السعوديون يفضلون التبرع للجهات الخيرية خوفا من الاحتيال

إيرادات العمل الخيري تقفز نحو 60%

لا يقتصر التبرع على المال وحسب إذ تعد الهبات العينية وسيلة أكثر ضمانا لتصل إلى مستحقيها («الشرق الأوسط»)
TT

أكد عاملون في قطاع العمل الخيري أن حجم الإنفاق على الأعمال الخيرية يرتفع بنحو 60 في المائة في شهر رمضان المبارك قياسا ببقية الأشهر، مرجعين ذلك إلى روحانية الشهر الكريم وارتفاع الأجر والمثوبة لمن يقدمون أموالهم لدعم العمل الخيري.

وقال بسام أخضر عضو مجلس إدارة غرفة جدة، لـ«الشرق الأوسط» إن الكثير من رجال الأعمال في هذا الموسم يحرصون على الإنفاق في أعمال الخير على اختلافها مثل مشاريع الإفطار الخيرية ومشاريع السلة الغذائية والإنفاق على الأسر المحتاجة وفرش وتجهيز الكثير من المساجد التي تحتاج إلى تجديد حتى تصبح متوافقة مع الأعداد الغفيرة التي تفد إلى المساجد في الشهر الكريم، مشيرا إلى أن حجم العمل الخيري يتضاعف بشكل لافت للنظر في موسم رمضان إلا أن التوجه العام لدى الكثير من أصحاب العمل الخيري أن يكون الإنفاق عن طريق الجمعيات الخيرية والمراكز الخيرية المرخصة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية وتخضع لرقابة ولديها فريق من العاملين المتخصصين الذين يقومون بدراسات الحالات ومعرفة مدى احتياجها مما يساعد في توزيع زكاة المال أو الصدقات بشكل منظم دون الحاجة إلى الأساليب العشوائية حيث يتعرض أهل الخير إلى مجموعة من ضعفاء الأنفس الذين يستغلون شهر رمضان ويتجولون بين أصحاب الأموال وهم في حقيقة الأمر غير محتاجين بل على العكس اكتشفنا أن الكثير من المحتاجين يخجل من السؤال وهذا الذي تصل إليه الجمعيات الخيرية وتقدم له المساعدة اللازمة.

من جانبه قال الشيخ إبراهيم السلطان نائب مدير مكتب الجبيل الخيري إن الجمعيات الخيرية تحتاج إلى دعم متواصل للقيام بأعمالها التي تخدم الطبقة الفقيرة من المجتمع وهي أكثر حاجة للدعم المادي في شهر رمضان لارتفاع حجم الإنفاق على المشاريع الخيرية وفي مقدمتها مشروع إفطار الصائم حيث يصل عدد الذين يتم تفطيرهم إلى أكثر من 6 آلاف شخص من المقيمين حيث يتم توفير الوجبات لهم إلى جانب برامج توعية ودعوة.

وأضاف أن العمل الخيري في السعودية يحظى بدعم كبير من الحكومة سواء في تهيئة البيئة الرقابية أو في سن الأنظمة والقوانين التي تحفظ حق المتبرع وزوده بكافة المعلومات التي يحتاج إليها عن التبرع، مشير إلى أن رجال الأعمال وأهل الخير يحرصون على تقديم التبرعات بأنفسهم إلى الجمعيات الخيرية باعتبارها جهات ذات موثوقية.

وقال السلطان إن الجمعيات الخيرية التي يتجاوز عددها في السعودية 500 جمعية ومركز خيري شرعت في وقت مبكر قبل دخول شهر رمضان المبارك، في استنفار كافة طاقاتها البشرية التي غالبا ما تعتمد على العمل التطوعي الذي يحرص عليه أفراد المجتمع السعودي وذلك بهدف تعزيز دعم وتمويل برامج ومشاريع الجمعيات للوفاء بالتزاماتها نحو آلاف الأسر المحتاجة في شتى مناطق البلاد، مشيرا إلى أن الكثير من الجمعيات تطلق حملات لجمع التبرعات من خلال أرقام الحسابات البنكية أو التبرع عن طريق الحضور إلى مقر الجمعية، مبينا أن برامج الجمعيات تتنوع بين جمعية وأخرى إلا أنها إجمالا تكون المال، صدقات جارية، الإفطار الرمضاني، ومشاريع دعم محدودي الدخل من الأسر المتعففة، والأيتام، والغارمين، وذوي الاحتياجات الخاصة.

من جانبه أوضح فيصل بخاري المختص في العمل الخيري أن المجتمع السعودي ارتبط بالعمل الخيري بكل معاني الخير والصلاح من مساعدة للفقراء والمرضى والمساكين فكلاهما وجهان لعملة واحدة.

وقال بخاري: «إن العمل التطوعي أصبح اليوم من الأعمال الظاهرة والبارزة في واقع الناس فقامت الكثير من المنتديات والمجموعات ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتفجر الطاقات المختزنة لدى الشباب والشابات من أجل احتضان الإبداعات والقدرات الشبابية الذين أظهروا إبداعات وأعمالا جليلة في خدمة المتضررين من سيول جدة الفترة الماضية».