مدير جامعة الجوف لـ «الشرق الأوسط»: مباني الجامعة الحديثة ستقضي على كليات غير صالحة للبيئة التعليمية

د. إسماعيل البشري قال إن المستشفى الجامعي في المنطقة هو أهم المشاريع المنفذة

د. إسماعيل البشري مدير جامعة الجوف
TT

تدخل جامعة الجوف (شمال السعودية) مرحلة تطور جديدة، بعد أن تم الانتهاء من معظم كلياتها للمدينة الجامعية التي بلغت تكلفتها للمرحلة الأولى مليار ريال، على مساحة 32.132.040.3م، حيث يشتمل المشروع على إنشاء ست كليات بالمنطقة والقرى التابعة لها.

وتأتي جامعة الجوف امتدادا لسلسلة من الجامعات التي أمر باعتمادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال السنوات القليلة الماضية لتنضم إلى جامعات نجران والمجمعة وعرعر والقصيم والباحة والطائف والمدينة المنورة وتبوك وحائل والدمام والخرج.

وكشف إسماعيل البشري، مدير جامعة الجوف في حواره لـ«الشرق الأوسط» بأن البنية التحتية للمدينة الجامعية شبه مكتملة، واعتبرها من أهم مراحل إنشاء الجامعة، مبينا أنه تم انتقال بعض الكليات والعمادات المساندة للمدينة الجامعية الجديدة ككلية التربية والعلوم والعلوم الطبية التطبيقية والعلوم الإدارية والإنسانية، وعمادة شؤون الطلاب وقبول التسجيل.

ولفت البشري أن من أهم المشروعات التي تحتاج إليها منطقة الجوف هو المستشفى الجامعي وسيقدم خدماته الصحية لأهالي الجوف بمختلف الأقسام، مبينا أن سيتم تنفيذه خلال 1260 يوما اعتبارا من 26 / 4 / 1433هـ، بمساحة إجمالية قدرها نحو 42500 م2، وسيتسع هذا المستشفى لـ200 سرير. وحول موضوع إنهاء الجامعة عقود موظفي العقود الذي تناولته وسائل الإعلام في وقت سابق واستدل وقتها البشري بقرار خادم الحرمين الشريفين بإيقاف التوظيف على العقود، قال: «هذا الموضوع بالنسبة لجامعة الجوف بحكم المنتهي». وعن إنشاء كراس علمية بالجامعة قال البشري: «قامت الجامعة بوضع تصور شامل لإنشاء أربعة كراس علمية ستعرض على مجلس الجامعة مطلع الفصل الدراسي المقبل، وجميعها تنطلق من حاجة المنطقة والمجتمع المحلي. «الشرق الأوسط» التقت بمدير جامعة الجوف فكان الحوار التالي:

* نود أن تطلعونا على أعداد الطلاب والطالبات الملتحقين بالجامعة والطاقة الاستيعابية؟ وهل هناك خطة لمضاعفة أعداد القبول بالجامعة مستقبلا عطفا على افتتاح مبنى الجامعة الجديد أم هو كاف لاستيعاب أبناء المنطقة؟

- جامعة الجوف تقبل سنويا قرابة الستة آلاف طالب وطالبة في مختلف كليات الجامعة، وفيها الآن قرابة 24000 طالب وطالبة، وبالتأكيد بعد انتهاء أعمال مشروعات المدينة الجامعية سوف تزداد الطاقة الاستيعابية للكليات، وبالتالي يزيد عدد الطلاب والطالبات المقبولين سنويا في الجامعة.

* هل هناك خطة مستقبلية لدى إدارة الجامعة للتوسع في افتتاح فروع للجامعة بمنطقة الجوف أو بالمناطق والقرى التابعة؟

- حاليا هناك كليات للبنين والبنات في كل من طبرجل والقريات، حيث تبعد الأولى عن المقر الرئيسي للجامعة بنحو 250 كم، بينما تبعد الثانية نحو 400 كم، ولهذا قامت الجامعة بتوفير الأقسام اللازمة هناك، كما تم توقيع عقود مشروع كليات البنات بالقريات على الطريق الدولي، وقريبا - بإذن الله - ستكون مباني الجامعة شاهدا قويا على نهضة المنطقة، والحال نفسها في طبرجل.

ومن حق أبنائنا وبناتنا في أي مكان بالمنطقة أن يحصلوا على التعليم العالي بجودة عالية، وهذا ينسجم مع التوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة التي تسعى لإيصال التعليم لكل شبر على أرض الوطن.

* هل هناك نية لاستقطاب الكوادر الوطنية من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لدعم الكادر الأكاديمي بالجامعة؟

- الجامعة تشارك سنويا في أيام المهنة التي تنظمها وزارة التعليم العالي وكان آخرها في أميركا وكندا، واستقبلت الجامعة عشرات الملفات من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين، ورشحت عددا منها، وهي الآن في الكليات للعرض على المجالس اللازمة.

* هل لدى الجامعة أقسام علمية للدراسات العليا؟ وما التخصصات التي تتناولها تلك الأقسام؟ وما مدى تلبيتها لاحتياجات سوق العمل محليا؟

- جامعة الجوف تدرس الآن فتح بعض البرامج في الدراسات العليا وستبدأ الدراسة بها خلال العام الجامعي 1434 / 1435هـ، وستراعي البرامج المطروحة حاجة سوق العمل والإمكانيات البشرية والمادية للجامعة.

* متى تتوقعون استكمال البنى التحتية لمباني المدينة الجامعية؟ وما أبرز المشروعات التي سيتم تنفيذها مستقبلا؟ وما علاقة الجامعة بالجامعات السعودية والأجنبية وهل هناك تبادل خبرات؟

- البنية التحتية للمدينة الجامعية شبه مكتملة لأنها كانت من أهم المراحل، والعمل على إنشاء جميع المشروعات هناك يجري على قدم وساق، وحاليا تم الانتهاء بالكامل من عدد من المباني وانتقال عدد من الكليات والعمادات المساندة للمدينة الجامعية ككلية التربية والعلوم والعلوم الطبية التطبيقية والعلوم الإدارية والإنسانية، وعمادة شؤون الطلاب والقبول والتسجيل كذلك، ويتوالى الانتهاء من بقية المشروعات ونأمل أن تكون الجامعة بكاملها في المدينة الجامعية بعد خمسة أعوام من الآن.

* قرأنا عن مبان حديثة للبنات بمنطقة الجوف.. هل هي ضمن المدينة الجامعية التي تحدثتم عنها؟

- مباني كليات البنات ليست ضمن المدينة الجامعية، لكنها جاءت كحل عاجل للقضاء على أزمة كليات البنات الحالية التي تقادمت، وبعضها مستأجر وغير لائق بالعملية التعليمية، وتم رفع الدراسة كاملة لوزارة المالية، وتمت الموافقة عليها في كل من مدينة سكاكا وطبرجل والقريات، وسيتم انتقال جميع طالبات سكاكا في مطلع العام الجامعي المقبل، أما عن القريات فقد تم توقيع عقدها، وتخصيص الأرض في طبرجل وسيتم توقيع العقد قريبا، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لبناتنا الطالبات، ولم تأت هذه المشروعات العملاقة لولا الحرص الشخصي من خادم الحرمين الشريفين على توفير كل الإمكانات المالية والبشرية للتعليم العالي في كل المناطق.

* ما الجديد في شأن المستشفى الجامعي؟

- يعد مشروع المستشفى الجامعي بمنطقة الجوف من المشروعات التي تحتاج إليها المنطقة كثيرا، وسيقدم خدماته الصحية لأهالي الجوف شاملة عددا من الأقسام كالجراحة وقسم الأطفال والعمليات والمختبرات الحديثة والعيادات الخارجية بمختلف الأقسام، ونأمل أن يكون هذا المستشفى إضافة نوعية للخدمات الصحية بالمنطقة، بالإضافة إلى ما يتم الآن في مشروع مدينة الأمير محمد بن عبد العزيز الطبية بمدينة سكاكا، كما سيقدم المستشفى خدماته التعليمية لطلاب كلية الطب وطالباتها بالجامعة، أما قيمة المشروع فتقدر بأربعمائة مليون ومائة وثمانية وثلاثين ألف وتسعمائة وتسعة ريالات، وسيتم تنفيذه خلال 1260 يوما اعتبارا من 26 / 4 / 1433هـ، بمساحة إجمالية قدرها نحو 42500م2، وسيتسع هذا المستشفى لـ200 سرير.

* أقامت الجامعة بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني برنامجا لنشر ثقافة الحوار.. ما تقييمكم لأثر ذلك البرنامج؟ وما الدور الذي تلعبه الجامعة في تأصيل تلك القيمة اجتماعيا؟

- لقد قامت الجامعة - مؤخرا - بتدشين هذا البرنامج الرائد الذي يسعى إلى نشر ثقافة الحوار بين القيادة ومنسوبي الجامعة كافة، وفي بدايته استهدف وكلاء الجامعة وعمداءها، وسوف يستمر ليستفيد منه أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والطلاب كذلك، وعلينا أن نتعاون جميعا كمؤسسات معنية بتنمية وصناعة الإنسان إلى تأصيل الحوار ونشره، ولهذا قامت الجامعة ممثلة في شؤون الطلاب بتأسيس ناد طلابي للحوار، سوف يستفيد من هذا التعاون بين الجامعة والمركز.

* ماذا عن إنهاء الجامعة لعقود الموظفين على بند الأجور؟

- هذا الموضوع سبق أن عالجته الجامعة وردت عبر موقعها على الإنترنت عن طريق المتحدث الرسمي وهو لها بحكم المنتهي.

* تعلمون ما للكراسي العلمية من إسهامات في دعم عجلة البحث العلمي المتخصص.. هل تتطلع الجامعة لتولي مسؤوليات إنشاء أحد تلك الكراسي بما يخدم واقع منطقة الجوف؟

- قامت الجامعة بوضع تصور شامل لإنشاء أربعة كراس علمية ستعرض على مجلس الجامعة مطلع الفصل الدراسي المقبل، وجميعها تنطلق من حاجة المنطقة والمجتمع المحلي، حيث ستشمل الطب والعلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارية، وكذلك الزراعة التي تعد من أبرز ما يميز منطقة الجوف.

* الميزانية الممنوحة وتقدر بنحو مليار وأربعمائة وأربعين مليونا و536 ألف ريال هل هي كافية لتسيير إدارة الجامعة؟

- لقد شهدت ميزانية الجامعة هذا العام زيادة كبيرة، وهذا يعكس حجم الاهتمام من قبل الدولة في تسريع مشروعات التعليم العالي بالمملكة، ومساعدة الجامعات الناشئة تحديدا في اختصار الزمن ومواكبة الجامعات المتقدمة محليا وإقليميا وعالميا، وسوف تستثمر ميزانية جامعة الجوف في كل ما يحقق النجاح لمسيرة هذه الجامعة، إلى أن نراها تزهو بمدينتها الجامعية واحدة من أبرز ملامح ومعالم النهضة التنموية الحديثة في عهد خادم الحرمين الشريفين.