مؤسسة «سلطان للإسكان الخيري»: اكتمال 1246 وحدة سكنية بكلفة 400 مليون ريال في سبع مناطق سعودية

يعقد مجلس أمنائها اليوم اجتماعه الثامن عشر بمحافظة جدة

TT

يعقد مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية اليوم اجتماعه الثامن عشر بقصر الخالدية بمحافظة جدة، وأوضح الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز أمين عام المؤسسة أن المؤسسة تجاوزت العديد من التحديات التي واجهتها، كان أصعبها تصور البعض أن رحيل «سلطان الخير» قد يعوق استمرار هذه المنظومة المتفردة في العمل الخيري والتنموي خاصة في ظل التصاعد المطرد في حجم ميزانية إنجاز وتشغيل برامجها الخيرية، وأيضا تعدد واتساع أنشطتها وتنامي دورها مع غياب مؤسسها وراعيها وداعمها.

وقال الأمير فيصل إن «ما شهده العام المنصرم من نجاح متفوق أكد ريادة هذه التجربة على صعيد العمل المؤسسي الناضج القائم على ثوابت ومقومات تتسم بالمنهجية العلمية والاستقرار».

وأضاف الأمين العام للمؤسسة أنه «خلال الفترة الماضية شهد أداء المؤسسة نقلات نوعية شملت كافة برامجها ومنها الإسهام الفاعل في بناء الإنسان عبر الاهتمام بدعم البحث العلمي والتعليم المتخصص والمنح البحثية، وتطوير منظومة الرعاية الصحية في السعودية، وتبني قضية الإعاقة والتصدي لأسبابها وتحجيم آثارها وتوفير رعاية متكاملة للمعوقين، وإحداث نقلة في التنمية المجتمعية من خلال برنامج الإسكان الخيري، وتطوير مؤسسات العمل الخيري، ودعم الأبحاث والمؤتمرات والإصدارات العلمية، وتسخير التقنية في مشروعات خدمية وتنموية، ومساندة جهود الدولة في التواصل الحضاري، والعمل على تصحيح الصورة الذهنية عن المملكة والعالمين العربي والإسلامي».

وأفصح الأمير فيصل عن توجه المؤسسة لتبني عدة خطط لتوسعة وتطوير برامج الرعاية الصحية التي تقدمها مدينة سلطان بن عبد العزيز الإنسانية، خاصة بعد النجاح الكبير الذي تحقق العام الماضي وتوج بحصول المدينة على إشادة منظمة اعتماد منشآت التأهيل الدولية بمستوى الرعاية وجودة الخدمات التي تقدم للمرضى، كما تلتزم المدينة بتطبيق معايير الهيئة الدولية المشتركة لاعتماد المستشفيات (جي سي آي)، ومعايير هيئة اعتماد مرافق التأهيل الأميركية، الأمر الذي عزز مكانتها كمركز عالمي في تقديم خدمات تأهيلية عالية الجودة.

يذكر أن تقرير أداء المؤسسة للعام المنصرم أشار إلى أنه على صعيد محور الرعاية الصحية، ظلت مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية تتبوأ موقعها الرائد كمًّا ونوعا، بل شهدت نقلة توسعية تتواكب مع مساحة الثقة التي تحتلها داخل وخارج المملكة، وأيضا حجم الإقبال المتصاعد على خدماتها، حيث دشن عدد من المرافق التطويرية بالمدينة، ومنها توسعة المبنى 7 و8 (مباني التنويم) لتصل الطاقة الاستيعابية للمدينة إلى 400 سرير، ويضم المبنيان أربعة أقسام تنويم متخصصة في برامج تأهيل الدماغ، وتأهيل إصابات الحبل الشوكي، وتأهيل إصابات السكتات الدماغية.

كما ضمت التوسعة تدشين المركز الترفيهي الرياضي، وتدشين الإسكان العام لمنسوبي المدينة، كما تم الاحتفال بوضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من مشروع إسكان عائلات العاملين، واستكمالا لمنظومة برامج المدينة تم الشروع في إنشاء مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز التخصصي للأطراف الصناعية، وهو خطوة متفردة لتوطين صناعة الأجهزة التعويضية المتطورة.

وفيما يتعلق بمحور التنمية الاجتماعية، وزعت وثائق التخصيص للمستحقين بمشروع الإسكان الخيري بالليث الذي شمل 200 وحدة سكنية، وبلغت تكلفته إنشاء وتأثيثا 77.9 مليون ريال، كما بدأ العمل في إنشاء مسجد يتسع لـ400 مصل.

وفي تبوك أعلنت اللجنة المشكلة من المؤسسة وإمارة منطقة تبوك عن الانتهاء من اختيار الأسر المستحقة لوحدات المرحلة الثانية من مشروع الإسكان الخيري الذي أقامته المؤسسة في منطقة تبوك والبالغ عدد وحداتها 250 وحدة سكنية، موزعة على تسعة مواقع مختلفة في المحافظات والقرى التابعة للمنطقة.

وفي حائل قطعت أعمال الإنشاء في مشروع الإسكان الخيري الذي يضم 50 وحدة سكنية شوطا كبيرا وتضمنت هذه المرحلة إنشاء مسجد جامع يتسع لنحو 1000 مصل، لتكتمل بذلك منظومة خدمات المشروع بحيث جعلت منه بيئة اجتماعية حضارية متطورة شملت المرحلتين الأولى والثانية من مشاريع الإسكان الخيري بمنطقة حائل والبالغ عددها 150 وحدة سكنية مؤثثة، إضافة إلى مسجد جامع ومبنى للجمعية الخيرية بالحائط. وبهذا تكتمل برامج المؤسسة للإسكان الخيري التي شملت سبعا من مناطق السعودية بإجمالي 1246 وحدة سكنية بلغت تكاليف إنشائها وتأثيثها ما يقرب من 400 مليون ريال.

وتعزيزا لدور المؤسسة التنموي، وفي إطار ريادتها في تبني قضايا وطنية لها الأولوية أدرجت المؤسسة جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه ضمن برامجها بدءا من دورتها القادمة، الأمر الذي يمثل صفحة جديدة في دور المؤسسة التنموي ليس فقط على الصعيد المحلي، بل أيضا لخدمة قضايا تتعلق بالإنسان والتحديات التي تواجهه على مستوى العالم، منها قضايا اجتماعية، وإنسانية وثقافية وتعليمية.

وفي إطار جهود المؤسسة على صعيد الاهتمام بالعلم والمعرفة ضمن محور بناء الإنسان، يتواصل برنامج المنح الدراسية، ومساندة المؤسسات العلمية والتعليمية، والكراسي العلمية، بصورة متجددة، وبات المئات من المستفيدين من البرنامج يمثلون إضافة متميزة للقوى البشرية الوطنية المتخصصة في مجالات نادرة، ولبوا احتياجات حيوية في سوق العمل، كما تعددت الأكاديميات ومراكز الأبحاث والجامعات التي كانت ولا تزال شريكة للمؤسسة في هذا البرنامج، وواصلت المؤسسة تقديم الدعم للعديد من الجهات العلمية وعززت برنامجا للكراسي العلمية بالتعاون مع عدد من الجامعات في مقدمتها جامعة الملك سعود بالرياض، كما استفادت الجامعة من اتفاقية التعاون المبرمة بين المؤسسة وجامعة ميزوري للعلوم والتقنية الأميركية، حيث تم عقد اتفاقية شراكة تعليمية تشمل برامج للدراسات العليا والتبادل المعرفي ونقل التقنية، لكي تكتمل منظومة تعاطي المؤسسة مع محور التنمية العلمية وبناء الإنسان، كما حققت المؤسسة حضورا فاعلا في مجال دعم الإصدارات العلمية وتبني إعداد وطباعة العديد من الموسوعات التي أثرت المكتبة العلمية العربية.

وفي صعيد استثمار التقنية في خدمة الإنسان، برز دور برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (مديونيت) في تحقيق رؤية ورسالة المؤسس من خلال دعم وتنفيذ العديد من المشاريع ذات الأهداف الوطنية والتطويرية للبنى التحتية وقطاعات التعليم والصحة في البلاد، وذلك بتوطين أحدث وأنسب التقنيات وتنفيذ العديد من المشاريع والبرامج التقنية الاستراتيجية والحساسة في مختلف القطاعات وبخاصة القطاعان التعليمي والصحي، مما أسهم في تسهيل حياة المستفيدين من تلك الخدمات.

وقد ركز البرنامج خلال الفترة الماضية على تنفيذ خطة لتطوير أعماله الاستراتيجية التي ستحقق للبرنامج تنمية مستديمة على مدى الأعوام القادمة وتسهم في تفعيل أدواره الوطنية.

وتتويجا لوفاء المجتمع لدور المؤسسة، وما تحظى به من ثقة ومصداقية لدى القطاعات كافة، أطلقت وزارة التربية والتعليم اسم الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود على مركز الخدمات المساندة للتربية الخاصة التابع للوزارة في مدينة الرياض، حيث سيقدم خدمات التشخيص والعلاج وتدريب العاملين في القطاع التعليمي، وقد رعى الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مناسبة تدشين إطلاق اسم الأمير سلطان بن عبد العزيز على المركز.

من جهتها، بادرت جمعية الأطفال المعوقين بإطلاق اسم فقيد الوطن الأمير سلطان بن عبد العزيز على القسم الطبي بمركز رعاية الأطفال المعوقين بمنطقة عسير.