العاملة في الشرق الأوسط لزيادة إنفاقها بنسبة 20 في المائة خلال هذا الشهر، مبينا أن مسؤولي التسويق في المؤسسات الإقليمية، أدركوا ضرورة إطلاق الحملات الترويجية خلال هذا الشهر.

ودعا المسوقين إلى الاستفادة من الوسائل الإعلامية الاجتماعية، بأقصى قدر ممكن، لكونها منصات تمكّن من الوصول إلى أكبر فئة من الجمهور، خصوصا خلال هذه الفترة، التي تشهد فيها نشاطا مكثفا أكثر من أي فترة خلال العام.

وحول ذلك، يتفق الدكتور عبد الحليم محيسن الخبير الاقتصادي مع سابقيه، في أن بعض الشركات الناشطة في مجال صناعة الأغذية والمشروبات، حاولت أن تستغل هذا الشهر باعتباره شهرا استهلاكيا من الطراز الأول بالنسبة لكثير من المسلمين الصائمين، فعمدت إلى ابتداع فكرة الإعلان عن منتجاتها عبر وسائط التواصل الاجتماعي بشكل لافت، وطرحها على أنها الأجود قيمة غذائية والأقل سعرا وهكذا دواليك.

من جهة أخرى، أكد محيسن أن شهر رمضان يزيد من قيمة العمل والحركة الاقتصادية، بخلاف ما يعتقد البعض أنه شهر للخلود إلى النوم والابتعاد عن تحريك العمل واقتصاداته بمختلف مفاصله، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من الدراسات التي تتحدث عن أهمية رمضان في تنشيط العقل والفكر، فضلا عن انعكاساته على صحة الأبدان.