معرض خيري يكشف هوس السعوديات في البحث عن «الجديد»

شابات يقدمن تقليعات مبتكرة في فعاليات «الدروازة».. باستلهام رمضاني

جانب من أعمال معرض «الدروازة» الذي انطلق بمدينة الخبر مطلع الأسبوع الجاري («الشرق الأوسط»)
TT

انسجاما مع أجواء شهر رمضان المبارك التي تدفع الحنين للعودة إلى الماضي والتراث، استثمرت مجموعة من الشابات السعوديات ذلك في ابتكار منتجات غير تقليدية، تجمع بين القطع الشعبية وما هو معاصر، وتقديمه في معرض نسائي خيري حمل مسمى «الدروازة»، والذي تقيمه جمعية الأمومة والطفولة الخيرية، بمدينة الخبر، وسط مشاركة أكثر من 80 مشروعا نسائيا متنوعا، وقد انطلق المعرض في الخامس من شهر رمضان، لمدة ثلاثة أيام.

إذ بدا لافتا بحث زائرات المعرض عن القطع غير التقليدية التي ابتكرتها مجموعة من الشابات السعوديات، وكانت العبارة الترويجية الأكثر ترديدا من قبل البائعات «لن تجدي مثلها.. هي قطعة واحدة لن تتكرر!»، وهو ما سعت إليه المشاركات في المعرض، لإشباع رغبة السيدات الباحثات عن المنتجات المبتكرة والتي تلفت انتباه الآخرين.

وجاء من ذلك تقديم الدمية الشهيرة «باربي» على أنها سيدة خليجية ترتدي الجلابية وتضع الحناء في يدها وتقدم أكياس «القرقيعان» للأطفال، إلى جانب ما ابتكرته مصممة أخرى في عمل حقائب عصرية تحمل في واجهتها صورة سيدة ترتدي «البرقع» التقليدي. ويقدم المعرض الذي يأتي برعاية حرم أمير المنطقة الشرقية، الأميرة عبير بنت فيصل، تشكيلة غريبة من الأواني المنزلية التي تم تصنيعها يدويا بأيدي فتيات سعوديات إلى جانب ما هو مستورد من خارج البلاد. يضاف إلى ذلك، ما تعرضه عدد من الشابات السعوديات في تصميم الأزياء من الجلابيات والعباءات الخليجية، حيث مازجن بين الأقمشة القديمة والإكسسوار الحديث للخروج بقطع تمثل جيلين في آن واحد، إضافة إلى تصميم العطور والفضيات الشرقية وقطع الأثاث واللوحات المصممة بأساليب فنية جديدة، الأمر الذي يعطي انطباعا بحجم التغير الذي تشهده ذائقة المرأة السعودية في الآونة الأخيرة. ورغم القوة الشرائية الكبيرة التي شهدها المعرض وما يفيد القائمون عليه بأن عدد الزائرات في اليوم الأول تجاوز الألف سيدة، إلا أن كثيرا من السيدات اللاتي التقتهن «الشرق الأوسط» أبدين تذمرا من الارتفاع المبالغ فيه للأسعار، حيث تراوح سعر الجلابية الواحدة بين 1500 إلى 3000 ريال، الأمر الذي يرهق ميزانية الراغبات في اقتناء أكثر من قطعة من المعرض. ويفيد القائمون على «الدروازة»، بأنه يهدف إلى التعريف بالابتكارات والمشاريع التي تتطلع الفتيات إلى البحث عن أساليب تسويق حديثة لها، في حين برروا اختيار اسم «الدروازة» لما للحضارة والتراث من أهمية واسعة، حيث تعني الدروازة الباب القديم، والمعرض هنا يأتي بمثابة ملتقى للتراث والحضارة، إلى جانب تواجد مقهى «الدروازة الرمضاني» الذي يتربع في صالة المعرض، ويقدم أطباق شعبية معروفة في المنطقة الشرقية والخليج، وأنواعا من الحلويات الخاصة بشهر رمضان المبارك.

وبحسب بيان تسلمته «الشرق الأوسط» من إدارة المعرض، فلقد أكدت مجموعة من المشاركات في المعرض على أن «عرض المنتجات من خلال معرض الدروازة وفي شهر رمضان، يمنح المشاريع الصغيرة والمبتدئة فرصة للدخول في معترك المنافسة القائمة بين المشاريع»، وأجمعن على أن المعارض التابعة للجمعيات الخيرية، تقدم فرصة تنموية فعلية لنمو المشروع والتعريف به، من خلال التواصل والتبادل المعرفي بين المشاركات والمؤسسات.

من ناحيتها، توضح لمياء العجاجي، وهي مديرة مؤسسة الانطلاق عاليا (الجهة المنظمة)، بأن المعرض الذي تقيمه جمعية الأمومة والطفولة، متميز ويكشف واقع المشاريع الصغيرة، ومدى دخول المرأة سوق العمل وكيفية تمكينها من ذلك، حيث أطلقت خلال المعرض الكثير من الأفكار الحديثة، بهدف تمكين المرأة ودمجها في السوق، و«الحد من البطالة النسائية وإشراك المرأة في عملية التنمية الشاملة»، حسب قولها.

وأبانت العجاجي أن حضور أكثر من ألف امرأة ما بين زائرات ومسؤولات «يدلل على أهمية التعريف بالدور الخيري والمؤسسات الخيرية، وأهمية المعارض التابعة للجمعيات، بهدف دعم مشاريعها وتنفيذها، لأن ريع المعرض سيذهب لصالح الأسر التي ترعاها الجمعية التي تسعى إلى ترسيخ رسالتها وأهدافها في المجتمع، من خلال تنفيذ الكثير من الأنشطة والبرامج التوعوية التي تهم الأم والطفل».

وبالإضافة إلى ما سيقدمه المعرض الخيري «الدروازة» من دعم مادي للجمعية، تفيد العجاجي بأنه أيضا يعرف الفتيات على الفرص في تقديم مشاريعهم وطرق تسويقها، مع الحرص على أن يكون الجانب التوعوي والإرشادي في هذا المعرض حاضرا، حيث تم تخصيص عدد من اللوائح الإرشادية والتوعوية للأم في فترة الحمل والرضاعة وما هي الطرق السليمة وأسلوب التغذية التي يجب أن تتبعها في هذه الفترة المهمة في حياة الطفل والأم، داخل المعرض.

في حين أوضحت فوزية العلي، وهي رئيسة جمعية الأمومة والطفولة الخيرية، أن الجمعية تعد حديثة في المنطقة الشرقية، حيث تأسست قبل سنتين، وهي جمعية تخصصية تعنى بالأم والطفل إلى عمر خمسة عشر عاما وتقدم خدماتها على مستوى المنطقة الشرقية بأكملها. كما أضافت أن أهم ما تسعى إليه الجمعية هو تعزيز دور الأم حتى تصبح واعية بمسؤوليتها في تنشئة جيل المستقبل وكذلك غرس السلوكيات الإيجابية وتنمية مهارات الطفل وتعزيز مبادئه وذلك من خلال عدة لجان مثل لجنة رابطة الأم وبيت الطفولة ولجنة التثقيف والإرشاد الصحي والمساندة.