«الزراعة» تنفي استخدام مادة حامض «الكبريتيك» في عملية إنتاج التمور

إخضاع عينات عشوائية كل يوم في مختبرات الوزارة

TT

تناقلت الأوساط الاجتماعية في السعودية خلال الفترة الأخيرة، أنباء تشير إلى أن بعض العمالة الوافدة تقوم برش التمور «الرطب» بمادة حمض الكبريتيك كي تعجل في نضوجه ومن ثم ضخه للأسواق، الأمر الذي نفاه مختصون في مجال الزراعة جملة وتفصيلا.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور خالد الفهيد، وكيل وزارة الزراعة، أن وزارة الزراعة على اطلاع كامل بما يتم نشره عبر وسائل الإعلام أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن جهازه ليس لديه ما يؤكد هذه الممارسة، كما أنها في نفس الوقت تقوم بالتحقق من الموضوع برمته.

وقال الدكتور خالد الفهيد، أن وزارة الزراعة تحرص دوما على توعية المزارعين لإنتاج منتجات زراعية سليمة وآمنة وتعتبر أحد أهدافها الرئيسة، كما أنها تهيب بالمواطنين بمن لديه معلومات عن أي ممارسة تضر بالمنتجات الزراعية أن يتقدم بها مشكورا للوزارة أو أحد فروعها في المناطق والمحافظات كما نأمل من الجميع التحقق من المعلومات التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وحول الآثار الجانبية في استخدام مادة الكبريت، أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور فهد الخضيري أستاذ وعالم الأبحاث في تخصص المسرطنات بمستشفى الملك فيصل التخصصي، أن الآثار الكبريتية في حال استخدامها كبودر يمكن غسلها والتخلص من المادة نهائيا، أما إذا كانت المادة الكبريتية المستخدمة سائلة فيمكن أن تتغلغل هذه المادة إلى داخل الثمرة وبالتالي تكون آثارها متشبثة داخل الثمر، مشيرا إلى أن قيام العمالة الوافدة في بعض المزارع بإدخال المواد الكبريتية على البلح الأخضر يأتي لتحويله بشكل سريع إلى رطب ثم يبيعونه قبل الموسم وبأغلى الأسعار، موضحا أهمية معرفة الأنواع التي تنضج قبل يوليو (حزيران)، مضيفا أن بعض المناطق يصبح التمر فيها رطبا قبل مناطق أخرى وعليه فلكل منطقة موسمها الخاص.

من جهته، نفى رئيس جمعية منتجي التمور في المدينة المنورة، المهندس حمود الحربي في تصريحات سابقة ما أشيع عن أن رطب المدينة والتي تصل إلى الأسواق المحلية مبكرا تتعرض للرش بحمض «الكبريتيك» كي ينضج سريعا، مشيرا إلى أنه في كل عام تخرج إشاعة بهدف الإضرار بالزراعة والمنتجات الوطنية وخصوصا الرطب والتمور، مضيفا أن الكثير من السعوديين لديهم خبرة في الرطب والتمور بجميع أنواعها ومن الصعب أن يتم غشهم أو بيعهم شيئا ضارا. وفي السياق نفسه، أكد المهندس خالد كردي مدير إدارة المختبرات وأبحاث البيئة بأمانة منطقة المدينة المنورة، أن مختبرات الأمانة تقوم بأخذ عينات عشوائية كل يوم ولم يثبت وجود أي مواد ضارة، موضحا أن للأمانة مختبرا داخل سوق الخضار والتمور بالمدينة وهو يقوم بعمل يوم، مطمئنا المستهلكين أن رطب وتمور المدينة «صالحة للاستخدام الآدمي ولا خوف منها». وأضاف مدير إدارة المختبرات وأبحاث البيئة بأمانة منطقة المدينة المنورة، أن «حمض الكبريت فعلا يستخدم ولكن على شكل مبيد حشري، وهو أقلها ضررا على الإنسان، وفي حال كان هناك كمية كبيرة منه فإن الإنسان لن يستسيغ طعم أو رائحة الرطب»، مؤكدا أن حمض الكبريت لا يسهم في عملية إنضاج أي نوع من أنواع الرطب.

وكانت رسائل متداولة عبر «الواتس أب» انتشرت بين المواطنين تحذر من شراء رطب المدينة الذي يسبق موسم نضوج الرطب في كل أنحاء السعودية بسبب أن ما يحصل هو غش واحتيال بعض العمالة الذين يقومون بجني البلح وهو لا يزال أخضر، ثم يقومون برشه بمادة الكبريت الحارقة حتى يتغير لونه ويصبح رطبا ومن ثم يقومون ببيعه بأسعار مرتفعة لكثرة الطلب على المنتج هذه الفترة.