على بعد 50 كيلومترا من مكة المكرمة، ومن أعالي جبال الهدا بالطائف المرتفعة بـ2300 قدم عن سطح البحر، يقف عشاق التصوير الليلي متحينين الفرصة المثالية لالتقاط صور استثنائية لثاني أكبر برج مسلح في العالم، مزودين بعدسات بعيدة المدى لتوثق صورا «بانورامية» لأقدس البقاع في العالم لدى المسلمين.
يعد برج ساعة مكة ثاني أطول مبنى مسلح تعلوه أكبر ساعة في العالم، باسقة على علو 601 متر، ويبلغ حجمها ستة أضعاف حجم ساعة بيغ بن الشهيرة في لندن.
ويرى مراقبون أن ساعة مكة تجملت وتزينت بين ناطحات السحاب، التي جعلتها الحكومة السعودية وقفا باسم مؤسس البلاد لصالح الحرمين الشريفين، ليكون برج الساعة جزءا من أبراج البيت، ولتكون أيضا دليلا دامغا للمكان الذي يتوجه فيه المسلمون للصلاة، وعلى مدار الساعة مضاءة وواضحة من نحو عشرات الكيلومترات ليلا.
الإطلالة الواسعة التي يتميز بها برج الساعة، تعطي بعدا مهيبا وشامخا، خاصةً أثناء الذروة ومواسم العمرة والحج، وتقع في قلب مجمع ضخم تموله الحكومة السعودية، وبه أفضل وأرقى الفنادق العالمية ومراكز التسوق وقاعات المؤتمرات.
وتحوي الساعة أربعة أوجه، على مدار الساعة، تتزامن مع حزمات ضوئية متناسقة وبعدة ألوان، جنبا إلى جنب مع الكتابة العربية الضخمة التي نصها كما يلي: «بسم الله، بفارق ثلاث ساعات عن توقيت غرينتش».
وحين ترمي بصرك فوق الساعة، التي يعلوها الهلال الذي يرمز إلى الإسلام، معتليا ألفي قدم، تبدو ساعة متوهجة مشكلةً قرصا أخضر عاليا في السماء، يزين التوجه جملة مآذن، ورافعات، وأعمال التوسعة لصحن المطاف.
وعلى بعد خطوات قليلة، يمتد بصرك إلى باحة المسجد الحرام والكعبة، في ضيافة فندقية تقدم بامتياز على مشارف الأعتاب المقدسة، وهي تقدم كل معاني الاحتفاء بجمال القدوم.
سحر المكان المتجلي بالعبق الإيماني الفريد، يظهر جمال الإطلالة من برج فندق الساعة، الذي يظهر قداسة الكعبة المشرفة وشكلها المهيب، وهي قبلة المسلمين في صلواتهم، وإليها يطوفون في حجهم، وتهوي أفئدتهم وتتطلع أنظار العالم الإسلامي نحو الوصول إليها من كل أرجاء العالم. وهي أيضا البيت الحرام، ويعتبرها المسلمون أقدس مكان على وجه الأرض.
في أسفل الساعة، يقع فندق «فيرمونت مكة» آخر بموقع قريب من المسجد الحرام، حيث يتوسط بالكامل برج ساعة مكة، ويعد واحدا من أفضل دور الضيافة في مكة المكرمة وأحد أطول الفنادق في العالم، وهذا الفندق الذي يتألف من 76 طابقا هو محور مجمع أبراج البيت، وهو جزء من مشروع وقف الملك عبد العزيز.
«ساعة مكة» التي تقبع أعلى قمة الفندق، والتي اعتبرها الخبراء والمصممون العالميون تحفة فنية عالية المستوى، تقدح بإنارتها في أعالي السماء، وتتشكل بألوان متعددة كلما انطلق صوت الحق مناديا لدخول وقت الصلاة، وضعت به مكبرات صوت يصدح من خلالها صوت الأذان ليصل إلى مسافات بعيدة. لساعة مكة المكرمة خصوصيتها وتميزها إذ تجاوزت جميع الأرقام القياسية السابقة في صناعة الساعات عبر التاريخ، إضافة إلى مكانها الواقع أمام الحرم المكي الشريف، محط أنظار العالم في أوقات متعددة من العام.
ضخامة الساعة تجعل من مشاهدتها في أي مكان في العاصمة المقدسة أمرا سهلا وممكنا، إضافة إلى أنه بإمكان المار عبر طريق مكة المكرمة إلى جدة مشاهدتها أيضا، وتتكون الساعة من أربع واجهات، قد ركبت على جدران الساعة مخارج ضوئية من الليزر تصدر شعاعا ضوئيا في المناسبات المختلفة، كالأعياد، إضافة إلى إشارات ضوئية وقت الأذان، وبعضها يرسل ضوءا للسماء كما أن للساعة نظام حماية متكاملا ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار.