إطلاق أربعة مسارات حديثة لحافلات مشروع النقل الترددي في المسجد النبوي

مرور المدينة المنورة لـ «الشرق الأوسط»: الحركة الترددية تخفض دخول نحو ألفي مركبة يوميا

TT

بهدف تقليل عدد المركبات المتجهة إلى المسجد النبوي خلال شهر رمضان، بدأت أمس قوافل حافلات مشروع النقل الترددي بالمدينة المنورة في العمل بأربعة مسارات نحو المسجد النبوي، لتقل مئات المواطنين والمقيمين، وتقليص توافد المركبات خلال فترات الذروة.

وقال العقيد عمر النزاوي، مدير شعبة السلامة المرورية والناطق الإعلامي لمرور منطقة المدينة المنورة، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد بدأ العمل منذ أمس وتمكنا من منع دخول أكثر من 800 مركبة، مما جعل هناك حركة انسيابية من خلال الحافلات التي تعمل خلال دورة كل 5 دقائق لتقليص ما ينجم من حالات ازدحام كثيفة في شوارع المنطقة المركزية والمساهمة في خفض معدلات التلوث البيئي الناتج عن عوادم المركبات»، متوقعا أن تكون الحركة الترددية تقلص من دخول ما بين 1.5 ألف إلى 3 آلاف مركبة يوميا.

وشهدت المسارات الأربعة المخصصة لوقوف حافلات مشروع النقل الترددي أمس توافد الركاب من مختلف الأعمار رجالا ونساء للتوجه إلى المسجد النبوي الشريف لأداء صلاة التراويح بالمسجد النبوي الشريف.

وأثنى عبد الإله الجهني، أحد المستخدمين، على المشروع، واعتبر أنه فكرة رائدة تتيح للكثيرين الوصول إلى ساحات المسجد النبوي بسهولة بدلا من قضاء وقت للحصول على موقف، خصوصا في مواسم الازدحام كرمضان حيث تزدحم المنطقة المركزية بالسيارات والمشاة، مؤملا استمرارية المشروع بشكل دائم.

وبين أن السعر المحدد لكل راكب وقدره ريالان للذهاب إلى المسجد النبوي، وهو سعر رمزي يسهم بشكل مباشر في تمكين مئات الصائمين من الجلوس إلى موائد الإفطار التي يوفرها الخيرون داخل الحرم النبوي وفي ساحاته الخارجية.

من جهته، أشاد على المرواني بالمشروع، مبينا أنه خاض تجربة الانتقال إلى المسجد النبوي مع مشروع النقل الترددي العام الماضي، حيث تم حينها تخصيص مسار واحد فقط في الناحية الغربية، فيما تم هذا العام التوسع في المشروع وتخصيص أربعة مسارات موزعة على جميع الاتجاهات، منوها بالجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والدعم المباشر الذي يحظى به المشروع من الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وفريق عمل المشروع.

وأسهب أنس سوادي (مقيم سوداني) في الحديث عن فوائد مشروع النقل الترددي، مبينا أن «المشروع يخدم جميع أفراد مجتمع المدينة المنورة، لا سيما فئة كبيرة من المقيمين ممن لا يملكون مركبات خاصة ويرغبون في الانتقال إلى المسجد النبوي»، مقدما شكره لكل من أسهم في إيجاد هذا المشروع».

وكان الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، قد وجه في مطلع شهر جمادى الآخرة الماضي بتشكيل فريق عمل برئاسة إمارة المنطقة ومشاركة ممثلين عن أمانة المدينة المنورة وهيئة تطوير المدينة المنورة وإدارة الطرق والنقل وإدارة المرور وشركة النقل الجماعي، للإعداد والتجهيز لتطبيق خدمة النقل الترددي بالحافلات من وإلى المسجد النبوي الشريف لعدد أربعة مسارات تشمل موقف مدينة الأمير محمد بن عبد العزيز الرياضية، وموقف الخالدية، وموقف ميدان سيد الشهداء، وموقف مجمع العالية مول، والعمل على تجهيز تلك المواقف ليتسنى تقديم الخدمة لسكان المدينة المنورة وزوارها خلال شهر رمضان المبارك. وقد باشر فريق العمل مهامه تنفيذا لتوجيهات أمير المدينة الذي بدوره عقد الاجتماعات وعمل الجولات الميدانية اللازمة والوقوف على تجهيز المسارات والمواقف وجميع الإجراءات التشغيلية اللازمة لتقديم الخدمة بالشكل اللائق للمستفيدين.

وأوضح محمد بن سيف، الناطق الإعلامي بإمارة منطقة المدينة المنورة، أنه تم تشكيل فريق عمل للإشراف على عمليات النقل الترددي المهندس محمد عباس برئاسة مدير عام متابعة المشروعات والخدمات بإمارة المنطقة، وبمشاركة أمانة المنطقة وهيئة تطوير المدينة المنورة وإدارة الطرق والنقل والمرور والنقل الجماعي، مبينا أن تشغيل النقل الترددي يهدف إلى التخفيف من الكثافة المرورية التي تشهدها المنطقة المركزية خلال شهر رمضان المبارك والتي تتزامن مع وجود عدد من المشروعات الجاري تنفيذها في عدد من الجهات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، وتسهيل حركة المشاة للمواطنين والمقيمين والزوار، وإيجاد حلول لعدم توافر مواقف كافية حول المسجد، وبالتالي تجنب الوقوف الخاطئ، إضافة إلى تقليص زمن الذهاب والعودة من وإلى المسجد النبوي وتوفير الراحة لمرتاديه باستخدام وسيلة نقل سريعة تسهم في الحد من الحوادث المرورية والتلوث البيئي لعوادم السيارات، خصوصا في المنطقة المركزية.

كما يعزز المشروع نشر ثقافة النقل العام لدى المواطنين والمقيمين، وتأصيل مفهومه لدى الأجيال الحالية والقادمة، بالإضافة إلى أن وجود مواقف النقل الترددي بمواقع بعيدة عن الزحام يسهل عملية الانتقال والوصول السريع لبقية الجهات في المدينة المنورة. ويدرس فريق عمل مشروع النقل الترددي بالمدينة المنورة حاليا إمكانية استمرار الخدمة، وتقديمها لصلاة العيد، كما يقوم باستطلاع آراء المستفيدين من المشروع للارتقاء بالخدمة.