تزامنا مع رمضان.. تطمينات عالمية بعدم انتقال «االكورونا» بين الحشود

إصابة مواطن بعسير وشفاء آخر في حفر الباطن

TT

إذا كنت من المهتمين بمتابعة أنباء فيروس «الكورونا» الجديد فإنك حتما ستكون من زوار صفحة وزارة الصحة السعودية التي تحدث أخبار الضيف غير المرحب به إطلاقا على الإنترنت، وستلاحظ فرقا في الخريطة التي توضح المدن والمحافظات التي سجلت الإصابات، فقد كانت في منتصف مايو (أيار) الماضي لا تكاد تزداد عن أربع مدن، ويوم أمس امتلأت الخريطة إثر اتساع جغرافي آخر للمرض الذي وصل إلى جنوب البلاد.

يتزامن الاتساع مع دخول شهر رمضان، وهذا ما يدفع بجملة أسئلة إلى الظهور، أهمها: هل سيؤثر انتشار الفيروس على المعتمرين الذين وصل عددهم من بداية العام وحتى أمس إلى 4.5 مليون شخص غادروا وبقي منهم 300 ألف شخص؟ والإجابة: «لا» بحسب الدكتور محسن الحازمي، رئيس اللجنة الصحية بمجلس الشورى السعودي.

إجابة الدكتور الحازمي ليست وليدة رأي وحسب، بل اجتمعت اللجنة التي يرأسها - بحسب قوله - قبل شهرين مع منسوبي الصحة وناقشت لجنته وضع الفيروس مع الوزارة والجهات المعنية، إلى جانب تقارير منظمة الصحة العالمية.

يقول الدكتور محسن في اتصال مع «الشرق الأوسط»: حتى اللحظة، كل الأبحاث والتوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لا تعتبر الفيروس وباء، ولم تحذر من انتشاره وسط الحشود.. ورغم ذلك، فإن السلطات الصحية السعودية تترصد المرض وتتخذ معايير دولية في التعامل معه، وهو ما سيتخذ في حال اكتشفت أي حالات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، لأن الوزارة لديها في الأساس دليل للتعامل مع حالات صدرية معينة تستدعي أحيانا الحجر الصحي.

وأعلنت وزارة الصحة على صفحتها الإلكترونية إصابة رجل ستيني في عسير بالفيروس، ووصل عدد المصابين بالمرض منذ بزوغه في سبتمبر (أيلول) 2012 وحتى أمس 66 حالة، توفي منها 38 حالة، في حين انضمت منطقة عسير إلى تسعة مدن ومحافظات أخرى رصدت فيها حالات سابقة، وهي «الرياض، وجدة، والدمام، والأحساء، والقصيم، والطائف، وبيشة، ووادي الدواسر، وحفر الباطن».

وأعلنت الوزارة في بيانين منفصلين إصابة ووفاة ومثول حالات للشفاء، وقالت أول من أمس في بيان إنها «في إطار التقصي الوبائي لمرض فيروس كورونا الجديد (MERS - CoV)، تعلن وزارة الصحة عن رصد حالة مؤكدة للفيروس لمواطن يبلغ من العمر 66 عاما في منطقة عسير، وحالته مستقرة. كما تعلن الوزارة عن تماثل حالة للشفاء لمقيمة تعمل في القطاع الصحي بحفر الباطن ممن أعلن عن إصابتها سابقا».وكانت الوزارة أعلنت الأسبوع الماضي «تسجيل ثلاث حالات مؤكدة، منها حالتان لمواطنين في منطقة الرياض يبلغان من العمر 66 و69 عاما، ومنومان في العناية المركزة، والثالثة لمقيمة تعمل في القطاع الصحي بحفر الباطن»، كما أعلنت الوزارة وفاة مواطنين ممن أعلن عن إصابتهم سابقا، الأول في المنطقة الشرقية يبلغ من العمر 53 عاما، والآخر طفل يبلغ من العمر عامين في منطقة جدة، ويعاني أمراضا مزمنة في الرئتين، وقد تم فحص 77 عينة مخبرية منذ آخر إعلان، وكانت نتائجها سلبية عدا ما أعلن».

وكان الدكتور بندر حجار وزير الحج السعودي أعلن أن وزارته بالتنسيق مع وزارة الخارجية مددت فترة إصدار التأشيرات للراغبين في أداء نسك العمرة حتى يوم العاشر من رمضان المقبل، وقال في تصريح سابق: «عملنا على تمديد فترة منح التأشيرات التي من المفترض أن تغلق أبوابها نهاية شهر شعبان الحالي، لكننا نريد أن نمنح الفرصة لأكبر قدر ممكن من الأعداد أن تؤدي العمرة»، بينما قال حاتم قاضي وكيل وزارة الحج إن تمديد منح التأشيرات للمعتمرين حتى يوم العاشر من رمضان، يأتي مرتبطا بمغادرة الأعداد الموجودة حاليا في السعودية والموزعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، مفيدا أن عدد من أدى نسك العمرة منذ بدأ الموسم وحتى لحظة إعداد هذا الخبر بلغ نحو 4.5 مليون معتمر، تبقى منهم على الأراضي السعودية في الوقت الحالي نحو 300 ألف.