نجحت مجموعة من النساء السعوديات في قيادة أكبر تجمع حرفي وتراثي وسط بريدة القديمة، التي لم تشهد أي نشاط تراثي خلال الفترة الماضية، ويأتي ذلك التجمع بدعم إمارة منطقة القصيم وهيئة السياحة والآثار وبمساندة أمانة المنطقة وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات المهرجان التراثي «تراث حرفة الرمضاني» مساء اليوم وتستمر فعالياته على مدى خمسة أيام، بمشاركة أكثر من 50 حرفيا وحرفية ممن يعملون تحت مظلة جمعية حرفة، ويدعمه البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، بالإضافة لمشاركة الأسر المنتجة، حيث ستشهد الفعاليات تقديم وتجهيز عمل الأطباق المنزلية أمام الجمهور الزائر.
واعتبر الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم، أن من أهم ما يميز المهرجان وجوده في المنطقة التاريخية واستفادته من مواقع تراثية، كقبة رشيد والجردة، مشيرا إلى اشتهار الموقع كمركز للحرفيين بالمنطقة.
وقال الحربش: «يخدم المهرجان جوانب ثقافية وتراثية والاستفادة من المتسوقين في قبة رشيد لجذبهم للمنطقة وعمل برامج تخدم الجميع، وفرص العمل المتولدة عن المهرجان ستكون مؤشرا على أهمية العمل الحرفي وإسهامه في توفير مسارات اقتصادية جديدة ومنتجة للمجتمع المحلي».
وزاد قائلا إن «النشاط التراثي سيعيد الحياة لمواقع مهمة ويلفت الأنظار لها عبر تفعيل المجتمع المحلي في الموقع، وخصوصا أن هناك مشاركات أسر منتجة وكذلك مشاركات متعددة لجهات ذات علاقة بدعم الأسر المنتجة محليا».
من جانبها، ترى الأميرة نورة بنت محمد رئيسة جمعية حرفة، أن إطلاق النشاط والمهرجان يأتي من الدور الذي تقوم به «حرفة» نحو المنطقة التاريخية في بريدة، مشيرة إلى أن الحرفة ليست مقصورة في دورها على الحرفيين فقط، بل تستهدف تفعيل المواقع التاريخية التي تضم هذه الحرف.
وقالت رئيسة «حرفة» إن «تنمية تلك الأحياء التراثية وتفعيلها ضمن خطط جمعية حرفة التي تضعها في خططها دوما».
وبينت الأميرة نورة، أن فكرة إقامة نشاط رمضاني تراثي في مركز الحرف في وسط بريدة جاءت كفكرة بسيطة في البداية وتطورت حتى أصبحت فعالية ضخمة دعمتها هيئة السياحة ودفعت هذه الفكرة للأمام بدعم من رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان الذي يشجع مثل هذه الأفكار ويحفز الجهات نحو العمل الإبداعي لتنشيط السياحة بمثل هذه المواقع.