أمانة جدة تكثف تحركاتها لردع «البيع العشوائي» في الطرقات

60 % من الباعة الجائلين «عمالة مخالفة لنظام الإقامة»

ترك المواد الغذائية مكشوفة يعرضها للتلوث البكتيري
TT

بدأ عدد من الجهات الحكومية السعودية المختصة حملات منظمة للحد من ظاهرة انتشار باعة المواد الغذائية الجائلين في جدة خلال شهر رمضان، وغالبيتهم من العمال المخالفين لنظام الإقامة والعمل الذين يتخذون من الطرقات والشوارع داخل الأحياء أمكنة لبيع وتوزيع مختلف المنتجات الغذائية مجهولة المصدر.

وقدرت أمانة مدينة جدة نسبة العمال المخالفين لنظام العمل والإقامة الذين يوجدون في موسم رمضان ويقومون ببعض الأعمال المخالفة، ومنها بيع وتوزيع الأطعمة والمشروبات والخضراوات، بنحو 60%، بينما تتوزع باقي النسبة على عمال ومواطنين حولوا الممرات والشوارع داخل الأحياء إلى أسواق مفتوحة تنشط عادة بعد صلاة العصر.

وبحسب مراقبين فإن حصيلة أرباح شهر رمضان لهذا النوع من التجارة تتضاعف، خصوصا من المواد الغذائية المتدنية القيمة التي تشهد إقبالا كبيرا عكس ما هو معروض في المحال التجارية.

وبيّن المهندس سامي نوار المتحدث الرسمي لأمانة مدينة جدة أن الأمانة وعبر بلديتها الفرعية تكثف من عمليات المراقبة للمواقع والأسواق في موسم رمضان، مشيرا إلى أن الأمانة تمتلك الخبرة والقدرة لملاحقة هذه الظاهرة والسيطرة عليها، لافتا إلى أن إدارة المراقبة وإدارة الأسواق تمكنت خلال الفترة الماضية من وضع يدها على الكثير من المنتجات الغذائية المنتهية الصلاحية وغير القابلة للاستهلاك الآدمي وضبط بائعيها.

وقدر المهندس نوار نسبة العمالة المخالفة لنظام الإقامة بنحو 60 في المائة، بينما تتوزع باقي النسبة على مواطنين وعمالة نظامية، مشيرا إلى أن فرقة المراقبة تواجه صداما مع المواطنين والمارة أثناء حملاتهم على المواقع العشوائية حيث يتدخلون ويتوسطون لإطلاق سراح المخالف تحت ذريعة «أننا في شهر الخير»، و«دعهم يترزقون»، وهو ما يعوق عمل المراقبين، الذين يؤثرون الابتعاد تحسبا للاحتكاك المباشر مع المارة.

ويرى الدكتور محمد أحمد، طبيب باطنة، أن ترك الغذاء خارج أماكن حفظه لمدة طويلة يجعله عرضة للتلوث البكتيري المسبب للأمراض المنقولة غذائيا، وهو ما يتم عبر الباعة الجائلين الذين يعرضون الأطعمة دون حفظها، وشدد على ضرورة أخذ الحيطة أثناء تناول الأطعمة المكشوفة بتسخينها لقتل الميكروبات، مؤكدا أن عمليات التسمم الغذائي تزيد في شهر رمضان عن باقي العام لعوامل عدة، منها تناول الأطعمة المكشوفة.

وأوضح المهندس سامي نوار أن هناك طرقا وأساليب عدة يتبعها الباعة المخالفون، منها نشر مراقبين تابعين لهم على مداخل الأسواق العشوائية، وهؤلاء مهمتهم تحذير الباعة من خلال الاتصال ليتمكن البائع المخالف من الفرار بعربته أو ترك المبسط وإخفاء المنتجات الغذائية.

وتعمل أمانة جدة على ضبط عمليات التحايل في التأجير من «الباطن» للمباسط التي تقدمها الجهات المختصة كمساعدة للسعوديين من ذوي الدخل المحدود وكبار السن، حيث يؤجرونها لمقيمين في البلاد بصورة نظامية، من خلال ضوابط محددة للتأكد من نظامية البيع في تلك البسطات وإدارتها من العمالة الوافدة.