الشرقية: مسح ميداني لمدارس التعليم العام للكشف عن فرط الحركة لدى التلاميذ

وسط توقع بإصابة 2.5 مليون طفل بالبلاد

TT

نظمت جمعية اضطراب فرط الحركة لدى الأطفال وتشتت الانتباه «افتا»، ندوة مساء أول من أمس في غبقة رمضانية أقيمت في مدينة الخبر تحت عنوان «وصلناكم» شارك بها عدد كبير من رجال وسيدات الأعمال والمهتمين بهذا المجال.

وكانت الجمعية التي أطلقت فرعا لها في المنطقة الشرقية مؤخرا، وقعت اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم لعقد دورات تدريبية في مدارس البنين والبنات لاكتشاف اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الطلاب ومحاولة علاجه، وعلى أثر هذه الاتفاقية ستكون هناك زيارات للجمعية إلى المدارس من أجل مساعدتها على اكتشاف الحالات المصابة بهذا المرض والسعي لمساعدتها على التعامل الإيجابي معه.

وكانت آخر إحصائية قدمتها الجمعية أظهرت إصابة نحو 2.5 مليون طفل بفرط الحركة وتشتت الانتباه بالبلاد.

من جانبه قال الدكتور عبد الله البحراني الاستشاري لأمراض الأطفال والمختص بعلاج هذا النوع من المرض: إن الأدوية التي تمنح للمريض، وخصوصا الحبوب لا يمكن أن تسبب له الإدمان كما يروّج البعض، بل على العكس يمكن أن يتم التخلص منها بسهولة وسرعة، وخصوصا أن الأدوية لا ينصح بصرفها إلا في حالات ضيقة جدا، خاصة في حال كانت هناك صعوبة كبيرة وشبه مستحيلة في التحكم بتصرفات الطفل، على أن يتوقف صرف العلاج له في حال تحسن وضعه وكان قابلا للعلاج البعيد عن الأدوية بأنواعها.

وبيّن أن أعراض هذا المرض تظهر منذ أن يبدأ الطفل في المشي، حيث يلحظ على المصاب الحركة النشطة والتصرفات غير الطبيعية والتشتت في الذهن، وتستمر معه هذه الحالة في حال عدم علاجها حتى يتجاوز العشرين عاما، ولكن تتركز عادة أعراض هذا المرض بعد دخوله هذه السن في التشتت في الذهن وعدم الفهم والتركيز والاستيعاب اللازم كحال الشخص الطبيعي.

وشدّد على ضرورة أن يهتم أولياء الأمور بعلاج أطفالهم بعد التأكد من إصابتهم بأعراض هذا المرض لأن إهمالهم سيعزز المشكلة ويفاقمها، وبالتالي سيكون هناك صعوبة في السيطرة عليها كلما تقدم المصاب في السن.

وشهدت الندوة الكثير من المداخلات ومن بينها أمهات روت تجارب حقيقية مع أطفال لهن كانوا يعانون من هذا المرض، وحينما سلكوا طرق العلاج تخلصن كثيرا من المشاكل وبات الأطفال منجزين في المهام ويشقون طريق الإبداع.

كما تم خلال الندوة طرح نماذج لعلماء ومبدعين وتجار كبار على مستوى العالم نجحوا في التغلب على هذا النوع من المرض وأبدعوا في مجالات عدة من بينهم (آينشتاين وفان جوخ) وغيرهما من الشخصيات التي كان لها دور كبير في حدوث تحولات علمية مهمة في العالم.

من جانبها قالت رئيسة الجمعية والمتخصصة في طب الأسرة والمجتمع في المنطقة الشرقية الدكتورة سعاد يماني: إن الدراسة التي قدمها الدكتور جمال الحامد قدرت وفق مسح ميداني عدد المصابين بـ(افتا) بنحو 16.7% بالشرقية، فيما بلغت النسبة بالرياض 12.6%، وهذه النسب تفوق ما هو موجود في أميركا التي بها ما نسبته 10% من المصابين، حسب آخر إحصائية رسمية.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أكد الدكتور جمال الحامد المختص في شؤون اضطرابات الحركة لدى الأطفال أن اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال تزداد في المدن الحديثة أضعافا مضاعفة عما هي عليه في الأرياف، على اعتبار أن المدن الحديثة يقل فيها التواصل الأسري، خصوصا بين والدة الطفل المصاب وأسرتها، مما يعزز من احتمالية تعرض الأطفال للإصابة، وتحديدا الطفل الأول لدى الأسرة كون والدته تكون عادة حديثة الزواج والإنجاب وليس لديها الخبرة الكافية لتربية الأبناء، وتحتاج عادة إلى والدتها أو لأخواتها اللاتي سبقنها في الإنجاب وللاستفادة من خبراتهن في التربية والتعامل مع الأطفال حديثي الولادة ومعرفة الطرق المناسبة للتصرف مع الأطفال الذين يلاحظ عليهم الفرط في الحركة، مما يجبرها في أحيان كثيرة على الانطواء خشية أن يقوم ابنها المصاب بهذا النوع من المرض بفعل شنيع يجعلها محل النقد أو حتى العقاب، على اعتبار أن الطفل المصاب بفرط الحركة قد يقوم بكسر أشياء والاعتداء على الآخرين أو القيام بتصرفات مشينة ترتد سلبا على والدته تحديدا كونها الأقرب إليه.