القبعات النسائية.. مظلات متحركة لمجابهة حرارة الشمس

تحذيرات من الأشعة فوق البنفسجية وأمراض سرطانية تصيب الجلد

معتمرات يستخدمن قبعات بيضاء للوقاية من أشعة الشمس في مكة المكرمة (تصوير: أحمد حشاد)
TT

قد تكون حرارة الإيمان في قلوب المقبلين لمكة المكرمة أكثر صلابة من لهيب صيف قائظ يجتاح معظم دول العالم وخاصة السعودية التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها طيلة أشهر الصيف التي تتزامن مع مواسم العمرة المتواصلة.

معتمرون من جنسيات مختلفة دلفوا نحو خلق عدة صرخات تعنى بالأزياء والموضة، أهمها موضة القبعات البيضاء التي اتسمت بها معظم شوارع العاصمة المقدسة كنوع من مجابهة الأشعة البنفسجية التي يتعرض لها الجلد مباشرة.

الدكتور خالد الحارثي، أخصائي أمراض جلدية ذكر لـ«الشرق الأوسط»، أنه «ليس سرا أن الأشعة الضارة هي زيادة سريعة في عملية شيخوخة الجلد، مما يؤدي إلى أضرار أشعة الشمس المرئي في كثير من الحالات بشكل أو بآخر لنشوء سرطان الجلد. عند التعرض لأشعة الشمس في منتصف النهار الذي بات أمرا لا مفر منه»، مبينا أن ارتداء الملابس الواقية مثل قبعة واقية من الشمس يعتبر أداة فعالة ذات أهمية خاصة، ناصحا باستخدام بعض الكريمات الخاصة للحماية من الشمس وارتداء قبعة واسعة الأركان لحماية الرأس والوجه.

وقال الحارثي إن الكثير من المصنعين اليوم يسعون إلى إيجاد نوعية من الأقمشة تصنع خصيصا في التعامل مع أشعة الشمس من خلال خيوط واقية للحماية من الأشعة فوق البنفسجية (UPF)، حيث أثبت كثير من الدراسات والأبحاث الطبية أن جزءا من أشعة الشمس فوق البنفسجية يمكن أن يخترق النسيج وأن بعضا من الأشعة فوق البنفسجية للشمس تصل إلى الجلد.

وبالإضافة إلى ذلك، أفاد الحارثي أنه ينبغي حين استخدام الكريمات الواقية طبيا في منتجات الحماية من أشعة الشمس تمر عبر لجنة تسمى لجنة البيولوجيا الضوئية لتقديم توصياتها ومدى فائدتها وخطورتها، وهي نتائج الاختبار مقبولة وفقا للجمعية الأميركية للكيميائيين المعنية بالنسيج والقبعات.

من جهتها دعت عالية مراد، مصممة أزياء إلى حماية الأطفال من تلك الأشعة فوق البنفسجية خاصة مع قدوم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وأنه لا بد من تأمين الحماية للأطفال من أشعة الشمس اللاهبة والمضرة، مشيرة إلى أن الأطفال يصابون بضربات الشمس بمقدار عشرة أضعاف ما يصاب به الشباب في العقد الثاني والثالث والرابع من العمر، وأن على كثير من الأسر الاختيار المناسب لملابس الأطفال في الصيف وتعويدهم على لبس القبعات وعلى الرغم من أن بعض الأطفال لا يرغبون في لبس القبعة بحجة أنها تضايقهم في فصل الصيف، فإن لبسها بالنسبة للأطفال من عمر العام إلى الثالث عشر أمر حتمي ينبغي فيه إرغامهم على ذلك مهما تكن الأعذار التي يعطيها الطفل.

وقالت مراد: مشكلة الأطفال أن عظامهم لا تكون صلبة بشكل كاف وتعتبر بشرتهم ناعمة وهو ما يصيبهم ويدخلهم في مشكلات صحية كبيرة أهمها لا قدر الله سرطان الجلد، ناهيك عن أن أشعة الشمس الساقطة تتعامد بشكل كبير على رأس الطفل أو الولد، الذي يعتبر أكبر نسبيا من الأجزاء الباقية من جسمه، وهذا ما يجعله يخسر كثيرا من الماء عبر جمجمته عندما يكون الطقس حارا، من هنا تظهر ضرورة القبعة، التي تقي من ضربة الحر والإصابة بالجفاف، كما تحمي الأنف من حروق الشمس، وترد وهجها عن العينين حيث يفضل أن تكون كبيرة وعريضة.

وتبدو طرق المواجهة ضد درجات حرارة الشمس المرتفعة متعددة ويستعد لها معظم دول الخليج التي تلجأ لها كثير من الأسر الخليجية عبر السفر للمناطق الباردة، للحيلولة دون الدخول في مشكلات صحية جلدية متعددة فهو أفضل ما يمكن فعله هنا في دول الخليج الحارة.

محمد القرشي، معلم تربية رياضية، قال عن أفضل الأشياء لمجابهة حرارة الشمس المرتفعة هي السباحة.. ويضيف قائلا: الجسم يتعرض لحالة جفاف جراء تعرضه لساعات طويلة من الشمس يوميا، مؤكدا أن الكثير من النساء والفتيات ما زلن يعرضن وجوههن لأشعة الشمس الحارقة غير آبهين بنصائح الطبيب، وهناك من تعتقد منهن أنها محمية من الأضرار بسبب وضعها لكريمات الوقاية من الشمس، على اعتبار أن الكريم مفيد جدا ولكنه سرعان ما يزول عند الغطس في الماء.

ويختم بقوله: لذلك الحل الأمثل هو ارتداء قبعة تحمي الوجه من التجاعيد المبكرة وبقع الشمس التي تؤدي إلى عدم توحد لون البشرة بعد فتره من الزمن. وقد يقول البعض إن القبعات لا تتماشى مع وجوههن، ولكن الحل في أن تظل تجرب وتبحث إلى أن تجد القبعة التي تلائم الوجه.