خطة وطنية من ثمانية مسارات لإنقاذ التراث العمراني في السعودية

24 مشروعا تراثيا مقرر تحويلها إلى محطات سياحية متكاملة

TT

بعد حزمة القرارات التي أقرتها الدولة أخيرا لصالح التراث العمراني في البلاد، انتهت الهيئة العامة للسياحة والآثار من تنفيذ عدد من المشاريع في مجال التراث العمراني، والتي جاء على رأسها تأهيل ساحة الطنطورة ببلدة العلا التراثية، وإعداد المخطط العام لوسط شقراء، ودراسات نزل الغاط التراثية.

وتأتي هذه المشاريع ضمن مشاريع الهيئة في مجال التراث العمراني المدرجة في موازنة العام الحالي، والتي تشمل 24 مشروعا ينفذها مركز التراث العمراني الوطني بكلفة تصل إلى 20 مليون ريال.

وأكد الدكتور مشاري النعيم، المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني في الهيئة، أن العمل جار حاليا على ترميم إنقاذي لعدد من المشاريع التراثية، من ضمنها قرية ذي عين بالباحة، إضافة إلى استكمال إنشاء مركز الزوار بنفس الموقع، وترسية مشروع تأهيل مركز الزوار ببلدة الخبراء التراثية، وطرح مشروع تأهيل بلدة جلاجل التراثية، واستكمال إنشاء مركز الزوار بقرية رجال ألمع، إضافة إلى بدء العمل بالدراسات الأثرية والتاريخية لتطوير حي سمحان بالدرعية التاريخية، وطرح عدد من المشاريع، منها: التوثيق والرفع المعماري لبلدات العلا والحائط بحائل، وتاروت ودارين بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى قرية آل عليان بالنماص.

وأشار الدكتور مشاري إلى أن مركز التراث العمراني الوطني الذي أنشئ عام 2011 عمل على تطوير خطة وطنية مكونة من 8 مسارات أساسية، المسار الأول: إنشاء السجل الوطني للتراث العمراني، والمسار الثاني: التشريعات والتنظيمات، وشمل العمل إصدار نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني والعمل مع وزارة الشؤون البلدية على تطوير تنظيمات تحكم العمل والبناء في المواقع التراثية؛ والمسار الثالث: التنمية والتطوير من خلال العمل على تبني خطة وطنية ذات أولويات تنموية واضحة تحقق التنمية المتوازنة للقرى والمدن وتبني مشاريع تطويرية لمواقع التراث العمرانية، خصوصا في القرى التراثية.

وأضاف: «تعمل الهيئة على إشراك المواطنين في عملية التنمية وفتح مجالات العمل لتحويل مواقع التراث العمراني إلى محطات سياحية متكاملة، وأيضا العمل على تحويل المواقع التراثية إلى مواقع حية ومعاشة لتحقيق الارتباط بين المواطن وتاريخ بلاده». والمسار الرابع: التعليم والتدريب، مشيرا إلى التنسيق بين عمداء كليات العمارة والآثار من أجل تطوير مناهج التعليم العالي لخدمة التراث العمراني في السعودية، وكذلك تطوير دورات تدريبية صيفية أكاديمية لطلاب كليات العمارة والآثار للعمل في مواقع التراث العمراني، وتنظيم دورات تدريبية ضمن برنامج (لا يطيح) لتدريب أفراد المجتمع كي يقوموا بترميم مبانيهم. والمسار الخامس: التقنية والبحوث، مشيرا إلى تبني كراسي علمية في مجال التراث العمراني مثل (كرسي الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني في جامعة الملك سعود)، وإنشاء مركز بحوث البناء بالطين في جامعة الملك سعود، وإنشاء مراكز تميز بحثي في مجال التراث العمراني في الجامعات السعودية. والمسار السادس: التوعية الاجتماعية وتهيئة المجتمعات المحلية من خلال ربط التراث العمراني بالمواطنين من خلال برنامج (عيش وطنك) وربط التراث العمراني بتاريخ الوحدة الوطنية التي شارك في بنائها جميع المواطنين وعقد ملتقى التراث العمراني الوطني السنوي، وتبني برامج اجتماعية لنشر ثقافة التراث العمراني في المملكة، وإنشاء مجموعات أصدقاء التراث العمراني في كل المدن السعودية، وتبني جمعية أصدقاء التراث العمراني على مستوى طلاب الجامعات السعودية، وأيضا تبني برامج تعليمية تراثية في ملتقيات التراث العمراني، مثل برنامج (لون وابني مع التراث)، وتنظيم مسابقات تصوير فوتوغرافي ومسابقات للرسم لمواقع التراث العمراني. والمسار السابع: إدارة وتشغيل مواقع التراث العمراني، مشيرا في هذا الصدد إلى ربط تنمية التراث العمراني بالتنمية الاقتصادية على المستوى المحلي في المحافظات والقرى السياحية كمحرك للتنمية، وإنشاء جمعيات الملاك التعاونية المحلية من أجل تطوير المواقع التراثية، وتشجيع المهرجانات والأسواق الشعبية وإقامة الفعاليات في مواقع التراث العمراني وتأهيل مواقع التراث العمراني كمتاحف خاصة وكمركز للحرف اليدوية، وتشجيع القطاع الخاص من أجل إعادة استخدام مواقع التراث العمراني لأغراض اقتصادية. والمسار الثامن: الاستثمار والتمويل من خلال قروض من بنك التسليف لتنمية المواقع التراثية وصندوق ثمين وصندوق الآثار والتراث العمراني وإنشاء شركة للفنادق التراثية.